دُرر وصفت «أبا خالد» بامتداد زايد وظله الباقي بيننا

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يتلاقى الشيخان المحمّدان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، حفظه الله، تعود إلى الأذهان أيام كان يتلاقى المؤسسان البانيان لدولة الاتحاد المجيد المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، عليهما سحائب الرحمة.

وفي مطلع يناير عام 2018 تكون الفرحة فرحتين، والغبطة غبطتين، لأنه عام زايد الخير الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، متعه الله بالصحة والعافية.وفي الوقت نفسه هو شهر تولّى فيه الشيخ محمد بن راشد مقاليد الحكم في إمارة دبي، فمن حق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن يفرح بعام زايد، لأن زايد كان مدرسة الخير التي خرّجت أمثال الشيخ محمد بن راشد وأمثال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.

وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لدبي في مثل هذا اليوم في حدّ ذاتها امتداد لذلك الخير، وعيدٌ لنا نحن جميعاً، ولا سيَّما في هذا الموسم الشتوي من هذا العام، حيث نقترب من فصل الربيع على أرض المرموم خفيفة الظلّ في دبي والعاصمة الترفيهية لصاحب السمو، فلنردّد مع أبي تمام قوله:

ورد الربيعُ فمرحبا بورودِهِ

وبنور بهجته ونَور ورودِهِ

وبحُسن منظره وطيب نسيمه

وأنيق ملبسه ووَشي برُودِهِ

فصل إذا افتخر الزمان فإنه

إنسان مُقلته وبيت قصيدِهِ

يوم أغر

ثم نقارن بين فرحة أبي تمام بقدوم فصل الربيع الآسر للبِّه بحسن منظره ونفحات أزهاره ووروده، وبين فرحة شاعرنا الكبير الشيخ محمد بن راشد بقدوم الشيخ محمد بن زايد إلى دبي في هذا اليوم التاريخي الأغر، ولنقرأ معاً ما أملته عليه قريحة سموّه:

في أوَّلْ العامْ والفرحَهْ تعايدنا

تَمْ الفَرَحْ يومْ زارْ وشرَّف القايدْ

شوفكْ لنا عيدْ بو خالدْ يا قايدْنا

في عامْ زايدْ هلا يا مشبِهٍ زايدْ

بكْ تفرَحْ الدَّار وتودِّك قصايدنا

سرْ للعلا دومْ وإنتهْ للعلا رايِدْ

صورة زايد

تأمَّل معي هذه الأبيات، ثم انظر كيف يستقبل شاعرنا الشيخ محمد بن زايد وكأنه يستقبل الشيخ زايد الوالد، ويسميه بالقائد ويناديه بقايدنا، ولماذا هذا النداء «يا قايدنا»، لأنه يرى فيه صورة زايد فعلاً.

إذاً فإن فرحة الشاعر الشيخ محمد بن راشد بالشيخ محمد بن زايد فرحة غامرة نابعة من الوجدان، لأنه يذكِّره بذلك القائد المؤسس الباني الذي نحن نحتفل اليوم بمئويته المثيرة للجدل والمليئة بالإنجازات.

ثم يقول الشاعر:

يا كنِّكْ الغيمْ وتجدِّدْ جدايدنا

يحيا بخيركْ وطَنْكْ ويتعَبْ الحاسدْ

مِنْ صدِّيتكْ دومْ مدمايهْ صوايدنا

يا حِرْ ما ينلقىَ عَنْ صيدتهْ حايدْ

بنيتْ داركْ وعاشَتْ بكْ بلايدنا

وحميتْ جاركْ وكنتْ الصَّادق المايدْ

غيوم ماطرة

يشبّه الشاعر الكبير الشيخ محمد بن زايد بالغيوم الماطرة التي تحيي البلاد والعباد، فهو اليوم أشبه عيال زايد بزايد، وهو اليوم أثبت جدارته في قيادة البلاد في الداخل والخارج، مما جعل الحسّاد يحسدون مواقفه الوطنية والعروبية والبطولية.

ويشيد الشاعر بدور الشيخ محمد بن زايد بصفته ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في إدارة الأزمات، وكيف أثبت أنه قادر على أن يحمي بلاده من العدوان ويحمي جيرانه أيضاً. ولا أدل على ذلك من وجود دولة الإمارات ضمن قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.

وهو أكبر دليل على أن الشيخ محمد بن زايد وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يشكِّلان اليوم الرمز الحقيقي لهذا التحالف الذي يجب علينا جميعاً أن نلتف حوله، ونقف معه في العسر واليسر، حتى يتحرر اليمن من براثن قوى الشر.

وهذه القوة الضاربة في عمق العدوان والمزلزلة لثكنات القوى الباغية هي أثر ذلك المؤسِّس الباني الذي وضع النواة الأولى للقوات المسلحة الباسلة، فهو جدير بأن نعيش اليوم عامه المسمى بعام زايد الخير.

قائد مغوار

أجل، رحل زايد وترك لنا أشباله، وعلى رأس هؤلاء هذا القائد المغوار الذي يفخر شاعرنا الكبير بسياسته وحنكته وقوة شخصيته فيقول:

نشهَدْ بأنِّكْ وحيدٍ في شهايدنا

ما حَدْ مثلكْ أبَدْ ما كادكْ الكايدْ

لكْ في السِّياسِهْ إفتكارْ لمِنْ يعاندنا

وفي العسكريِّهْ خصومكْ حيلهمْ بايدْ

إنتهْ وأنا مولْ ما نبدِّلْ عوايدنا

ع دَربْ واحدْ نسيرْ وقَلْبِنا واحِدْ

شكراً محمد بن زايد

أقول: هنيئاً لمن يشهد له الشيخ محمد بن راشد، والشيخ محمد بن راشد، سبق أن وجّه في بداية العام الجديد تهنئة إلى شعبه، ثم وجّه رسالة خاصة إلى الشيخ محمد بن زايد، وكانت تلك رسالة منثورة لكنها لعمري أبلغ من القصيدة.

قال فيها سموه: شكراً محمد بن زايد، لأنك امتداد زايد فينا، وظله الباقي بيننا، شكراً محمد بن زايد، لأنك حامي حمى الوطن وباني حصنه وقائد عسكره وأسد عرينه.

وعدّد سموه في تلك الرسالة مزايا الشيخ محمد بن زايد الكثيرة والجليلة، فكان مما قال: «احتضنتَ الشباب وعلّمتَ الأجيال، وزرعت البطولة، وأكملت المسيرة، وأكرمتَ الشهداء واحتضنت أبناءهم، وواسيت أهاليهم».

ومن أهم ما لفت نظري في تلك الرسالة قول سمو الشيخ محمد بن راشد مخاطباً أخاه الشيخ محمد بن زايد: «وأسّست للمئوية الجديدة».

هذه العبارة تذكرنا بتاريخ مضى فنقدّره، وتفتح أعيننا على تاريخ يأتي فننتظره، فزايد الأول وهو زايد بن خليفة كان بداية عهد، وزايد بن سلطان كان بداية عهد، وها هو اليوم الشيخ محمد بن زايد يكون بداية عهدٍ زايديّ نهياني جديد إن شاء الله.

نعم، هكذا بثاقب رأيه ونيّر فكره يمزج الشيخ محمد بن راشد بين الشعر والنثر، وهكذا يتغنى بمآثر آبائه وأجداده الياسييّن الكرام، ويشيد بدور إخوته من أبناء زايد الذين أقسموا على السير قـُدماً على نهج زايد.

درر العبارات

وإنني ألاحظ الشيخ محمد بن راشد عندما يتحدّث عن الشيخ محمد بن زايد، يستخرج درر العبارات من أعماق قلبه بغواصات فهمه مفعمة بالحب والصدق والإخلاص.ويشكر شاعرنا «أبا خالد» على أنه يعمل 18 ساعة في اليوم من أجل الإمارات، وأنّ إجازته السنوية لا تتعدى الأسبوع.

أقول وأنا إن أجزتَ لي سيدي أشهد بأن «أبا راشد» الشيخ محمد بن راشد يعمل 20 ساعة في اليوم ولا ينام إلا أربع ساعات.

إذاً كلاكما مخلص يتفانى في حب الوطن وخدمة البلاد، وكلاكما يسعى لإسعاد الشعب.

وأقول بصراحة: أخجلتمونا بتواضعكم يا شيوخ الإمارات، فمنكم من ينزل من عليائه ليقبّل يد طفل أو يقبّل رأس كبير في السن، ومنكم من يلبِّي دعوة الفقير على باب المسجد، فيذهب معه إلى بيته ليتناول غداءه المتواضع ويجلس على الأرض، ومنكم من يقول: لا حاجة أن يأتي إليّ المعاق ويشتكي إعاقته، وإنما أنا أذهب إليه في بيته بالعلاج والدواء.

هذه الخصال الطيبة هي التي جعلتكم تتفوقون على سائر الرؤساء والحكام في بلاد العالم، وتدخلون شغاف قلوب الناس.

بشائر

نعم، عام زايد عام خير بإذن الله طالما أنتم ترسمون معالمه، تحملون حسن النية، وتنوون تحقيق الأمنية، لقد قدّمتم الكثير، وأبناؤكم إذ يشكرونكم على ما مضى، هم على يقين بأنكم تقدمون لهم في الأيام المقبلة أكثر، من تذليل سبل الحياة، وتفريج كرباتهم المعيشية، فأنتم لهم بعد الله عز وجل، فما خاب من عاش في رحابكم، ولا ندم من اختار دولة الإمارات محطاً لرحاله.

سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، إن مثل هذه اللقاءات الثنائية بينك وبين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وأنتما تتبادلان الابتسامة، والفرحة تملأ أسارير وجهيكما، لتحمل في ثناياها الكثير من البشائر، وتطمئن خواطر الشعب، وتجعل الحساد يموتون كمداً وغيظاً.

نعم، وإننا لا نبالي بحسد الحاسدين ولا بكيد الكائدين، طالما أن الله معنا، وما أجمل قول الشاعر:

دع الحسودَ وما يلقاه من كمَدِهْ

يكفيك منه لهيب النار في كبدِهْ

إن لُمتَ ذا حسد نفّستَ كربته

وإن سكتَّ لقد عذّبته بيدِهْ

نعمة واستقرار

والمطلوب من شعب دولة الإمارات اليوم أن يشكروا الله على نعمة الأمن والأمان، وهذا الاستقرار الذي تحسدنا عليه الشعوب الأخرى من حولنا، وأن يكونوا مواطنين ومقيمين على أرض دولة الإمارات يداً واحدة في ردّ الزيف ومزاعم أنصار الشيطان، وأن يُكنُّوا الولاء المطلق لقائد مسيرتنا، وأن يقدموا الانتماء إلى أرض وفّرت لهم العيش الكريم والملاذ الآمن.

وعندما يقول شاعرنا الشيخ محمد بن راشد:

إنتهْ وأنا مولْ ما نبدِّل عوايدنا

عَ دَربْ واحدْ نسيرْ وقَلْبِنا واحِدْ

يقول هذا تذكيراً بذلك اليوم الذي التقى فيه زايد وراشد في سيح السدير، ووضعا معاً لبنات الاتحاد، وإن ذلك الاتحاد وُجد ليبقى، وإن العهد الذي قطعه زايد وراشد، أمانة في رقابنا نحن أبناء زايد وشعب زايد وخليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد.

وإنّ أصحاب السمو حكام الإمارات جميعاً هم سند لأبوظبي ودبي، والبيت متوحِّد والحمد لله.

نحن أبناء الإمارات الشداد

نحن جندُ الحق نحمي الإتحادْ

موطن الأجداد لا نعطي لمن

جاءنا يسعى إلينا بالفسادْ

هذه الدولة دامت وطناً

لسلام وأمان وودادْ

نحن قلبٌ واحد في قالب

واحد صرنا فعاش الإتحادْ

 

Email