المشاركون في محاضرة «الإمارات بلد السلام»:

الإمارات رمز للحوار الحضاري وموطن للتسامح عبر التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في محاضرة «الإمارات بلد السلام»، التي نظمها مجلس محمد خلف في أبوظبي مساء أمس الأول، أن الإمارات منذ فجر التاريخ، جسدت قيم السلام والتسامح والمحبة، وضربت المثل في إعلاء القيم الإسلامية الأصيلة، وأخذت على عاتقها نشر وإعلاء ثقافة السلام، وتعزيز التلاحم والتسامح ونبذ العنف والتطرف.

داعية سلام

وأضافوا أن دولة الإمارات منذ تأسيسها، كانت، وما زالت، داعية للسلام، ورمزاً للحوار والتقاء الحضارات، ونموذجاً عالمياً يحتذى به في التعايش الثقافي والانسجام المجتمعي، ونبذ كل أشكال العصبية والتطرف والكراهية والتمييز، من خلال سن التشريعات والقوانين، وإطلاق المبادرات الهادفة لنشر الخير والسلام.

وتناولت المحاضرة، مجموعة من المحاور، منها السلام والتنمية، والسلام والتقدم والازدهار الإنساني، والتنشئة الاجتماعية والسلام، وعلاقة السلام بالأديان، وثمن غياب السلام، وكيفية تحقق السلام في العالم. وشارك في المحاضرة، التي جاءت في إطار الاحتفال باليوم العالمي للسلام، الذي يوافق يوم 21 سبتمبر من كل عام، والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليعد يوماً مكرساً لتعزيز مُثل وقيم السلام في أوساط الأمم والشعوب، كل من الدكتور سالم الكتبي باحث وكاتب ومحلل سياسي، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وحضور جماهيري.

وأكد المشاركون في المحاضرة، على أن دولة الإمارات تمضي على صعيد تعزيز الأمن والسلم الدوليين في مسارات عدة، منها بناء القدوة والنموذج التنموي، حيث ترتكز على مجموعة من القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، التي غرسها القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه المؤسسون.

واستندت إليها دولة الاتحاد في مرحلة التأسيس، ومضت عليها في مرحلة التمكين، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبفضل جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات.

ثقافة السلام

من جهته لفت الدكتور سالم الكتبي، الباحث والمحلل السياسي إلى أن 25 دولة حول العالم تأثرت بالجرائم الإرهابية.

وأضاف أن الدولة مضت في استكمال هياكلها، ليس فقط في البناء السياسي والنجاح التنموي وتوظيف الموارد لمصلحة الإنسان، ولكن أيضاً على الصعيد القيمي والأخلاقي، فالإمارات هي عاصمة العمل الإنساني في العمل بجدارة، حيث تصدرت الدولة كافة دول العالم في تقديم المساعدات التنموية الإنسانية لعام 2016، نسبة إلى دخلها القومي، ولم تقتصر المساعدات الإماراتية الإنسانية على تقديم الدعم المالي فقط، بل توجت بدماء الشهداء، العمل الإنساني، الذين استشهدوا وهم يتابعون تنفيذ مشاريع الإنسانية والتعليمية في جمهورية أفغانستان مطلع العام الحالي، وفي اليمن أيضاً.

إمارات الخير

وبيّن أن قيمة المساعدات الدولية الإنسانية للدولة، بلغت 4.48 مليارات درهم خلال السنوات الثلاث منذ عام 2015 حتى يوليو 2017، وذلك للمساهمة في إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وصيانة وحماية كرامة الإنسان، بما في ذلك دعم اللاجئين والنازحين في كل مكان، من دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين أو عرق.

ولفت الكتبي إلى أن السلام يتحقق من خلال آليات مساعدة وداعمة لتحقيق الأمن والسلم العالمي، من بينها إنهاء الممارسات الاحتلالية وأشكال الظلم والاضطهاد كافة، والعمل على استئصال شأفة تنظيمات الإرهاب، وإنهاء التحريض على العنف والكراهية، ونشر القيم الدينية الصحيحة، ونشر ثقافة العيش المشترك والتنوع وقبول الآخر والتسامح عالمياً، وجعلها ضمان ميثاق دولي ملزم للدول جميعاً. كما أكد على أهمية تفعيل حوار الحضارات والثقافات بين المؤسسات الدينية والمجتمع المدني.

من جانبه، استعرض سلطان العميمي، تاريخ الإمارات عبر العصور الستة المتلاحقة، التي امتدت إلى عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالعصر الحجري والعصر البرونزي والعصر الحديدي، وحتى العصور المتأخرة وظهور الإسلام، مؤكداً أن تلك العصور تميزت بالازدهار الاقتصادي والاستقرار والأمن، كنتيجة طبيعية لارتباط شعوب هذه المنطقة بالسلام الاجتماعي.

وقال «عندما نتحدث عن السلام في الإمارات، فإننا نتحدث عن صفة وطبيعة من صفات قادتها وسكانها، وهي ليست وليدة اليوم أو عقود قليلة مضت، بل طبيعة نشأ عليها سكان الإمارات منذ قديم الزمن».

وأضاف «وعندما نتحدث عن تاريخ المنطقة قبل قيام الاتحاد وظهور الكيان السياسي الحالي للدولة، نجد أن تاريخ الحضارة التي مرت بمنطقة ساحل الخليج العربي، بما فيها الدولة، يعود إلى حوالي 6 آلاف سنة قبل الميلاد، بدءاً بالآثار التي تعود إلى العصر الحجري، مروراً بالعصر البرونزي في حقبة جبل حفيت، ثم حقبة أم النار منذ حوالي 2500 ق.م إلى 2000 ق.م، وتمثل ذروة حضارة العصر البرونزي، وشهدت تلك الحقبة، قيام روابط تجارية مهمة ومتينة مع حضارة ما بين النهرين.

ثم جاءت حقبة وادي سوق، ثم العصر الحديدي، ثم الحقبة الهيلينية، التي شهدت قيام روابط تجارية مع منطقة البحر المتوسط، فيما شملته اليونان ثم روما لاحقاً 300 ق.م إلى 300 م. ثم جاءت فترة ما قبل الإسلام ثم ما بعد الإسلام، وشهدت نشاطاً ملحوظاً ومهماً لموانئ رأس الخيمة ودبا.

أهمية استراتيجية

ولفت إلى أن أرض الإمارات غنية بالآثار القديمة، والدلائل التي تدل على الأهمية الاستراتيجية للحضارات المختلفة، وتأثيرها في منطقة غرب آسيا، حيث اكتشفت العديد من الآثار والمستوطنات والمدافن التي تعود إلى تلك العصور الغابرة، كما عثر على دير مسيحي في صير بني ياس، يعود إلى القرن السابع للميلاد، وهكذا نرى أن المنطقة توالت عليها حقب حضارية كثيرة، شهدت وجود هجرات خارجية من وإلى الإمارات.

وتطرق العميمي إلى مرحلة القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتزامه بمبدأ السلام والتسامح والتعايش، وترسيخ هذه المبادئ كثوابت وركائز أساسية للدولة.

وبين أن دولة الإمارات، برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عملت على بلورة تلك الثوابت الوطنية، من خلال برامج وأنشطة رائدة، تؤصل لقيم التسامح واحترام التعددية الثقافية والقبول بالآخر، فكرياً وثقافياً ودينياً، فدولة الإمارات كانت وما زالت داعية سلام ورمز التسامح بين الشعوب.

قال، عندما تولى المغفور له بإذنه تعالى، الشيخ زايد بن سلطان، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، سعى جاهداً لإنهاء أي شكل من أشكال النزاعات والخلافات بين أهل المنطقة، كي ينعم الجميع بالسلام والأمن، واستطاع خلال خمس سنوات من توليه حكم إمارة أبوظبي، أن يقود أنجح تجربة اتحادية في المنطقة خلال القرن الماضي.

Email