قيادة المراهقين.. خطر «شامل وضد الغير»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حررت القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة 69 مخالفة لطلبة ارتكبوا مخالفة قيادة مركبة دون الحصول على رخصة القيادة، وذلك خلال المرحلة الثانية من الحملة التي انطلقت، تزامناً مع العام الدراسي في ظل تفاقم ظاهرة قيادة المركبات من قبل صغار السن وطلاب المدارس الذين لا يجد أولياء أمورهم حرجاً في أن تكون وسيلة مواصلاتهم اليومية من وإلى المدرسة دون الحصول على رخصة قيادة، ضاربين بعرض الحائط كل القوانين المرورية وأنظمة السلامة على الطريق مهددين بذلك حياة المشاة وأصحاب المركبات الأخرى.

فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن حادث أليم نتج عنه وفاة مراهق كان يقود مركبته الخاصة في أحد الشوارع الرئيسية، وهو بطبيعة الحال إهمال متعمد من قبل أولياء الأمور من خلال تمكينهم- على أي نحو- من قيادتها أو استئجارها، أو تركهم بأي صورة تعرضهم للحوادث المرورية.

تكاتف الجميع

وتصدياً لهذه الظاهرة، طالب المواطن يوسف حسين جميع أفراد المجتمع بالوقوف بشكل جماعي للحد من ظاهرة قيادة صغار السن للمركبات في إمارة رأس الخيمة، حيث الرقابة المرورية والأنظمة الأمنية تقدم خدماتها كاملة من أجل سلامة الناس، إلا أن الجميع يتحمل مسؤولية هذه الظاهرة من أنظمة وإعلام ومدارس وأُسر.

وأنه لابد من تكاتف الجميع لكي يتم اجتثاثها، فقائد المركبة يحتاج إلى الاستجابات الحركية السريعة حتى يستطيع التحكم بوقوف السيارة في الوقت المناسب، ولكن لا يمكن تخيل كيف سيتصرف هذا المراهق عندما ينتابه انفعال الخوف ويتمثل في الفزع الشديد عند مواجهة المواقف الصعبة.

قوانين صارمة

وطالبت ولية الأمر صالحة عبيد باستحداث قوانين صارمة للحد من العشوائية في قيادة المراهقين للمركبات، مشيرة إلى تأثير المجتمع من ناحية رغبة صغار السن بإثبات ذاتهم أمام أقرانهم.

وأكدت أنها تحرص دائماً على مراقبة ابنها البالغ من العمر 15 عاماً، إلا أنها لا تستطيع أحياناً أمام إصراراه، خوفاً من أن يقع في المحظور مثلما حدث لابن جاره الذي فقد في حادث مؤسف بعدما أخذ خلسة مفتاح مركبته، مشددة على أهمية توفير رخص مؤقتة لهذه الفئة وتتحول إلى دائمة بعد إتمام المراهق السن القانونية وذلك لا يكون إلا بعد اجتيازه الاشتراطات اللازمة من التسجيل في مراكز تعليم السياقة، واجتياز الاختبارات المطلوبة، والأهم حصولها على سيرة حسن السلوك من عدم ارتكابه أي مخالفة مرورية أياً كان نوعها.

حملات مكثفة

كما شدد المواطن عبد الله الشميلي في السياق ذاته، على أهمية الحملات التوعوية والإرشادية ونشرها عبر وسائل الإعلام بما في ذلك إلقاء محاضرات في المدارس حتى يضطلع كل من البيت والمدرسة بدورهما الوقائي حماية لأرواح هؤلاء الأبناء وتوعيتهم بخطورة المجازفة في قيادة المركبة دون ترخيص خاصة وأنهم ما زالوا صغاراً ولم يبلغوا السن التي تؤهلهم للحصول على رخص القيادة، مشيراً إلى أن الأمر لا يقتصر على أرواح هؤلاء الأطفال الذين يقودون المركبات وإنما يطال الآخرين.

مسؤولية الإهمال

ونبّه المواطن محمد اليتيم إلى خطورة ترك الآباء لأولادهم من صغار السن في قيادة المركبات دون الحصول على رخصة قيادة لما يسببه ذلك في وقوع حوادث مؤسفة، مشيراً إلى أن الآباء والأمهات عليهم مراقبة أبنائهم وعدم السماح لهم بذلك، حيث حمّلهما مسؤولية الإهمال وعدم إدراك أبعاد هذه المخالفة التي تشكل خطراً كبيراً على حياة الابن ومن يرافقه وعلى مستخدمي الطريق من سائقين ومشاة، حيث أكد أن الدور الأساسي يقع على الأسرة وأن أكثر الأحداث قيادتهم ليست للحاجة ولكن نوعاً من التقليد وهذا له تأثير على البيت الأسري وعلى مستواه التعليمي حين يتعلق بقيادة المركبة.

خفض السن

ومن جانبها، قالت خديجة الطنيجي الباحثة والكاتبة في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنها تؤيد خفض سن الحصول على رخصة القيادة إلى 16 أو 17 عاماً وتكون مقننة بأن تكون مؤقتة، لما لذلك من أثر في نفوس صغار السن الذين يتوقون إلى ارتكاب المغامرات والمجازفة في سن المراهقة حتى وإن عرض حياته وحياة الآخرين للخطر، وهذا القرار قد يؤدي إلى تقليل رغبة الكثيرين في مخالفة القانون والنظام.

العقوبة للمحرض

بدورها قالت المحامية موزة مسعود: إن قيادة صغار السن للمركبة مخالفة، غير أن العقوبة تقع على المسبب الرئيسي ويستحقها المحرض أو الذي مكن هؤلاء الصغار من الممارسات المخالفة للأنظمة التي حددت، ونص عليها القانون بعدم تجاوزها، خصوصاً إذا كان في مثل هذه الممارسات ما يؤدي إلى الإضرار بالمصلحة العامة كمثل القيادة للصغار التي قد تتسبب أضرارا بالمارة أو مستخدمي الطرق.

التهور

هي الصفة التي تنتشر عند الشباب والمراهقين بحكم مرحلتهم السِّنية والتكوين النفسي لهذا السن في الغالب، كما يضاف إلى هذه الصفة الرغبة في السرعة ومسابقة السيارات لإشباع رغبة التفوق التي يشعر بها، وإذا ما ربطنا هذه المشكلة مع عامل عدم الخبرة ندرك حينها الخطر الكبير الذي يحيط بقيادة صغار السن للسيارات.

17

لقي اقتراح المجلس المروري الاتحادي بخفض سن الحصول على رخصة قيادة إلى 17 سنة، تأييداً عند أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي وفعاليات مجتمعية، لكنهم طالبوا بوضع شروط وقيود تضمن تقليص أي نتائج سلبية لتطبيقه، والاستفادة من الجوانب الإيجابية.

حزام الأمان

يرى البعض أنها أمر بالغ الخطورة في حال عدم الالتزام بها ؛ إذ إن القيادة بدونها من أهم سمات السائق الصغير، نظراً إلى حبه للتهور، وهنا لابد من ولي الأمر صاحب المركبة بأن يكون قدوة حسنة لابنه في استخدام حزام الأمان الذي يعد نقطة محورية في قيادة المركبة.

12

ضبطت الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي 12 مراهقاً «طفلاً بحكم القانون»، تتراوح أعمارهم من 15 إلى 16 عاماً يقودون مركبات ذويهم دون رخصة قيادة منذ بداية العام الدراسي الجاري. وأشارت الإدارة إلى أنها تتلقى شكاوى من إدارات بعض المدارس من وجود مركبات في محيطها يقودها مراهقون.

قانون جديد للمخالفات المرورية خلال الفترة المقبلة

أكد اللواء علي عبد الله بن علوان النعيمي قائد عام شرطة رأس الخيمة، أنه يتم دراسة تطبيق قانون جديد للمخالفات المرورية خلال الفترة المقبلة يحمل بين طياته العديد من العقوبات الرادعة على صغار السن وتشمل أولياء الأمور المتهاونين في قيادة صغارهم للمركبات قبل بلوغهم السن القانونية 18 عاما وخصوصا في حال وقوع حوادث مرورية يتسبب فيها أبناؤهم غير الحاصلين على رخص القيادة.

لافتاً أن القانون الجديد سيضع حداً لتهور الشباب وضمان سلامة مستخدمي الطرق، وسيتمكن من لجم الفئة التي تقود بلا رخصة قيادة، وأوضح أيضا بأن أولياء الأمور يقدمون لأبنائهم رخصة القيادة والمركبة هدية دون أن يسبقوا ذلك بتعزيز المسؤولية المترتبة على ذلك ما يترتب على الأمر مخاطر جمة وتصرفات تتسم بالرعونة شاهدنا الكثير منها وظهرت في فترات سابقة.

 

Email