أصحاب الهمم

سارة.. سفيرة الطفولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تملك الطفلة سارة عبدالله محمد عبدالرحيم، 11 عاماً، إرادة صلبة كالحديد وبنت حياتها على أن لا شيء مستحيل في الحياة ما دام الإنسان سليماً عقلياً، فالكثير من عظماء التاريخ، كما تقول سارة، لم يكونوا بأجساد معافاة تماماً وبعضهم كانوا مكفوفي الأعين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن كل هذا لم يمنعهم من المضي قدماً في الحياة، ليثبتوا لنا جميعاً أن الإعاقة هي الفكر والروح.

ولدت سارة مع ضمور في أجزاء جسمها (الساقين واليدين) وإصبعين مفقودتين في يدها اليمنى ولا أصابع في يدها اليسرى نتيجة عوامل وراثية لا علاقة لها بزواج الأقارب وإنما ورثها أحد الأبوين، كما تعاني أختها الكبرى من إعاقات بسيطة أيضاً.

لم يترك والدا سارة باباً إلا وطرقاه من أجل علاج سارة، وكادا يفقدان الأمل لولا إيمانهما الكبير بأن من خلق الداء خلق الدواء أيضاً، فراحا يبحثان في كل مكان ويتابعان مستجدات الطب عالمياً وعرضا حالة سارة على مختلف الجهات الصحية في الدولة، ولم يقنطا من رحمة الله عزّ وجل، حتى تلقا اتصالاً من مؤسسة الجليلة يفيد بأنهما قد توصلا لطريقة لمساعدة الطفلة سارة عن طريق تركيب يد لها بتقنية الطابعة ثلاثية الأبعاد، وهو أقصى ما توصل له الطب الحديث.

لم يتردد والدا سارة ولو للحظة واحدة بالمبادرة إلى هذا العلاج، وتم بالفعل تركيب أيدٍ صناعية لها بتقنية ثلاثية الأبعاد من قبل المؤسسة.

سارة اليوم تعتبر من المتفوقات في الصف السابع وتخطط مستقبلاً لدراسة العلوم السياسية لأنها تعشق العمل في السلك الدبلوماسي لتكون سفيرة لدولتها تنقل الصورة المشرقة والمشرّفة للدولة في كافة المحافل الدولية، ولتكون أول سفيرة تتحدى الإعاقة لتثبت للعالم أن هناك كثيراً من الأصحاء ولكن بإعاقات فكرية، الأمر الذي تلمسه من نظرة البعض لها، في حين تطمح أختها وردة في دراسة الطب مستقبلاً لأنها متفوقة دراسياً ورياضياً.

وتعتزم سارة مع شقيتها وردة المشاركة في ترايثلون دبي للسيدات، الذي يعد الحدث الأول من نوعه في المنطقة المخصص للسيدات، والذي ينظمه مجلس دبي الرياضي، في الثالث من نوفمبر المقبل.

Email