مع المستهلك

المستحضرات الرخيصة..توفير خطير

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت سوق المستحضرات التجميلية، من أهم الأسواق التي حققت أرباحاً كبيرة في الآونة الأخيرة، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج العربي، وهذا ما يترجم الحجم المتزايد لإنفاق المرأة الخليجية في هذا المجال، حيث تعد الإمارات مركز استقطاب لمنتجات المستحضرات في المنطقة.

حيث حققت أرباحاً كبيرة في هذا المجال، بالنظر إلى عدد المسافرين المتزايد الذي بات يفضل الإمارات كوجهة مثالية لشراء المنتجات المتنوعة، على غرار مستحضرات التجميل، لاسيما أن متوسط قيمة مشتريات الفرد العربي الواحد لمستحضرات التجميل والعطور بلغ 334 دولاراً، وتشكل النساء الخليجيات النسبة الأكبر منه، ومتوسط الإنفاق في الدولة بلغ حوالي 567 درهماً سنوياً على منتجات العناية الشخصية،.

وسيرتفع هذا الرقم إلى 785 خلال السنوات الخمس القادمة، بسبب زيادة استهلاك الطبقة الوسطى وتحسن نوعية هذه المنتجات، ومع ذلك، يلجأ العديد من المستهلكين إلى شراء منتجات رخيصة، بغض النظر عن أضرارها الصحية، سعياً وراء هاجس التوفير، وفقاً لما هو معروض في بعض محال التخفيضات، وبأقل من 20 درهماً.

تجربة

وفى السياق، تقول نرجس عبد العال، ربة منزل، عندما أرهقتني الميزانية الخاصة بمكياجي، قررت أن أجرب نوعية المخفض، فوجدته ممتازاً، ومر على استخدامي لها أربعة أعوام، ولم أجد ضرراً منها. فهي منتجات جيدة، وليست مغشوشة، ليست عالية الجودة، وأستخدم هذا المكياج بشكل يومي، فيما أستخدم مكياج الماركات للمناسبات فقط، لأنه يدوم فترة أطول، ولم أجد فرقاً بينها.

مستلزماتوتؤكد علياء زيدون، أن الأسر محدودة الدخل، لا تجد سبيلاً لتوفير مستلزماتها من الأواني المنزلية والملابس وأدوات التنظيف، إلا من محال درهم ودرهمين، باحثة عن أرخص الأسعار، مشيرة إلى أن هذه المحال سحبت البساط من المحال الكبرى.

لأن أسعارها في متناول الجميع، وليس كل المنتجات الرخيصة سيئة، ولكن هناك منتجات تدعي الجودة والأصالة وسعرها رخيص جداً، ما يجعل الشك يساور أي شخص يريد اقتناءها، بينما تنطلي الحيلة على البعض، ليكتشف أنه راح ضحية لمنتجات لا تستحق نصف قيمتها.

ثقة

وتوضح غيداء جوهر، موظفة، أنها كانت تستهتر بزميلاتها اللاتي يستخدمن المكياج الموجود في محال التخفيضات، وبالصدفة المحضة، كانت في زيارة إحدى صديقاتها، وطلبت منها إعارتها أحمر شفاه، ولم تكن تعرف سعره، فوجدته جيداً، ولما سألتها عن نوعه، فوجئت بأنه لا ينتمي لماركة مشهورة، وسعره أقل من 100 درهم.

مؤكدة أن أكثر المشكلات التي يعاني منها المستهلك، تتمثل في عدم وجود تاريخ انتهاء الصلاحية على العديد من المنتجات التجميلية، لافته إلى ضرورة عمل اختبار بسيط للتأكد من سلامة المنتج على البشرة، عن طريق دهن كمية صغيرة منه على الرقبة، والمكوث لساعة أو ساعتين، وفي حالة ظهور حكة أو احمرار، فينبغي الابتعاد عنه.

مرضى

وتشير الدكتورة نجلاء العامري، إلى أنه من غير المقبول أن تعرض هذه المحال مستحضرات طبية أو تجميلية لخطورة هذا الأمر، فعيادات الأمراض الجلدية لا تخلو من المرضى الذين يعانون من سوء استخدام هذه المنتجات، إذ إن أغلب هذه المنتجات تحتوي على مواد كيميائية مسرطنة، وأصباغ غير مصرح باستخدامها، تؤدي في المدى الطويل إلى أمراض خطيرة، بل إن بعض هذه المحال، يعرض كريمات تحتوي على كورتيزون قوي المفعول.

وهناك أدوية مخصصة لعلاج أمراض، مثل الصدفية والأكزيما، وقد وجد أن أحد أعراضها الجانبية، حدوث بياض في الجلد، فيما تستخدم السيدات هذه الكريمات لتفتيح البشرة، وبعد فترة من الاستعمال، يحدث إدمان الجلد على الكورتيزون الموضعي، والذي يؤدي على ضمور الجلد وتشققه وتمدد الأوعية الدموية السطحية.

ثقافة

من جهتها، تقول خديجة السامري، موظفة، إن هناك بعض أدوات التجميل التي يجب على المرأة أن تتحرى الدقة والحذر عند شرائها، لتضمن سلامة وصحة وجهها، فعلى سبيل المثال، يجب أن تنتبه المرأة جيداً لمستحضرات التجميل التي لها علاقة مباشرة ببشرتها وجلدها، مثل كريم الأساس والبودرة.

وعلى المرأة ألا تجازف وتعرض بشرتها للخطر بشراء كريمات مقلدة، قد تكلفها بعد ذلك أموالاً طائلة لعلاج ما أحدثته من خلل لبشرتها، أما بالنسبة لأحمر الشفاه وكحل العين، فلا بأس من استخدام منتجات لا تنتمي لماركات شهيرة غالية الثمن، وللأسف.

فإن بعض الفتيات يعتقدن أنهن يدخرن الأموال ويوفرنها بشراء أدوات تجميل رخيصة يضعنها على وجوههن لساعات وساعات، لكن الحقيقة أنهن يشترين أدوات تخريب، وليست أدوات تجميل، تعرضهن في ما بعد لخسائر مادية وصحية باهظة.

اختيار

وتؤكد نجود إبراهيم، طالبة، أنه من الصعب على الآخرين، معرفة سعر أدوات التجميل التي تستخدمها المرأة، أو حتى معرفة إن كانت أصلية أم لا، المهم هو أن تستخدم الفتاة تلك المستحضرات بشكل سليم وجميل، فالماركات الغالية لا تصنع وجهاً جميلاً، إنما كيفية وضع الماكياج بخطوات صحيحة، يبرز جمال الوجه، سواء كانت المواد المستخدمة رخيصة أو غالية.

لذا، فإن عدم قدرة الآخرين على تحديد ماركة أدوات التجميل المستخدمة، يجعل الفتيات يقبلن على الماركات المقلدة، نظراً لانخفاض سعرها، وتوفرها بأشكال متنوعة، خاصة إذا كانت الفتاة تكثر من استخدام الماكياج بشكل يومي، فإن مستواها المادي قد لا يمكنها من شراء مستحضرات غالية الثمن.

* بقعة ضوء

توقعت شركة يورو مونيتور انترناشيونال EuroMonitor International أن يستمر سوق مستحضرات التجميل في إفريقيا والشرق الأوسط، بالنمو ليصل إلى 34.7 مليار دولار بحلول 2020. ويُتوقع لمنطقة الشرق الأوسط أن تكون ثاني أسرع أسواق التجميل نمواً في العالم بعد سوق أميركا الجنوبية.

وفي التقرير الذي أصدرته الشركة عام 2016، حلّت المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى من حيث حجم مبيعات سوق الجمال والتجميل إقليمياً بنحو 5.3 مليارات دولار، وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الثالث (2.05 مليار دولار).

ووفقاً لأحدث تقرير لحالة الاقتصاد الإسلامي العالمي، قدر حجم الإنفاق السنوي للمسلمين على مستحضرات التجميل الحلال بنحو 205.5 مليارات درهم إماراتي (56 مليار دولار)، حيث تبلغ حصة المستحضرات الحلال 7% من إجمالي سوق مستحضرات التجميل على مستوى العالم.

وإضافة إلى الطلب المتزايد على المنتجات الحلال، تظهر أيضاً الحاجة الملحة لتأسيس منظومة عالمية لتحديد المنتجات التي ينطبق عليها حقاً وصف الحلال. وأصبح وعي المستهلك وتفضيله مستحضرات التجميل الحلال أقوى وأكثر حضوراً الآن. وبات الناس أكثر جدية في التحقق من مكونات المنتجات التي يستخدمونها.

ويتجلى هذا بوضوح في الإحصائيات الأخيرة الواردة في دراسة عن الاقتصاد الإسلامي العالمي، ومحلياً يتم التركيز على قطاع مستحضرات التجميل الحلال و يتوقع أن يصل حجمه إلى 213 مليار دولار في غضون الأعوام الأربعة المقبلة.

ولذلك تحتاج هذه الصناعة إلى تنظيم أكبر وتكاتف في الجهود بين الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، والمؤسسات الخاصة كذلك من منتجين وتجار وموردين كما لا ينبغي أن نغفل المستهلك نفسه وأهمية رفع مؤشرات الوعي لديه بأهمية استخدام مستحضرات تجميل مطابقة.

رقابة

تستهدف هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس من خلال توفير منظومة اتحادية متكاملة، مراقبة جودة منتجات الزينة ومستحضرات التجميل والعطور في أسواق دولة الإمارات، عبر تحديد اشتراطات السلامة والارتقاء بجودتها.

 

 اعرف حقوقك
يحق للمستهلك تقديم شكوى عند عدم التزام المزوّد بحقوق المستهلك المنصوص عليها قانوناً:
01 لا تذهبي لشراء أي مستحضر لمجرّد أن دعايته أذهلتك، وتذّكري أنّ الهدف منها الترويج، وقد تكون من أكثر المستحضرات التي لا تناسبك.
02يجب معرفة الشركة المصنعّة، والاطلاع على آراء الاختصاصيين بها، وعند الشراء اختاري المستحضر الذي تحتاجين إليه.
03اقرئي مكونات المستحضر جيّداً قبل الشراء، وابتعدي عن المستحضرات التي تحتوي مواد مصنعّة وغير طبيعيّة.
04لا تشتري أدوات الماكياج بشكل فوضوي، بل جرّبي العيّنات الموجودة في المتجر، لتري ما إذا كانت تناسب بشرتك وتليق بك
05لا تشتري مستحضرات تملكينها، لأنّ صلاحيّة أدوات الماكياج محددة، ولا داعي للتكديس.

Email