دعم واسع للقاهرة في حربها ضد الجماعات التكفيرية

السعودية والإمارات دور ريادي في استقرار مصر

■الإمارات والمملكة العربية السعودية نموذج للعلاقات الأخوية في ظل تكامل الرؤى | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل المثلث السعودي الإماراتي المصري حجر الزاوية في إطار مكافحة الإرهاب والسعي لفرض الأمن والاستقرار في دول المنطقة، على اعتبار ما تبذله الدول الثلاث من جهود محترفة في شتى ملفات وأزمات المنطقة لمواجهة جملة التحديات التي تسفر عن تهديدات مباشرة وغير مباشرة للأمن القومي العربي، ذلك على وقع التطورات الدولية والإقليمية المختلفة.

والتجاذبات والاستقطابات السياسية وتداخل المحاور والمشاريع والأجندات المختلفة في عالم مليء بالاضطرابات والتحديات المتزايدة.

وشكل الدعم السعودي الإماراتي لمصر في حربها على الجماعات التكفيرية في سيناء على وجه الخصوص أحد أهم أوجه ذلك التعاون بين الدول الثلاث في مكافحة الإرهاب، وأحد أهم الصور البارزة والواضحة في هذا الإطار.

ذلك أن التعاون لم يقتصر على الدعم المعنوي والتنسيق المعلوماتي والسياسي، بل ترجم عملياً بمشاركة في مشروعات لتنمية سيناء ضمن محاور خطة تطهير أرض الفيروز من العناصر والجماعات التكفيرية، فأينما وجدت التنمية اندثرت طيور الظلام. وكذا مشروعات لتنمية محافظات وقرى مختلفة أخرى.

يؤكد خبراء ومحللون مصريون الدور الذي لعبته المملكة في دعم مصر ومساندتها في حربها ضد الإرهاب، وهو الدور الذي يتكامل مع الدور الإماراتي، في إطار التنسيق بين الدول الثلاث لحماية أمن واستقرار دول المنطقة، على اعتبار أن الدول الثلاث هي مثلث القضاء على الإرهاب في المنطقة.

يشير النائب البرلماني المصري جمال محفوظ (عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب) في ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر شكل هذا المثلث حائط صد قوي في المنطقة، خاصة في التعاون والتكامل في عمليات ومواقف ورؤى مكافحة الإرهاب.

موضحاً أن موقف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة واضح وصريح في دعم ومساندة مصر في حربها ضد الإرهاب، على اعتبارها معركة تمس الأمن القومي العربي بصفة عامة.

التضامن مع مصر

ويلفت البرلماني المصري في تصريحات خاصة لـ«البيان»، على هامش حلول ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، إلى أن المملكة تدعم وتساند الدول العربية، ولها موقف قوي من كل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يرتبط بالتضامن مع مصر في مكافحة الإرهاب. وتلعب المملكة دورا كبيرا في كل الملفات والأزمات التي تشهدها المنطقة وتنسق الجهود مع مصر والإمارات على اعتبارهم مثلثا مهما في حماية الأمن القومي العربي.

وكان للمساندة السعودية الإماراتية لمصر في المحطات والتطورات التي شهدتها خلال السنوات الماضية عظيم الأثر على استقرار مصر، ابتداءً من المساندة السياسية وحتى الاقتصادية ودعم القاهرة في جهود مكافحة الإرهاب، انطلاقاً من قاعدة أن أمن الخليج من أمن مصر وأمن مصر من أمن الخليج.

وهي القاعدة التي تدركها الدول الثلاث وينطلقون منها في رؤاهم الخاصة في مكافحة الإرهاب، والتي ترجمت في العديد من المواقف من بينها الموقف المتخذ من نظام دولة قطر الداعم للإرهاب.

ويشير مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية سابقاً الخبير الاستراتيجي اللواء علاء عز الدين محمود، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إلى الدعم السعودي الإماراتي لمصر في حربها ضد الجماعات التكفيرية في سيناء، ذلك في إطار التعاون بين البلدان الثلاثة في مكافحة الإرهاب، وهو التعاون الذي يمكن أن يشكل نواة لتعاون عربي أوسع.

ويخلق قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات التي تواجه دول المنطقة. مشيراً إلى أن الدول الثلاث لديها رؤى مشتركة في مكافحة الإرهاب ينطلقون من خلالها بما يعزز الجهود في إطار دحر الإرهاب.

علاقات تاريخية

والعلاقات بين مصر والسعودية هي علاقات تاريخية، خاصة بين الشعبين الشقيقين،، وخلال السنوات الأخيرة نستطيع أن نلمس توافقا كبيرا في الرؤى والمصالح المشتركة في عمليات وجهود مكافحة الإرهاب، وفق عز الدين الذي يلفت إلى أن ذلك التوافق كذلك كان مع دولة الإمارات التي لها خصوصية ووضع خاص في قلوب المصريين ولا يستطيع أي مصري أن ينسى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان ومواقفه إزاء مصر، والذي سار أبناؤه من بعده على نهجه.

وإلى ذلك، يقول مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير حسين هريدي لـ«البيان»: إن مصر والمملكة العربية السعودية منذ تأسيس المملكة كانت دائما العمود الفقري للنظام العربي، والتعاون المصري السعودي الإماراتي في المرحلة الراهنة الحرجة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط هو تعاون ضروري ومهم في إطار فرض الأمن والاستقرار بكافة الشعوب والدول العربية والخليجية.

مكافحة الإرهاب

مثَّلَ ذلك التعاون حجر الزاوية في مكافحة الإرهاب في المنطقة، وساندت السعودية والإمارات مصر في حربها ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة. وجاء التعاون بين الدول الثلاث كذلك بما يستهدف رفعة العالم الإسلامي، إذ إننا في أمس الحاجة لترسيخ ذلك التعاون لإنقاذ الإسلام من يد الجماعات الإرهابية التي تحاول أن تحتكره وتتحدث باسمه وتقتل وتخرب وتدمر أوطاناً وتشرد شعوباً.

ويردف هريدي قائلاً: «بدون شك جاء الانخراط الإماراتي في التعاون المصري السعودي، ليقوي من هذا التعاون ومن كافة القوى الداعمة للسلام والأمن والاستقرار في العالم العربي».

العيد واحد

علّق ثامر السبهان، وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في السعودية على احتفال دولة الإمارات باليوم الوطني السعودي، قائلاً إن القلوب متآلفة والعيد واحد. تعليق السبهان جاء في تغريدة نشرها الخميس عبر حسابه الرسمي على تويتر، قال فيها: «من دار سلمان لدار عيال زايد، القلوب متآلفة والعيد واحد. الله يديم عزنا».

2016

جاءت اتفاقية إنشاء مجلس التنسيق السعودي- الإماراتي في مايو 2016 ليشهد على ازدهار العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية، وليؤكد أن هذه العلاقات تمثل مثالاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية.

لا سيما في هذا الوقت الذي يشهد تطورات عدة على الساحتين الإقليمية والدولية التي ليس أمام الدول فرصة للتعامل معها واستيعابها وتجنب التحديات الناشئة عنها من دون تنسيق المواقف فيما بينها ومن دون التعاون وتبني مواقف موحدة تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ بما يحمي المكتسبات ويصون الأمن والاستقرار.

وإزاء ما تتعرض له المنطقة العربية من تجاذبات وتعارضات تفرضها المصالح الإقليمية والدولية، يبدو أن الرهان الحقيقي سيكون مبنياً في المستقبل على التعاون السعودي الإماراتي من اجل حماية المنطقة مما يحاك لها. الرياض-وكالات

100

تتصدّر دولة الإمارات قائمة الدول الخليجية المصدرة إلى السعودية، كما تأتي في مقدمة الدول الخليجية التي تستقبل الصادرات السعودية، وتأتي في مرتبة متقدمة في قائمة الدول الـ10 الأولى، التي تستورد منها السعودية. وتلعب الاستثمارات المشتركة بين الإمارات والسعودية، دورًا حيويًا في هذا الجانب.

ويعتبر إطلاق مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بتكلفة تتجاوز الـ100 مليار ريال، نقلة مهمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تشكّل تجمعاً إماراتياً سعودياً بقيادة شركة (إعمار) الإماراتية، وبالتحالف مع شركات سعودية، لتنفيذ المشروع على ساحل البحر الأحمر.

وتلعب السياحة بين البلدين دورًا مهمًا وحيويًا في تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بينهما، وتعد من بين أهم القطاعات الواعدة، التي توفر فرص الاستثمار، وجذب المزيد من المشاريع المشتركة، لتنويع القاعدة الاقتصادية والتجارية في البلدين.دبي-البيان

Email