بتوجيهات منصور بن زايد

إطلاق التقويم الهجري الموحد على مستوى الدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت وزارة شؤون الرئاسة، أمس، عن إطلاق «مشروع التقويم الهجري الموحد» على مستوى الدولة، والذي تم إعداده مواكبة لرؤى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

وخلال مؤتمر صحفي عقدته أمس، أعلن معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مركز جامع الشيخ زايد الكبير، عن النسخة الأولى للتقويم الموحد للعام 1439 هــ.

وأوضح معاليه أن التقويم الموحد تم إعداده وفق الأسس العلمية الشرعية والفلكية من خلال لجنة متخصصة انبثقت عنها عدة لجان وفرق عمل مؤلفة من متخصصين في الشريعة الإسلامية والفلك والفيزياء من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ودائرة القضاء في أبوظبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف في الشارقة، ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وجمعية الإمارات للفلك، ومركز الفلك الدولي، إضافة إلى فرق ميدانية أجرت عدداً من الدراسات استغرقت 3 سنوات وأقرت عدداً من المعايير تمت مقارنتها عالمياً، واستندت إلى توصيات ملتقى دبي لمعايير مواقيت الصلاة. وملتقى الشارقة لمعايير مواقيت الصلاة، والذي شارك فيه وحضره أشهر العاملين في المجالات الشرعية والفلكية المتخصصة على المستويين المحلي والعربي والإسلامي.

وقال إنه تم تكليف مركز جامع الشيخ زايد الكبير لتشكيل لجنة من ذوي الاختصاص شرعية وفلكية في هذا المجال للعمل مع اللجان المختلفة لتوحيد الجهود، والمشروع الذي يشمل جميع إمارات الدولة آخذاً بعين الاعتبار الشروط الشرعية والنتائج العلمية التي تؤثر في حساب مواقيت الصلاة.

ونوه معاليه إلى أهمية «التقويم الموحد» في ظل التغيرات الكثيرة التي طرأت سواء كانت تكنولوجية أدت إلى زيادة في دقة الحسابات الفلكية، أو طبيعية ومنها زيادة التلوث الضوئي والترابي الطبيعي والصناعي، أو عمرانية أدت إلى امتداد جغرافي واضح وزيادة في التوسع الأفقي والعمودي في المساحات والمباني، الأمر الذي استدعى تشكيل لجان مؤلفة من علماء متخصصين في الشريعة الإسلامية وعلماء الفيزياء الفلكية وتمثل عدة جهات معنية عملت جميعها على المعايير والأسس التي قام عليها التقويم.

إنجاز علمي

من جهته، ثمن الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف توجيهات القيادة الرشيدة بإعداد التقويم، معرباً أن هذا الإنجاز العلمي يحتاج إليه كل مواطن ومسلم على أرض دولة الإمارات، ويأتي في ظل خدمة إسعاد من على أرضها ووضع المعلومات كافة التي يحتاجون إليها بين أيديهم بكل يسر وسهولة.

وتوجه الكعبي بشكره وتقديره ودعائه للقيادة الرشيدة على عنايتها ورعايتها لضبط الأمور الدينية للمواطنين والمقيمين، ومنها هذا الاهتمام بالمواقيت الشرعية المتعلقة بأركان الدين العظيمة من صلاة وصوم.

تقدير

من ناحيته، أعرب الدكتور حمد الشيباني، المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، عن تقدير الدائرة للقيادة الرشيدة على دعمهم المستمر لكل ما من شأنه إبراز الجهود الوطنية في مختلف المجالات.

وأشار إلى أن مشاركة الدائرة في إعداد التقويم جاء كخطوة رئيسة امتداداً للجهود الكبيرة التي بذلتها في إطار مساعيها في هذا المجال سعياً للاتفاق على أسس المعايير الدقيقة لتقويم موحد على مستوى الدولة، ولاسيما بعد تنظيمها ملتقى دبي لمعايير مواقيت الصلاة في نوفمبر 2016م وما نتج عنه من توصيات.

جهود

كما وعبر عبد الله خليفة السبوسي مدير دائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة، عن شكره للقيادة الرشيدة على دعمهم اللامحدود وتسخير جميع السبل لما فيه خير العباد والبلاد وللجهود المبذولة فيما يختص بالتقويم الهجري ومواقيت الصلاة.

ونوه إلى أن التقويم الهجري ليس مجرد أداة لحساب مواقيت الصلاة ومعرفة الشهور العربية فقط، أنه رمز على الذات والهوية وهو متعلق كذلك بالعبادات الإسلامية من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها من العبادات.

ولفت أن هذا التقويم ثمرة جهود تضافرت من ندوات وملتقيات التي عقدت في دبي والشارقة وأثمرت توصيات باعتماد معايير شرعية وفلكية في حساب مواقيت الصلاة».

حسابات فلكية

وفي السياق ذاته، صرح الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة ورئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، بالقول إن التقويم الذي شمل مواقيت الصلاة وبدايات الشهور الهجرية أعد باستخدام حسابات فيزيائية فلكية دقيقة جداً، مع الأخذ في الاعتبار بكافة العوامل الفيزيائية والجوية والبيئة والجغرافية المؤثرة عليها بالشروط والنتائج التي تصحح الكثير من الفروقات الموجودة في مواقيت الصلاة ومواعيد شروق الشمس المرتبطة والمتناغمة مع موقع الشمس المتغير في حركتها في السماء بما فيها شروقها وغروبها على مدار العام.

وقال إن الحسابات شملت جميع مناطق ومدن الدولة حسب خطوط الطول والعرض، فيما تم مراعاة موقع مسار الشمس من الشروق إلى الغروب يومياً، إذ ترتفع الشمس وتنخفض حسب المواسم السنوية.

معايير

وقال المهندس خلفان سلطان النعيمي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك إن التقويم الموحد اعتمد المعايير الحسابية لمواقيت الصلاة والأشهر الهجرية وفق دراسات ميدانية لرصد الفجر وبقية المواقيت طبقاً لأفضل المعايير العلمية الفلكية عبر فريق من الفلكيين وبالتعاون مع مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك ومركز الفلك الدولي، إضافة إلى علماء شرعيين، حيث تمت مقارنة النتائج مع المعايير الفلكية العالمية وآراء مجموعة من كبار خبراء علم الفلك في العالم الإسلامي في «ملتقى دبي والشارقة لمعايير مواقيت الصلاة».

فروقات

من جهته، أوضح المهندس محمد شوكت عودة، رئيس مركز الفلك الدولي أن فروقات التوقيت في جميع مناطق كل إمارة اعتمدتها اللجنة الشرعية وبالتنسيق مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.

وذكر أن التقويم الموحد أخذ بعين الاعتبار عدداً من العوامل الفيزيائية والجوية المؤثرة على حساب المواقيت، ومنها الارتفاع عن مستوى سطح البحر، وحساب تأثير انكسار الضوء في الغلاف الجوي الأرضي عند الأفق أثناء شروق وغروب الشمس، إضافة إلى أخذ درجة الحرارة والضغط الجوي بعين الاعتبار.

ثقة ودعم

اعتبر يوسف العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، للمركز لتوحيد الجهود في مشروع التقويم الهجري انعكاساً لثقة ودعم سموه الكبير.وقال إن التقويم سيتضمن أوجه القمر، ووقت القبلة، وبعض الأحداث الفلكية مثل منازل القمر والأنواء، إضافة إلى شروق وغروب القمر يومياً مع وضع صورة تبين طوره في ذلك اليوم، والمنزلة الحقيقية التي يوجد فيها، علاوة على إدراج بعض المناسبات الوطنية والدولية التي تعكس القيم الحضارية والإنسانية التي تعززها الدولة.

Email