مع الناس

البحوث الجاهزة معلومات «قليلة الدسم» معرفياً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتهافت حسابات خاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي: «إنستغرام» و«سناب شات» و«تويتر» وغيرها، نحو إغراء طلبة المدارس والجامعات، بالترويج الدائم لخدماتها المتمثلة في إعداد التقارير والأبحاث العلمية المطلوبة منهم.

الأمر الذي يفقد هذا البحث العلمي «المُعلب» مصداقيته، إلى جانب افتقاده الكثير من معايير البحث العلمي الدقيق، والذي من المفترض أن يبذل فيه الطالب جهداً كبيراً باستناده شخصياً للمراجع العلمية المعتمدة. هناك حسابات تنجز البحث المطلوب بسعر لا يقل عن 500 درهم كسعر ثابت غير قابل للتفاوض، حتى لو كان البحث صفحة واحدة.

«البيان» استطلعت آراء عدد من الطلبة الذين أكّدوا أنهم يلجؤون لتلك الحسابات لإعداد البحوث التي تُطلب منهم لعدة أسباب منها الضغط الدراسي، في حين أكد البعض منهم على أنهم يرفضون شراء البحوث المعلبة مهما كانت إغراءات تلك الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي.

حاجة

زايد عبداللطيف البلوشي، طالب في كليات التقنية العليا تخصص هندسة ميكانيكية يقول: «قد تضطرني ظروفي العائلية أو الوظيفية أو حتى الضغط الدراسي إلى تلك الحسابات الإلكترونية لإعداد بحث ما قد يطلب مني.

وكثيراً ما أرى إغراءات تلك الحسابات بأنها تعد البحوث في أقصى سرعة وبالاعتماد على العديد من المصادر العلمية الموثوقة». مؤكداً أن هناك فئة من الطلاب لا يمتلكون أساساً الإمكانات العلمية الصحيحة لإعداد البحوث العلمية بالشكل الصحيح، لذا لا يترددون مطلقاً في شراء البحوث الجاهزة.

وأوضح ناصر محمد البلوشي، طالب دراسات عليا تخصص إدارة أعمال، بأنه قد يضطر أحياناً إلى شراء تلك البحوث من شبكات التواصل الاجتماعي عبر حسابات معينة في بعض الظروف، ومنها عدم فهم واستيعاب المادة من الأستاذ، أو وجود حالات طارئة لا يسمح فيها الوقت تفرغه لإعداد ما يطلب منه كتقرير أو بحث.

مشيراً إلى أن الطالب في السابق كان يتوجه لمكتبات يعرف بأنها تبيع الأبحاث العلمية المعلبة ويقوم بمجادلة ومفاصلة البائع على سعر البحث، أما اليوم فيستطيع شراء البحث من أحد تلك الحسابات الإلكترونية بمجرد كبسة زر من هاتفه النقال.

توفير

وقال عمير محمد، طالب جامعي تخصص إدارة أعمال: «إن لجوء الطالب إلى إعداد بحثه بنفسه أو بشرائه جاهزاً يعتمد على ضميره، لكن أحياناً تكون الظروف المحيطة به أقوى من أي شيء فيضطر إلى الشراء، لاسيما وأن تلك الحسابات الإلكترونية، خاصة على أنستغرام، تقدم الكثير من العروض المغرية».

ولا يجد عمير أحياناً بأساً في شراء تلك البحوث المعلبة إذا استدعى الأمر، لذلك فهي في نظره توفر جهداً ووقتاً وتنظيماً. ويشير في الوقت ذاته إلى أن هناك بعض الطلاب لم يتعلموا أساساً ماهية إعداد البحث العلمي الصحيح.

وتُفضل ميثة سعيد القايدي، طالبة في جامعة الإمارات تخصص علوم سياسية، الاعتماد على نفسها في إعداد التقارير والبحوث العلمية التي تُطلب منها، مهما كانت صعوبة البحث أو حجم عدد الأوراق التي يتم تحديدها سابقاً من الأستاذ الجامعي. مشيرة إلى أنه مهما عجز الطالب عن معرفة طرق البحث العلمي فهذا لا يعني أن يلجأ مباشرة إلى شراء البحث جاهزاً، فبإمكانه الاستفسار من الأستاذ الجامعي الذي سيرحب حتماً بتقديم شرح وافٍ عما يحتاج الطالب معرفته.

وأشارت مريم مرعي الصيعري، طالبة في جامعة الإمارات تخصص إدارة أعمال، إلى أن حبها الكبير للقراءة فسح لها مجالاً للتعامل مع البحوث بشكل متمكن وصحيح.

وقالت: «أنصح جميع زميلاتي الطالبات بضرورة أن يبذلن جهداً في إعداد البحث المدعم بالمعلومة الصحيحة لكي تستفيد، ولإخراج بحث علمي طلابي متكامل، بدلاً من لجوئهن لأسهل الطرق وهي شراء البحث جاهزاً أو سحبه من الإنترنت».

روح الاجتهاد

كما تحب مهرة أحمد سعيد الهاشمي، طالبة في جامعة الإمارات، تخصص صحافة، أن تبذل جهداً في إعداد بحوثها الجامعية، لأنها تدرك تماماً أن ذلك يرتبط تماماً بمستقبلها الأكاديمي. وتعتقد الهاشمي أنه لو قرأ كل أستاذ جامعي الأبحاث والتقارير المقدمة إليه من طلبته وطالباته، وسألهم فيها وحاسبهم عما جاء بها، لما نجحت بالأساس مشكلة الأبحاث الجاهزة والمعلبة.

يرى أكاديميون التقتهم «البيان» أن اعتماد الطالب على البحوث الجاهزة عبر الإنترنت لا يصب في مصلحة الطالب ويضعف من مردوده الأكاديمي. وفي هذا السياق قالت الدكتورة منى بو فروشة الفلاسي، أستاذ مساعد بقسم الكيمياء غير العضوية في جامعة الإمارات: «نأمل فعلياً بوجود جيل يعتمد على نفسه ويقوم بالبحث في الكتب ويقرأ الكثير.

فأنا أعتبر أن مهمة تكليف الطالب بإعداد بحث أو تقرير علمي حول موضوع ما، وسيلة تعليمية لتشجيعه على البحث وأحياناً رصد ظواهر جديدة في المجتمع. وبما أن هناك حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي تغريه بإعداد وتقديم البحوث المعلبة فهذا سيفقد الطالب حتماً المعرفة وقيمتها، وتفقده أيضاً جوهر الاعتماد على الذات».

اتكالية

في حين أشارت لطيفة الحوسني، مديرة مدرسة القمة للتعليم الأساسي، على نقطة مفادها ضرورة اعتماد الطالب والطالبة على حد سواء على أنفسهم في إعداد التقرير والبحث العلمي، لما في ذلك من تحقيق الكثير من الأهداف السامية ومنها توسيع آفاقهم ومداركهم، وزيادة حصيلتهم الثقافية، وتأصيل حب الاطلاع وشغف القراءة لديهم.

مشيرة إلى أهمية الوعي بضرورة بناء الأجيال الواعدة المثقفة التي تعتبر عماد الوطن، وليس بناء أجيال اتكالية لا تعرف قيمة الاعتماد على النفس. وقالت: «وهنا أيضاً ينبغي على الأستاذ الجامعي وحتى المعلم في الحرم المدرسي الذي يتسلم البحث ضرورة قيامه بعملية التدقيق والتأكد إن كان من جهد الطالب أو قام بشرائه جاهزاً».

مجهود شخصي

من جانبها، قالت منى آل علي، مستشار ثقافي، ودكتورة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشارقة سابقاً: «شخصياً لا أقبل أن يقدم أي طالب أو طالبة بحثاً قد طلب منه ولا يعتبر من مجهوده الشخصي. وهذا يعني غشاً من الناحية الأكاديمية والأخلاقية والدينية أيضاً».

وتساءلت د. آل علي: «كيف للطالب أن يستوعب المادة الدراسية أو المساق الجامعي وينجح فيه وهو لم يبذل أي جهد يذكر، لاسيما وأن معظم الدراسة الجامعية ترتكز بشكل أساسي على البحوث؟». وأردفت: «إن تلك البحوث المعلبة أو الجاهزة ما هي إلا صفقة لتحصيل ربح غير مشروع، وهي تشكل أزمة تعليمية وتربوية لها تداعياتها وسلبياتها على الطلبة والطالبات في الدرجة الأولى».

 تلفيق

نشرت عالمة يابانية تعمل في أكبر مؤسسة بحثية في اليابان دراسة حول الخلايا الجذعية في دورية «نيتشر» العلمية الشهيرة، وكان من المفترض أن تكون تلك الدراسة اكتشافاً يفتح آفاقاً جديدة في مجال الخلايا الجذعية، إلا أنها أصبحت حالة من حالات الغش والخداع في البحث العلمي، فبمجرد أن حاول فريق بحثي آخر تكرار عمل الباحثة أوبوكاتا، وجدوا استخداماً غير ملائم للبيانات، وقد وافقت الباحثة على التراجع عن البحث وسحبه.

233

قالت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية: إن إنفاق الصين على قطاع البحوث والتطوير بلغ 2.1 % من إجمالي الناتج المحلي في عام 2016. وكشفت أن قيمة الإنفاق على هذا القطاع بلغت نحو 233 مليار دولار العام الماضي، وساهمت الشركات فيه بأكثر من 78 %.

سابقة

أول من استخدم البحث العلمي هم علماء النفس والاجتماع في القرن التاسع عشر إذ يذكر بعض الدارسين أن عالم النفس إرنست وبر كان أول من حاول قياس نماذج محددة من السلوك البشري في أربعينات ذلك القرن ممهداً الطريق لآخرين تبعوه في استخدام الأسلوب ذاته، وتلك المحاولات هي التي قادت إلى تأسيس معرفي جيد لدراسات الإنسانية.

6

تحتل ست دول صدارة تصنيفات عام 2016 في مؤشر الابتكار العالمي، الصادر عن جامعة كورنيل والمعهد الأوروبي لإدارة الأعمال (الإنسياد) والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، وهي سويسرا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وفنلندا وسنغافورة.

3 تصنيفات للبحوث العلمية

تنقسم البحوث العلمية بحسب الأساليب المتّبعة إلى عدة أنواع بحسب البحث والتوجه. وقد أفردها المختصون إلى 3 أقسام وهي: بحوث وصفية وهي تقوم بالعمل على وصف مجموعة من الظواهر أو الأحداث المتعلّقة بالبحث، والعمل على جمع المعلومات والحقائق المتعلقة بها، ووصف مفصل لجميع الظروف المحيطة بهذه الظاهرة.

وبحوث تاريخية: تتعلق هذه البحوث لعمل دراسة ووصف وتسجيل لجميع الأحداث والوقائع التي حدثت وانتهت في الزمن الماضي، وتعمل على تحليل وتفسير للأحداث الماضية، من أجل الوصول إلى أفكار عامة تساعد في فهم أحداث الحاضر.

وبحوث تجريبية: تتعلق هذه الأبحاث بالقيام بعملية البحث عن المشكلات والظواهر الموجودة، بناء على أسس قائمة على المنهج العلمي أو منهج البحث العلمي، الذي يقوم على العديد من الأمور.

 

Email