زيادة أعداد الطلبة المتدربين على برمجيات «الروبوت»

الذكاء الاصطناعي والبرمجيات ضمن مناهج «التربية» قريباً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكف وزارة التربية والتعليم على إدراج الذكاء الاصطناعي والبرمجيات ضمن مناهجها، إذ تولي الثورة الصناعية الرابعة، والتي أعلن عن استراتيجيتها أخيراً، دوراً هاماً، لذلك ستعمل على تطوير المناهج لتتواكب مع المستجدات التي طرحتها الدولة، وتعتزم تطوير مختبرات خاصة بالروبوت لإكساب الطلبة المعارف الموسعة، وتعتزم زيادة عدد الطلبة المتدربين على برمجة الروبوتات، حيث تتجه الوزارة للاستفادة من التقنيات الحديثة لتطوير المنظومة التعليمية.

ومن جانبه، قال الدكتور حمد اليحيائي وكيل الوزارة المساعد لقطاع المناهج والتقييم في وزارة التربية والتعليم، لـ «البيان»: إن الوزارة تهدف من خلال خططها التعليمية والتطويرية، إلى الارتقاء بالطالب ذهنياً وأكاديمياً، وهو ما من شأنه إيجاد منتج تعليمي متمكن من مهارات عصره، قادر على المنافسة، ويتمتع بشروط ومواصفات الريادة.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يقتحم ساحة نظم التعلم المعتمدة على الحاسوب، ليتمكن من حركة (أتمتة) العملية التعليمية، إنتاج منتج تحسيناً وتطويراً ملموساً، يمكن قياسه في العملية التعليمية، وذلك من خلال تقديم تقنيات الذكاء الاصطناعي ودمج وسائط عرض مثل النص والصوت والصورة الثابتة والمتحركة.

ويمكن تعريف نظم التعلم الذكية، بأنها نظم تعليمية معتمدة على الحاسوب، ولها قواعد بيانات مستقلة، أو قواعد معرفية للمحتوى التعليمي (تحدد ما يتم تدريسه)، بالإضافة إلى استراتيجيات التعليم (وهي تحدد كيفية التدريس)، وتحاول استخدام استنتاجات عن قدرة المتعلم على فهم المواضيع، وتحديد مواطن ضعفه وقوته، حتى يمكنها تكييف عملية التعلم ديناميكياً، لذلك أولت الوزارة اهتماماً بالغاً في ترسيخ مفهومه لدى الطلبة.

لافتاً إلى أن الوزارة تركز على مهارات التفكير العليا المختلفة، واستخدام الأدوات والأساليب المحفزة على التفكير والاهتمام في التعليم القائم على المشاريع، وربط المناهج الدراسية بالمختبرات الروبوتية، ودمج معايير «ستيم» في كل من مناهج العلوم والرياضيات وتقنية المعلومات والفنون.

وذكر أن مواد التصميم والتكنولوجيا، والتي تدرس للصفوف من الرابع وحتى التاسع، ومادة التفكير الإبداعي والابتكار للصفوف من 10-12، تؤهل الطالب وتساعد على بناء مبادئ برمجة وتركيب الروبوتات، مشيرة إلى أن الغاية من هذه المواد، تحفيز الطلبة نحو التفكير بشكل إبداعي، وإضافة عنصر الابتكار في المشاريع البحثية التي يقدمونها، لتكون متجانسة، وبشكل تكاملي، مع متطلبات التكنولوجيا الحديثة.

اهتمام خاص

وأوضح أن القائمين على تطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم، أولوا اهتماماً خاصاً بموضوع الابتكار والذكاء الاصطناعي، وتجلى ذلك عبر تطوير معايير الابتكار، وتضمينها في جميع المواد الدراسية في جميع المراحل الدراسية، بدءاً من مرحلة رياض الأطفال، وفي ظل سعيها الحثيث لتهيئة جيل مبتكر، لم تدخر الوزارة والإدارات المعنية جهداً للعمل على إعداد جيل خلاق، بدءاً من مرحلة الرياض عبر تطبيق استراتيجيات تُغذي فكر الابتكار، وتشمل تشجيع الأطفال على اتخاذ القرارات وتجريب المفهوم، بدلاً من شرح كيفية عمله، وتشجيع الاستنتاجات المبنية على الملاحظة، والتفاعل الخلاق بين الأقران، حيث يتدرب الأطفال على التعاون والتنافس مع أقرانهم في إثبات التفكير الإبداعي، وهذا ما ستعكف عليه لإدراج الذكاء الاصطناعي.

وذكر أن الوزارة تسعى لإنشاء جيل من الخريجين القادرين على التعبير عن أفكارهم وآرائهم بانضباط وتوازن، ومتمكنين من استخدام مهارات العصر، والوصول إلى مصادر المعرفة وتحليلها وتطبيقها في مواقف حياتية واقعية بصورة مبتكرة، على نحو يمكنهم من تمثل قيم المسؤولية والنزاهة والشفافية والعمل الجاد، وإظهار سلوك مسؤول حيال اختيار مسارهم المهني الملائم والمتوافق مع قدراتهم الشخصية واحتياجاتهم الوطنية، وقادرين على دراسة السوق، لتنفيذ مشاريعهم المستقبلي.

وأضاف أن الوزارة قطعت أشواطاً واسعة في إطار جهودها الحثيثة نحو تطبيق مسارات المبادرات الداعمة للابتكار، وهو الأمر الذي عززته الوزارة في استنباط توليفة من المبادرات والمشاريع النوعية، تحقيقاً للتطلعات والأهداف المنشودة في جعل الابتكار ممارسة يومية ومنهجية عمل، تدخل في صميم تفاصيل المنظومة التعليمية.

وقال اليحيائي، إن الذكاء الاصطناعي أضحى السمة الغالبة في مختلف توجهات الدولة، كما أرادت وخططت له القيادة الرشيدة، وذلك في ضوء استحقاقات تمليها علينا النظرة الاستشرافية للقيادة في وضع الأطر العامة وتحقيق مستهدفات الدولة.

حرص

ومن جهتها، أكدت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة، مدير إدارة الابتكار والريادة في وزارة التربية والتعليم، في تصريح خاص لـ «البيان»، حرص الوزارة على مواكبة التغييرات المتسارعة التي تفرضها الثورة الصناعية الرابعة، والتي تتمركز حول أتمته الصناعة واتخاذ القرارات بمعزل عن التدخل البشري، الأمر الذي يستلزم إعداد جيل يتسلح بمهارات وقدرات معرفية تكنولوجية علمية وعملية فائقة، وتمكينه من المساهمة في تعزيز البنية التقنية والرقمية المتطورة في الدولة والمساهمة في تحقيق أن تكون دولة الإمارات في مصاف أكثر الدول تقدماً في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار على مستوى العالم.

كما أن ذلك يستوجب، بل ويحتم إدخال الذكاء الاصطناعي في مناهج وزارة التربية والتعليم، مع المزيد من التركيز على البرمجيات في هذه المناهج، لتمكين طلبتنا من أن يكونوا بالمستوى المطلوب لمواجهة التحديات المستقبلية، واستشراف المستقبل واستعادة التوازن في زمن الثورة الصناعية الرابعة، آخذين بعين الاعتبار، أن هذه الثورة ستغير المفهوم السائد عن معظم الوظائف في العالم، وتتطلب تقنيات حديثة تجمع العلوم الفيزيائية أو المادية بالرقمية والبيولوجية .

مبادرات

وأضافت الشامسي «أن الوزارة كانت دوماً سبّاقة في إطلاق مبادرات نوعية، تسهم بشكل رئيس في نقل الفصول الدراسية في الدولة من الإطار التقليدي للتعلم، إلى إطار يتماشى مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، ويوظف الروبوتات والذكاء الاصطناعي لخدمة المتعلمين والمعلمين على حدٍ سواء، ويسهم في إعداد طلبة أكفاء قادرين على الابتكار والريادة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ومن أهم هذه المبادرات، مبادرة إنشاء مختبرات الروبوت، ومختبرات التصنيع الرقمي في المدارس، حيث تم إنشاء 73 مختبراً للروبوت، و11 مختبراً للتصنيع الرقمي في مختلف المراحل الدراسية ».

تحرص وزارة التربية والتعليم من خلال مركز بيانات متكامل، على توفير بيانات لحظية لكل ما يخص العملية التعليمية، في البعدين الأكاديمي والسلوكي، وجميع الجوانب الأخرى، والتي تصب في خدمة التعليم والتعلم، وتمكن تلك البيانات الوزارة من التعامل مع كافة الاحتياجات والمستجدات التي تطرأ على المنظومة التعليمية، بالإضافة إلى استشراف احتياجات الميدان التعليمي والمنظومة التعليمية، ومن ثم يتم تضمينها ضمن خطة الوزارة للخروج بالحلول الاستراتيجية.

 

Email