أصحاب الهمم

منار الحمادي.. رؤية اللامستحيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

فقدوا البصر، ولكن لم يفقدوا البصيرة التي تنير حياتهم، فتغلبوا على العتمة التي تحيط بهم، وجردوا قواميسهم من كلمة المستحيل، فأصبحت إنجازاتهم شواهد على همم لا تلين، وعطاؤهم برهاناً على أن الإرادة هي مصنع الإنجازات، ذلك ما نجد تفاصيله في شخصية منار الحمادي التي أنارت بتشجيعها وإصرارها حياة الكثير ممن فقدوا نعمة البصر.

تقول منار «إن الدولة تبذل جهوداً كبيرة في تمكين أصحاب الهمم، وهو ما جعلني أخطو بثقة نحو التغلب على الصعاب التي تواجهني خصوصاً أني لا أستطيع مشاهدة محيطي، ولكن البيئة المحفزة التي صنعتها الدولة أولاً ومن ثم التي وجدتها في عملي بالإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي مكنتني من تحقيق قفزات ونجاحات نوعية في حياتي».

وتضيف: «أيقنت أن التعليم يشكل الانطلاقة الحقيقة للفرد، لذلك بدأت مشواري دراستي الجامعية في تخصص علم الاجتماع وكنت حينها أول كفيفة أدرس في جامعة الشارقة، وبعد البكالوريوس وبتشجيع من الإدارة أكملت دراسة الماجستير في الإدارة الاستراتيجية والقيادة، وأكملت صقل خبراتي وقدراتي في ظل البيئة الإيجابية التي وجدتها في عملي وحصلت على شهادة مدرب معتمد من المعهد البريطاني في القيادة والإدارة وكنت أول كفيفة على مستوى الوطن العربي أحصل على هذه الشهادة.

وتتابع، تطرقت في وظائف عديدة في إقامة دبي وأشغل حالياً منصب أخصائية موارد بشرية، وأسهم الدعم الذي أحظى به في حصولي على عدد من الجوائز الداخلية منها جائزة سفراء التميز وجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، حيث أشرفت بشكل مباشر على ملفات المشاركة في الجائزة، وحصلت على أثرها الإدارة على المركز الثاني في عام 2015 وحصلت على المركز الأول في العام الماضي.

وتشير الحمادي: «رسالتي في الحياة التكاتف معاً لإسعاد جميع فئات المجتمع وخاصة فئة أصحاب الهمم، والمساهمة في دمجهم وتمكينهم في المجتمع، وأسعى لتحقيقها من خلال ملتقى منار الذي بلغ عامه الثامن وسمي باسمي، حيث قدمته كونه مقترح قيادة إقامة دبي، التي قدمت لي الدعم الكامل وما زالت تدعم الملتقى سنوياً وتمده بالخبرات من مختلف دول العالم».

Email