تفاعل مجتمعي واسع مع المبادرة

«يوم لدبي» ترسّخ مكانة الإمارة أكثر المدن عطاءً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة جديدة تجسّد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة استثمار خبرات ومهارات الأفراد وتعزيز دور ومفهوم المسؤولية المجتمعية في ما بينهم، ولدت مبادرة «يوم لدبي»، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، والتي تعد أكبر مبادرة تطوع متكاملة في إمارة دبي، وتستهدف تشجيع أفراد المجتمع على المشاركة في الأنشطة التطوعية ولتعزيز روح المسؤولية الاجتماعية، وثقافة التطوع، وقيم الخير والعطاء، وترسيخ مكانة دبي على الساحة العالمية أكثر مدينة معطاءة.

وتحث المبادرة أفراد المجتمع على تخصيص يوم واحد من العام على الأقل في العمل التطوعي، وتحفيز أفكارهم لاستحداث فرص تطوعية، ضمن مختلف الأنشطة التي تتمحور حولها المبادرة أو الأنشطة التطوعية المبتكرة الأخرى، التي من الممكن أن يبادر بها المتطوعون وبما يتناسب مع موهبتهم وخبراتهم العملية، مثل التطوع في أنشطة تتعلق بالحفاظ على التراث الإماراتي ونقل المعرفة إلى الأجيال الجديدة، للحفاظ على الموروث الشعبي والتراثي للدولة كالصيد بالصقور والغوص والشعر والحرف اليدوية التراثية، أو من خلال تطوع أحد الموظفين بنقل خبرته في مجال معين لمحيطه وتبادل المعرفة واستثمارها مثل التحليل المالي والاستراتيجي والتقني والإداري، وما إلى ذلك من أنشطة يمكن التطوع للقيام بها، بما يسهم في تعزيز رسالتها الرئيسية بنشر ثقافة التطوع وروحه بين جميع أفراد المجتمع وبما يعني أن كل إنسان قادر على القيام بعمل تطوعي في مجال خبراته ومعارفه، كما تستهدف المبادرة أيضاً الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات العاملة في الإمارة لتوفير كل سبل الدعم والتشجيع لمختلف مبادرات وبرامج العمل التطوعي، وتهيئة الجو الملائم لإشراك لموظفيها وأفراد المجتمع في العمل التطوعي.

واستقبل أفراد المجتمع إعلان سمو ولي عهد دبي عن إطلاقه المبادرة، باستحسان كبير في دليل على مدى التماسك والترابط الاجتماعي الذي يسود مجتمع الإمارات، بشكل أظهر مدى تحلي جميع أفراد المجتمع بالمسؤولية تجاه محيطهم، حيث أبدى عدد كبير من أفراد المجتمع استعدادهم للمشاركة في فعاليات ومبادرات «يوم لدبي»، والتي ستمتد على مدار العام، من خلال التسجيل في الموقع الإلكتروني المخصص للمبادرة.

وتقوم الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بالإشراف على المبادرة بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع وبرنامج «وطني الإمارات».

من جانبه، أكد عبد الله محمد البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن مبادرة «يوم لدبي» تستمد قيمها من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بإعلاء روح الخير والعطاء والإنسانية، وأشار إلى أن إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لهذه المبادرة ينبع من إيمان سموه الراسخ بأهمية العمل التطوعي وسيلة لبناء مجتمع متماسك، بما يخدم توجهات الإمارة ويسهم في تحقيق غاياتها الاستراتيجية.

ودعا الجهات الحكومية إلى ابتكار الفرص التطوعية التي تستقطب أفراد المجتمع للمشاركة بخبراتهم ومعارفهم، فضلاً عن استثمار المهارات والخبرات والطاقات الفردية والجماعية لدى موظفيها لتحفيز العمل التطوعي في جميع مناحي الحياة. وأضاف البسطي: «تتسم مبادرة «يوم لدبي» بتنوع برامجها بحيث تستوعب جميع أفراد المجتمع، وتحفز الأفكار نحو ابتكار الفرص، والمبادرة بتنفيذها حتى في إطار المحيط الشخصي للفرد، بما يدعم الهدف الرئيس لها بترسيخ مبدأ المشاركة والعطاء، كما يدلل التفاعل المجتمعي معها على أثر الروح الإيجابية الذي يبثها سمو ولي عهد دبي في المجتمع».

دعم

بدوره أكد أحمد عبد الكريم جلفار، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع في دبي دعم الهيئة لكل المبادرات التطوعية المبتكرة ومواصلة العمل على رفع الوعي المجتمعي تجاه الأعمال التطوعية ووضع الضوابط والإجراءات التي توضح واجبات المتطوعين وتحافظ على حقوقهم لضمان تحقيقها الغايات المرجوة، مشيراً إلى أن مبادرة «يوم لدبي» تحفز أفراد المجتمع على استكشاف الأثر الإيجابي للعطاء والبذل، وتعكس ثقافة مجتمعنا، وتترجم طاقاته ومواهبه فعلياً على أرض الواقع.

وأضاف جلفار: «تعزز المبادرة دور ومفهوم المسؤولية المجتمعية، وسنواصل العمل على دعم المنظومة المتكاملة والمستدامة للعمل التطوعي، وإعلاء قيمة التطوع والتلاحم المجتمعي، حيث يسهم العمل التطوعي في تحقيق العديد من الفوائد مثل تحقيق التكاتف وروح التعاون، وتعزيز الانتماء للوطن والمجتمع، فضلاً عن توظيف الطاقات في العمل المجتمعي، وتنمية العلاقات وتطوير مهارات التواصل بين أفراد المجتمع».

ابتكار

وعلى جانب آخر، كشف ضرار بالهول الفلاسي مدير عام برنامج «وطني الإمارات»، عن دعم البرنامج الكامل للمبادرة من خلال التطبيق الذكي وخدمة العملاء لاستقبال الأفكار المبتكرة والمقترحات وطلبات المشاركة من جميع أفراد المجتمع، وتقديم الدعم اللوجستي لكل المبادرات التي تعلي من قيمة العمل التطوعي، بما يخدم أهداف الإمارة وتوجهاتها.

محاور المبادرة

وفضلاً عن تحفيزها على المبادرة للعمل التطوعي بشكل فردي، تغطي المبادرة محاور عدة ضمن مختلف مجالات الأنشطة المجتمعية والتي يمكن أن يشارك بها أفراد المجتمع وتعود بالنفع على الجميع، بحيث تثري ثقافة المتطوعين ومهاراتهم من خلال مواءمة فرص التطوع في هذه المحاور المجتمعية مع مهارات المتطوعين، وتوفر لهم فرصاً لتعلم مهارات جديدة، وتساعدهم على الاستفادة من وقت فراغهم، وتحويله إلى نشاطٍ مفيد.

وتدعو المبادرة من خلال محور البيئة والحفاظ على الحياة البرية إلى المشاركة في الأنشطة التي تسهم في ضمان الحفاظ على الموارد البيئية واستدامتها للأجيال المقبلة، ودعم جهود الدولة في هذا المجال، لما تمثله البيئة من ركيزة أساسية تستند إليها مسيرة التنمية المستدامة.

وتماشياً مع المبادرات والخطط الحكومية الاستراتيجية الرامية إلى تمكين أصحاب الهمم وتعزيز دمجهم اجتماعياً، تدعو المبادرة إلى رفع الوعي المجتمعي بحقوق أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع، من خلال تعزيز ثقافة التطوع في فعالياتهم المختلفة، كما تحث الجميع على الانخراط في أنشطة تطوعية تسهم في تحسين حياتهم وتعزز توجهات الإمارة لتعزيز مكانة دبي مدينة صديقة لأصحاب الهمم، ويرسخ مكانة الدولة في هذا المجال.

كما تحث المبادرة المتطوعين، من خلال محوري التعليم والتوجيه والإرشاد، على مشاركة معارفهم العلمية وخبراتهم العملية والمساهمة في تطوير المجتمع وتحفيز جميع أفراد المجتمع كباراً وصغاراً على التسلح بالعلم والمعرفة لخلق مستقبل واعد، فيما يدعو محور الصحة على تقديم الدعم المعنوي والنفسي للمرضى وذوي الحاجة في المجتمع من خلال الأنشطة التفاعلية والتبرع بقضاء بعض الوقت معهم أو الانخراط في الحملات الصحية التوعوية التي تستهدف رفع الوعي المجتمعي للوقاية من الأمراض أو حملات التبرع بالدم والفعاليات الأخرى، التي تتماشى مع خطط الحكومة لبناء مجتمع صحي، كما اهتمت المبادرة بمحور الرياضة والترفيه، الداعمين للصحة الجسدية والعقلية والروحية، ودعت المتطوعين لاستغلال خبراتهم في هذا المجال لنقل هذه الثقافة إلى مختلف أفراد المجتمع.

ولتحقيق أهداف المبادرة بإحداث تغيير سلوكي يجعل التطوع جزءاً من نمط الحياة والخيارات اليومية للمجتمع، تدعو المبادرة من خلال محور دعم المجتمع إلى التلاحم والتكافل، الأفراد على ابتكار طرق تطوعية تسهم في زيادة هذا التماسك وخلق مجتمع متوافق ومتعاضد، يترجم قيم الخير الراسخة في المجتمع الإماراتي، كما دعت المبادرة أيضاً لمشاركة المتطوعين مواهبهم الخاصة وإبداعاتهم مع محيطهم المجتمعي من خلال محور الثقافة والفنون.

ويهدف محور التسامح والأمل في تبني ومشاركة والاحتفاء بالتنوع الثقافي الفريد الذي يميز دبي، حيث تدعو المبادرة من خلاله إلى الانفتاح على الآخرين والتبادل الثقافي الاجتماعي، بما يسهم في مد أواصر التكامل بين جميع أفراد المجتمع، ومن ناحية أخرى، تدعو المبادرة المؤهلين للاستجابة الطارئة إلى التطوع والاستعداد لتلبية الحالات الطارئة للمحتاجين في المجتمع للحفاظ على سلام وأمن سائر أفراده، وذلك من خلال محور الاستجابة للحالات الطارئة، ومن خلال محور التطوع الدولي، تحث المبادرة المتطوعين إلى مشاركة مهاراتهم مع العالم الخارجي لإبراز الصورة الإنسانية لمجتمعنا.وتحث المبادرة أفراد المجتمع من خلال محور كبار السن، إلى الانخراط في أنشطة يشاركون فيها، وقضاء بعض الوقت معهم ليساعدوهم على التخلص من الشعور الوحدة ورفع معنوياتهم، للتأكيد على الترابط المجتمعي ورد الجميل، كما تحث المبادرة على التطوع لمساعدة الأطفال والشباب لتحفيزهم وإلهامهم سواء بمساعدتهم على التحصيل العلمي والدراسي أو في أنشطة رياضية وصحية، ترفع من قدراتهم وتساعدهم على إبراز إمكاناتهم في المستقبل.

قيمة نبيلة

قال ضرار الفلاسي ان «التطوع قيمة إنسانية نبيلة، وهو من أهم الركائز الأساسية لنهضة المجتمعات وتقدمها، وتحرص مؤسسة وطني الإمارات على تقديم الدعم اللازم، لتعزيز العمل التطوعي والارتقاء به وتوظيفه بالشكل الأمثل، بما يعود بالفائدة على جميع أفراد المجتمع، وقد أسهمت مبادرات القيادة الرشيدة في تعزيز مفهوم التطوع والارتقاء به ليكون ثقافة وأسلوب حياة، الأمر الذي يسهم في خلق مجتمع متماسك قوامه التلاحم والتعاون والعمل المشترك».

Email