أصحاب الهمم

وليد البلوشي..بصيرة التواصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصد هيئة كهرباء ومياه دبي عام 2010 من أجل العمل فلم يجد الأبواب موصدة أمامه كونه لا يمتلك المؤهلات والخبرات المطلوبة للالتحاق بالمؤسسة التي طالما حلم بالعمل بها، بل اقترحت عليه الهيئة الانضمام إلى المعهد الوطني للتأهيل المهني على نفقتها الخاصة. وبالفعل درس لمدة سنتين في مجال الكمبيوتر تخصص برنامج قارئ الشاشة، وهو برنامج خاص بالمكفوفين.

وليد البلوشي أحد النماذج الحية على الإرادة والعزيمة والنجاح، شاب في الواحد والثلاثين ربيعاً، ويعمل في الهيئة موظف بدالة. حرمه الله عز وجل نعمة البصر، لكن حباه الكثير من الإرادة والعزيمة لمجابهة الحياة والتأقلم مع طبيعة إعاقته، يقطن في إمارة عجمان لم يثنه بُعد المسافة من الالتحاق بالعمل وأن يصبح فرداً فاعلاً ومنتجاً في المجتمع.

التحق وليد البلوشي بالعمل في الهيئة عام 2012 بعدما حصل على كل ما يلزم من مهارات لمزاولة عمله في البداية، كان خائفاً من عدم قدرته على التكيف وعدم تقبل الآخرين له، لكنه وجد في الهيئة زملاء متعاونين وبيئة عمل محفزة وداعمة إلى أقصى الحدود.

وفي ذلك يقول البلوشي: تمكنت الهيئة من دمج العديد من أصحاب الهمم في مختلف الإدارات التي تناسب وضعهم الصحي، حيث تضطلع الهيئة منذ تأسيسها بدور رائد وفعال تجاه ذوي الهمم، وذلك عبر وضع الأنظمة والقوانين التي تكفل تمكينهم وتأهيلهم مهنياً ونفسياً واجتماعياً، مع مراعاة خصوصية حالتهم الصحية التي تتطلب إعداد برامج خاصة بهم، وابتكار مبادرات وبرامج وخدمات تلبي احتياجاتهم وتسهل عليهم أداء مهامهم الوظيفية على أكمل وجه.

ويتقدم البلوشي بالشكر للهيئة على كل ما قدمته وتقدمه له في سبيل تمكينه ليكون إنساناً ناجحاً على الصعيدين المهني والشخصي. ويشيد ببرنامج «أبشر» الذي وفر له مختلف البرامج التدريبية التي مكنته من الاندماج في بيئة العمل نفسياً واجتماعياً ومهنياً. وعلى الرغم من إعاقته البصرية، إلا أن البلوشي شخص رياضي محترف بامتياز. فهو يلعب لصالح عدد من الأندية الوطنية في عدة رياضات. وحاز عددا من الميداليات من بينها الميدالية الفضية في الأولمبياد الخليجي.

وفي هذا الشأن يقول البلوشي: «لم تتوقف الهيئة عند دعمي في مجال عملي فحسب، بل تجاوز دعمها كل توقعاتي إذ منحتني كل الوقت الكافي لممارسة الرياضة والمشاركة في البطولات المحلية والدولية وتحقيق إنجازات رياضية ترفع اسم بلدي الإمارات عالياً».

Email