حنان.. قهرت عجزها بالعلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحرب بين الفشل والنجاح كانت ولا تزال سجالاً إلى الأبد باعتبار أنها صراع دائم بين طرفي المعادلة، ولا شك في أن لكل منهما ذرائعه وأسلحته ومقوّماته، وفي كلتا الحالتين يبقى الإنسان هو المسؤول عن تحقيق الفشل أو النجاح من خلال سلوكه وممارسته وأساليب استخدامه للسبل التي تؤدي إلى أي منهما.

وحينما تجتمع العزيمة والإصرار معاً تنسجان قصة ملهمة تسرد تفاصيلها لـ«البيان»، الطالبة الإماراتية المثابرة حنان الهاشمي، التي استطاعت بعزيمتها الأشبه بالفولاذ أن تروض المستحيل بسبب شغفها بإتمام دراستها، ورغبتها بالارتقاء في دروب المعرفة التي كانت تمثل لظروفها حينها ضرباً من الخيال، لتشحن من فقد الأمل بالطاقة الإيجابية، وتلهب حماسه لحياة مليئة بالتفاؤل.

بدأت قصة حنان حين تخرجت في إحدى الجامعات داخل الدولة، وعملت معلمة لمادة الرياضيات بالمرحلة الثانوية، ثم قررت أن تستكمل دراستها العليا، وأن تحصل على درجة الماجستير في عام 2009 من الجامعة نفسها التي حصلت منها على درجة البكالوريوس، انطلاقاً من رغبتها في تحقيق مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدول رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «أنا وشعبي لا نرضى إلا بالمركز الأول»، إلا أن القدر كان قد سبق قرارها لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حين تعرضت لحادث مروري بليغ أثناء توجهها إلى الجامعة، ما أدى إلى إصابتها بإعاقة دائمة جعلتها حبيسة الكرسي.

ولأن حنان لا تعترف بالتقاعس ولا بالاتكالية، وقاموسها خال من كلمات الفشل والهزيمة واليأس، قررت المضي قدماً نحو النجاح، وسافرت لتلقي العلاج ما حال بينها وبين إتمام دراسة الماجستير.

حنان لم تعرف لليأس سبيلاً فقررت أن تخاطب جامعتها، لعلهم يجدون لها سبيلاً في تيسير الجداول الدراسية، إلا أنها تعرضت لخيبة أمل جديدة حين وصلها رد الجامعة، حين فتحته لتفاجأ بقرار فصلها من الجامعة.

انهارت حنان لكنها ابتسمت رغم آلامها واتجهت لاستكمال علاجها بالخارج، وراودتها رغبتها فبحثت عبر الشبكة العنكبوتية فلمحت شعاعاً من الأمل من خلال جامعة حمدان بن محمد الذكية، فسارعت بالتسجيل، وتم قبولها.

تلقت حنان كامل الدعم من الجامعة التي وفرت لها التسهيلات اللازمة حتى حصلت على درجة ماجستير العلوم في التميز المؤسسي بامتياز مع مرتبة الشرف الثانية أخيراً.

Email