عَـلَمنــا

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتب ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة وطني الإمارات عن علم الإمارات مستشهداً بأبيات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله:

يا عَلَمنا رفّ في عالي السما رافعينكْ صانعينْ الاتحاد

هكذا هو علمنا، علم اتحادنا ورمز التفافنا حول المشروع الحضاري الإماراتي وعنوان انتمائنا لهذا البيت المتوّحد وولائنا لقادته العظماء، وهو بهذه الصفة مرفوع فوق الهامات قبل أسطح المباني، ومغروس في القلوب قبل السواري، هذا علمنا، وقبل أن يكون قماشاً من أي نوع، نسجناه من أجسادنا، وأرواحنا، وسقيناه من دماء شهدائنا، وعرق أبنائنا، وتراث أجدادنا، كأنه شجر الغاف ينمو معنا من جيلٍ لجيل، يتصدر المسافات صابراً فحالماً فمستشرفاً لمستقبل بعيد لم يعُدْ مستحيلاً في العيون الإماراتية.

هذا العلم الذي قال عنه سيدي صاحب السمو شاعر الأمة، رعاه الله:

فيك الأبيض للسلام وتسلما والحَمَر رمزْ البطولةْ والجِلادْ

ولونك الأخضرْ ربوعك والحِمى والمعادي من سوادكْ في حدادْ

هو نفسه وشاح شهدائنا الذين بذلوا أغلى ما يملك الإنسان لكي يظل هذا العَلَم «سامياً مقامه» وخافقاً في المعالي والعلى، رمزاً لأمة اتحدت على الخير، ووطنٍ بُنيَ على الإسلام والعروبة والإنسانية والسنع الإماراتي النبيل، وحين نرفع هاماتنا وأيدينا وأعيننا وأفئدتنا اليوم لنحيي «علم البلاد»، فإنما نرسم باجتماعنا سوراً متيناً من القلوب المتراصة خلف قيادتنا الشماء، وخلف جيشنا الأعز، وخلف أمننا الأكفأ، وخلف حكومتنا الأبعد نظراً، وخلف شعبنا الذي يستحق كل جميل وكل عطاء وكل بذل وتضحية، لأنه الشعب السيد في دولة السادة، الذين رباهم زايد الخير وأن قادتهم هم الأوائل بين متساوين، يتفاخرون بقيادتهم التي تقود الركب والمسيرة في تصميم واضح: إننا لا نترك أحداً خلفنا، فدولة الإمارات تحتاج لجميع أبنائها.

هذه دولة العز الإماراتي والسؤدد الفلاحي، الفلاسي، القاسمي، النعيمي، المعلاوي، الشرقي، أو قل اختصاراً: السؤدد الزايدي! وهذا العلم نسجت خيوطه من شرايين القلوب وأوردة العقول لا عبثاً، بل عن سابق إصرار وتعمد، فالوطن اختيار... الوطن قرار تتخذه أنت، تختار بِحُرِّ إرادتك أن تكون ابن الوطن، الذي يعمل للوطن، ويقدم كل ما يملك للوطن وقيادة الوطن، واليوم أمامنا فرصة عميقة لكي نعلن جميعاً أننا اتخذنا هذا القرار: أن نكون في صفّ الوطن الإماراتي العزيز.

حين ترفع قلبك اليوم لكي تحيي علم البلاد، افحص قلبك... وافحص معه عقلك، وأعد على نفسك السؤال: ماذا قدمت اليوم للإمارات بين يوم العلم للعام الماضي واليوم؟ وكم مدماكاً في بنيان الإمارات المرصوص بنيتَ يا ابن الإمارات؟

هذه الإجابة لا يملكها، بعد اللهِ، غيرُك، فكلما كنت مخلصاً لدينك وعقيدتك ووطنك وقيادتك، كانت إجابتك الأفضل والأعمق والأكثر تطبيقاً عملياً، فالإيمان كما نعلم جميعاً تُصَدِّقُه الجوارح.

تعال معي إذاً يا ابن الإمارات كي ترفرف قلوبنا مع كل رفرفةٍ لهذا العلم، لأنه اليوم عنوانٌ لكل شيء نفتخر به في دولة البيت المتوحد، وكل ما صنعته لنا قيادة المجد من أبواب العز التليدة والعتيدة.

تعالَ معي لأن سواري أعلامنا اليوم لن تحمل على قممها قماشاً فحسب، قد يخيّل إليك أنها قماش، لكنها في قلوبنا وعيوننا صور متداخلة لشهدائنا الأبطال الأشاوس الذي استشهدوا وهم يدافعون عن شرف هذه الأمة وبقائها، تحفّهم ملايين الدعوات بالرحمة والجنة. هذه السواري اليوم تحمل ما بين أضلعنا خفّاقاً بكل ما نحمله من حب وانتماء لهذا الحمى الأصيل وقادته الميامين، وما نشأنا عليه من انتماء وولاء لدولتنا التي لا دولةَ مثلها، وبيتنا المتوحّد الذي لا بيتَ مثله، وشعبنا المتكاتف الذي لا شعبَ مثله.

إنه اليوم ليس علمنا فحسب، بل باقة حبٍّ إماراتية رويناها بدماء قلوبنا وعرق جباهنا وتاريخ أجدادنا، لأنه:

كَنْ حبر المجدْ عنك اتكلّما إبروفْ النُّورْ عن حِبر المِدادْ

نحتفل بكْ والوطنْ يترنّما باسمكْ الغالي ليوم الاتحادْ

كَنْ زايدْ ف السِّما يتبسّما وكلما رفرفتْ يفرحْ بالوكادْ

 

Email