«الصحة» تؤكد محاصرتها بالفحوص الدورية الشاملة

الأمراض المزمنة ضريبة ارتفاع مستويات المعيشة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت دولة الإمارات ودول الخليج عموماً تطورات اقتصادية واجتماعية متلاحقة، وخلال العقود الأربعة الماضية شهدت ارتفاعاً في مستويات المعيشة أدت بدورها إلى تغيرات في أنماط الحياة؛ ففي الوقت الذي تم فيه استئصال العديد من الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال والملاريا والحصبة وغيرها، ارتفعت في نفس الوقت الأمراض المزمنة التي انتشرت بصورة وبائية كبيرة مثل السمنة والسكري وضغط الدم وأمراض القلب.

ويؤكد الخبراء أن مكافحة الأمراض المزمنة والحد من انتشارها يجب أن ترتكز على أربعة محاور:

أولها: ضرورة وجود استراتيجيات وطنية وإقليمية وعالمية، للتعامل مع الأمراض المزمنة والمجموعات السكانية ذات الطبيعة الخاصة.

والثاني: تحقيق الجودة في عمل المستشفيات وعمل وحدات الرعاية الصحية كافة، مع الالتفات إلى دور وحدات الرعاية الأولية الموجودة في المجتمع بين السكّان، وجعلها خطاً للدفاع الأول ضد الأمراض المزمنة تركز على التوعية والوقاية والتشخيص المبكر للأمراض.

والمحور الثالث: أن تكون التوعية والوقاية جزءاً رئيسياً في منظومة التعامل مع الأمراض المزمنة.

والمحور الرابع والأخير: ضرورة تطوير دور الفرد ودور الجمهور العام في مواجهة الأمراض المزمنة.

فحص دوري

وقال الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، وكيل الوزارة المساعد للمراكز الصحية والعيادات: إن الوزارة ستقدم الفحص الدوري الشامل في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة للصحة البالغ عددها 66 مركزاً، مثل فحوص السكري والضغط والسمنة، لافتاً إلى أن فحص سرطان البروستاتا موجود في 9 مراكز للرعاية الصحية الأولية، موزعة على 6 إمارات من دبي وحتى الفجيرة. وذكر الرند أن الكشف المبكر عن السرطان موجود حالياً في 5 مستشفيات رئيسة تابعة للوزارة، هي: القاسمي، الفجيرة، صقر برأس الخيمة، كلباء، خورفكان.

وأضاف الرند: إنه وفقاً لمبادرة مجلس الوزراء للكشف المبكر للسرطان، سيتم إجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي خلال عامين، لنحو 10 آلاف امرأة، بينما العدد مفتوح لفحص سرطان عنق الرحم، والحال نفسها بالنسبة لسرطان القولون، لافتاً إلى أنه تم توفير الكوادر البشرية اللازمة لتنفيذ هذه المبادرة، إضافة إلى أنه تم استقدام خبيرة من بريطانيا لتدريب الكادر على إجراءات الفحص على الأجهزة الجديدة لسرطان الثدي.

وأشار إلى أنه تم توفير جهازين حديثين للكشف المبكر عن سرطان الثدي في كل من الفجيرة والشارقة، إضافة إلى تعاقد الوزارة على شراء 9 أجهزة جديدة تم توفيرها في مراكز الرعاية الصحية الأولية، بواقع جهاز في كل مركز للتطبيق والكشف المبكر للسرطان.

البدانة أساس المشكلات

وقال الدكتور ياسين الشحات المدير الطبي التنفيذي في مستشفى برجيل: إن الأمراض المزمنة، تمثل التحدي الأكبر للصحة العامة، في الحاضر والمستقبل ـ على سبيل المثال، نجد أن انتشار السمنة، وقلة الحركة، وأنماط التغذية السيئة وما يترتب عليها من زيادة معدلات الإصابة بالسكري وأمراض القلب والسكتات الدماغية وبعض أنواع أمراض السرطان، وهي ظواهر وأمراض مزمنة ترتبط في أغلب الأحوال بأسلوب الحياة.

مشكلات صحية حادة

أكد الدكتور ناوين جيتات، الطبيب في مركز «فيتالايف ويلنس»، أن ارتفاع أعداد المرضى الذين يعانون مشكلات صحية حادة واحد من التحديات التي تواجهها منظومة الرعاية الصحية اليوم، وفي الحقيقة فإن قطاع الرعاية الصحية في الإمارات ليس بمعزل عن هذا التحدي، إذ تواجه مؤسسات الرعاية الصحية في الدولة زيادة كبيرة في عدد الحالات التي يتم استقبالها على مدار العام، والتي تتصدرها الحالات الحرجة نتيجة اتباع أنماط معيشة غير صحية.

ولفت إلى أن أساليب العلاج المتكاملة والإجراءات الوقائية تعدّ الحل الأمثل للتعامل مع هذه المشكلات، وتعد الحالة الصحية للجهاز الهضمي أمراً محورياً بالنسبة إلى الصحة الجسدية والعقلية.

20 %

يعد مرض السكري من بين أكثر الأمراض انتشاراً في الدولة، والتحدي الأكبر الذي يواجه قطاع الرعاية الصحية، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، وتصل نسبة المصابين به إلى 20 %، وفق برنامج وقاية لفحص المواطنين في إمارة أبوظبي، منهم 50 % لم يكونوا على علم مسبق بإصابتهم، كما تبين أن 40 % من الذين تخطوا عمر 60 سنة، يعانون من هذا المرض، مع توقعات زيادة هذه النسبة خلال السنوات المقبلة.

كما تشير الدراسات الحديثة إلى أن 31 % من سكان الإمارات يعانون من ضغط الدم المرتفع، وتصل النسبة إلى أكثر من 50 % لدى الفئات العمرية التي تزيد أعمارها على 50 عاماً، كما تشير إلى أن شخصاً بين كل أربعة أشخاص ممن يعانون من ضغط الدم المرتفع، قد تم تشخيصه كحالة متطورة، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية والفشل الكلوي.

28.5 %

يؤدي التدخين إلى الإصابة بالعديد من الأمراض والأزمات الصحية، كالسكتة القلبية والجلطة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان (سرطان الرئة)، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى، وبالتالي، الوفاة المبكرة، وتشير التقديرات إلى أن معدلات التدخين وصلت إلى أكثر من 28.5 % من السكان، منهم 1.7 % من الإناث.

كما تعد أمراض القلب والأوعية الدموية، سبباً رئيساً للوفاة في الدولة، وهى مسؤولة عن ربع الوفيات التي تحدث سنوياً بالدولة، وهي عبارة عن مجموعة من الأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية (الشرايين والأوردة)، وتتسبب هذه الأمراض في تضيق جدران الأوعية الدموية، نتيجة تراكم المواد الدهنية، والتي تؤدي إلى أمراض القلب والجلطة الدماغية، وتصيب هذه الأمراض عدداً كبيراً من المواطنين.

Ⅶ خطط

قال الدكتور عبدالغفار عبدالغفور الوكيل المساعد لقطاع الطب العلاجي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع: يجب العمل على الوقاية من الأمراض غير المعدية كأمراض السرطان والسكري والقلب، وتقوية برامج الطب الوقائي لخفض الكلفة وأمراض الناشئة عن علاج هذه الأمراض

ولخفض الكلفة بسبب التكنولوجيا الحديثة يجب الاعتماد على المراكز الصحية ودعمها بأطباء الأسرة. وأوضح أن من أهم الحلول إنشاء هيئة وطنية لاعتماد الجودة ووضع المعايير الخاصة بجودة الخدمات وضمان الاستمرارية على المدى البعيد، كما يجب السعي إلى إيجاد نظام وطني لاعتماد المؤسسات الصحية وإدخال برامج تعزيز الصحة بدلاً من التثقيف الصحي وتضمين المعتقدات الصحية السليمة في المناهج المدرسية.

15

كشف تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أن حكومات الدول الأعضاء تحرز تقدماً محدوداً، مما يستلزم اتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدي للأمراض غير السارية «المزمنة» ولعوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بتلك الأمراض وتحقيق الغايات العالمية للحد من الوفيات المبكرة قبل الأوان، وقد أُحرز تقدم محدود على الصعيد الوطني في مكافحة الأمراض غير السارية ـ بصفة أساسية الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية المزمنة والسرطانات والسكري ـ والتي تعد من أكبر الأمراض فتكاً في العالم، حيث تحصد سنوياً أرواح زهاء 15 مليون شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 30 و70 عاما.

وحثت المنظمة الدولية الحكومات على تكثيف جهودها في مجال مكافحة الأمراض غير السارية.غير أن تقرير منظمة الصحة العالمية لرصد التقدم المحرز في مجال الأمراض غير السارية لعام 2017 يشير إلى أن التقدم المحرز في جميع أنحاء العالم غير متساوٍ بل وغير كافٍ.

Email