تعايش وتناغم

بيتر إكستدت: العطاء سُلّم حضاري أوصل الإمارات إلى العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤكد السويدي بيتر إكستدت المدير التنفيذي لشركة «سويديش هيلث»، أن النجاح الذي حققته دولة الإمارات فيما يتعلق بمنظومة التسامح، هو امتداد لما كان يدور من حراك ثقافي عبر تاريخها، حيث كانت كل تلك الجهود والمحاولات بشارات لميلاد نهضة ثقافية حديثة، ومؤسسات متخصصة، وفي كل تلك الجهود لم يكن التفاعل مقتصراً على المواطنين فقط، بل إن المقيمين أيضاً كان لهم الحق في المشاركة في نمو هذا المناخ الإيجابي الذي تضمن العديد من القوميات التي تقيم على أرضها.

واستطاعت تحقيق استفادة من هذا المزيج لتكون نسيجاً واحداً لكنه لا يتعارض ولا يتقاطع، بل يحتفظ كل بخصوصيته وهويته، فالتمسك بمبادرات العطاء من منظور الثقافة المجتمعية المحلية هي اللبنة الأولى للسلم الحضاري الذي يصل بدولة الإمارات إلى العالمية، فكل عناصر الثقافة المحلية هي الجذور التي تنمو عليها الأوراق والساق شجرة الحضارة ذات الملامح والخصائص الإقليمية مع مراعاة البيئة العالمية وما يجري فيها من تطور وحداثة.

ويرى بيتر أن البعد المعماري الأصيل أضفى على مدن الإمارات بعدا ثقافيا متعدد الوجوه، نتيجةً لاختلاف البلدان التي وفد منها المقيمون على أرضها، لذلك كونت الدولة لنفسها منذ البداية هوية ثقافية تنسجم مع طابعها متعدد الثقافات والأجناس والأعراق، وعندما توسعت في السنوات الأخيرة وازدهرت اقتصاديا على النحو الذي جعلها نموذجا فريدا بين الدول في النمو العمراني والاقتصادي.

وحدث هذا بشكل تلقائي شجعت على انسيابية طبيعة المواطنين الذين اعتادوا رؤية هذا التمازج على أرضهم، الحس المشترك للإنسانية ووحدة مصيرها لبناء نظام اجتماعي كفيل بأن يؤسس لقواعد الحوار بين الشعوب والحضارات.

وتلك هي الأسس الأخلاقية التي يرتكز عليها المجتمع الإماراتي للربط بين الماضي والحاضر والمستقبل بحيث تتفاعل تجارب الماضي مع إيقاع الحاضر ليفتح آفاقاً للتفكير في المستقبل الواعد والنظر إلى التسامح كحاجة إنسانية لتتحول الصراعات بشكل إيجابي إلى مواقف تعاونية وتشجيع ثقافة المشاركة قصد تدعيم قيم التضامن، الإخاء، والتسامح، ومن شأن ذلك أن يجنب الأجيال المقبلة الكثير من المآسي والحروب والعنف، وأن يرسي قيم السلام والتعاون داخل مختلف المجتمعات.

Email