مسيرة حافلة بالعـطاء وبناء الإنسان والمكان

زايـد..مـدرســة سـياسيــة متفردة رسخت مبادئ العمل الوحدوي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

القادة العظام تخلدهم إنجازاتهم وأفعالهم قبل أن تخلدهم أقوالهم وشعاراتهم، ومسيرة زايد كلها إنجازات وبصمات فارقة تستحق الاحتفاء والتقدير، ومدرسة سياسية متفردة، رسخت مبادئ العمل الوحدوي القادر على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص تقدم وتطور.

ومسيرة القائد المؤسس الحافلة بالعطاء وبناء الإنسان والمكان بدأت مع تولي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي في السادس من أغسطس 1966، حيث جرى تسخير عوائد الاستثمارات البترولية للإنفاق على إطلاق وإقامة مشاريع التطوير والخدمات والبنية التحتية كما بدأ العمل بتنفيذ مشاريع تنموية طموحة استهدفت شتى نواحي الحياة، وهي جهود اتخذت من مقولته - طيب الله ثراه-:«لا فائدة من المال إذا لم يسخر في خدمة الشعب» منهاجاً للتغيير والتنمية.

وشهدت أبوظبي بعد سنوات قليلة من تولي الشيخ زايد لمقاليد الحكم فيها، تحولات جذرية في زمن قياسي، حيث تم تنفيذ مئات المشاريع في البناء والتشييد والتحديث والتطوير والخدمات، والتي شملت إقامة المساكن والتجمعات السكنية الحديثة وبناء المستشفيات والعيادات والمدارس والجامعات والمعاهد والكليات والهياكل الأساسية للبنية التحتية من طرق وجسور وكهرباء ومياه وخدمات الاتصال والمواصلات، وغيرها من مرافق الخدمات الأساسية من أجل بناء دولة عصرية وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين.

ووفق تقرير لوزارة الخارجية والتعاون الدولي فإن حجم الإنفاق على مشاريع التنمية والخدمات والتطوير في إمارة أبوظبي خلال الفترة من العام 1968 وحتى نهاية عام 2002، بلغ أكثر من 162 مليار درهم، من مجموع حجم الاعتماد المرصود للتنمية خلال هذه الفترة، والتي بلغت نحو 195 مليار درهم، الأمر الذي يدلّل على التزام قلّ نظيره في توظيف موارد البلاد وعائداتها النفطية لبناء وازدهار الوطن وتحقيق سعادة المواطني».

سعادة

وقد نذر الشيخ زايد بن سلطان - طيب الله ثراه- نفسه لإسعاد أبناء شعبه، وأخذ يجوب البلاد طولاً وعرضاً يتابع عمليات البناء والتشييد، ويتنقل بين الحضر والقرى والصحارى والوديان، ليتفقد بنفسه مشاريع الإنماء والإعمار، ويقف عند معدلات الإنجاز فيها، ويقود تحدياً غير مسبوق للحاق بركب الحضارة والتحديث، حيث تحققت خلال سنوات حكمه منجزات عملاقة وتحولات جذرية في مختلف مجالات التقدم العمراني والصناعي والزراعي والتعليمي والصحي والثقافي والاجتماعي، وجرى إنجاز قاعدة متينة وحديثة لهياكل البنية الأساسية.

بناء الاتحاد

لم يقتصر عطاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله على إمارة أبوظبي وحدها، حيث كان يتطلع رحمه الله منذ تولي الحكم في أبوظبي إلى جمع شمل الإمارات الأخرى، حيث بادر بعد أقل من عامين من توليه حكم إمارة أبوظبي، بالدعوة إلى جمع شمل الإمارات.

وأكد في هذا الخصوص«أن الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة والمنعة والخير المشترك، وأن الفرقة لا ينجم عنها إلا الضعف، وأن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم». ولاقت هذه الدعوة الحكيمة والمخلصة استجابة واسعة، تجسدت في الاجتماع الذي تم بين المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي في منطقة السمحة في 18 فبراير 1968 في أعقاب إعلان الحكومة البريطانية في ذلك العام عن إجلاء جيوشها من الإمارات المتصالحة في الخليج قبل عام 1971، حيث تركز اللقاء على إقامة اتحاد بين الإماراتيين يقوم بالإشراف على الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الداخلي والخدمات الصحية والتعليمية.

وفي الثاني من ديسمبر 1971 شهد التاريخ ميلاد دولة حديثة أصبحت يوم إعلانها الدولة الثامنة عشرة في جامعة الدول العربية، بعد أن استكملت وثائق انضمامها إليها في السادس من ديسمبر 1971، والعضو الثاني والثلاثين بعد المائة في الأمم المتحدة اعتباراً من التاسع من ديسمبر 1971، أي بعد أسبوع واحد من إعلان قيام الدولة الاتحادية. وانضمت إمارة رأس الخيمة إلى الاتحاد في 10 فبراير 1972. وأمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله فور الإعلان عن قيام الاتحاد بوضع جميع الإمكانيات المادية والخبرات الإدارية والفنية لحكومة أبوظبي في خدمة الدولة الاتحادية، حيث قال في هذا الخصوص:«إن الاتحاد أمنيتي وأسمى أهدافي لشعب الإمارات».

وتحولت دولة الإمارات خلال سنوات قلائل من قيام اتحادها إلى دولة عصرية مزدهرة ينعم مواطنوها بالرفاه والرخاء، كما يؤكد ذلك رحمه الله بقوله:«لقد تحققت الأماني بفضل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أسهم كثيراً في تغيير صورة الحياة في هذه الأرض، وإنجاز العشرات من المشاريع في شتّى المجالات وتحقيق التقدم والازدهار في كل ناحية فيه».

نهج الشورى

لقد آمن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بالشورى منهجاً له في قيادته للعمل الوطني، ويقول:« إن حكم الشورى من عند الله.. ومن لم يطع الله فهو خاسر».

كما ينبع نهج الشورى من عقيدته التي ترتكز على الإيمان بالله وبالاعتماد عليه سبحانه وتعالى في كل خطواته، حيث يقول رحمه الله:« فلسفتي في الحياة هي أنني مؤمن بأن الأمور كلها بيد الله سبحانه وتعالى، وإن على الإنسان أن يعمل من وحي إيمانه بالله في جَدّ واجتهاد، فإذا وفقت في السعي حمدت الله على توفيقه، وإذا أخطأت الاجتهاد عُدت عن الخطأ إلى الصواب، إن كل شيء في هذه الحياة هو بإرادة الله سبحانه وتعالى، يُسيّرها ويُدبرها، وعلى العبد أن يسعى في مرضاة الله وأن يفعل ويتوكل، وعلى الله التوفيق، ومتى كان إيمان الإنسان بربه قوياً، فإن الله يهبه راحة الضمير، وتلك هي السعادة القصوى».

وقد وطّد نهج الشورى الذي اتبعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والذي يتمثل في حرصه البالغ على اللقاءات المفتوحة والمباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وبواديهم وأماكن إقامتهم، ومن خلال جولاته الميدانية المنتظمة لأرجاء الوطن، من عمق التلاحم الصادق بين القيادة والشعب، حيث كان يؤكد رحمه الله على هذا النهج الذي يرتكز على سياسة الأبواب المفتوحة بين الحاكم والرعية بقوله:« إن بابنا مفتوح وسيظل كذلك دائماً».

القدوة الحسنة

وقد جعل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله من نفسه القدوة والمثل الأعلى للمسؤولين وذلك في نطاق حرصه على المتابعة اليومية لمواقع العمل والإنتاج، والتلاحم المستمر مع المواطنين لتحسس رغباتهم واحتياجاتهم بعيداً عن المكاتب والدواوين الحكومية والتقارير الرسمية، حيث يقول رحمه الله في هذا الخصوص:«أريد أن يراني المسؤولون بأعينهم على رأس العمل وفي أي وقت وبدون تحضير، وذلك حتى يقتدي كل مسؤول بهذا الأسلوب في العمل، وصولاً إلى الكفاءة والاقتدار في كل إنجازات الدولة».

لقد مثل حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ على بناء الإنسان بصورة موازية لبناء الوطن، الإنجاز الأهم لدولة الإمارات، وذلك انطلاقاً من قناعته أن الإنسان هو محور كل تقدم حقيقي، وأن الإنسان المتعلم هو الدعامة الأساسية التي تعتمد عليها دولة الاتحاد، كما يؤكد ذلك بقوله:« إننا أيقنا من البداية أن الإنسان هو أساس كل عملية حضارية وهو محور كل تقدم حقيقي».

توفير البنية التحتية

وقد عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على توفير البنية التحتية بكل معطياتها، بما فيها المستشفيات، المدارس، مؤسسات التعليم العالي، المعاهد، المراكز الثقافية والمهنية والمؤسسات العسكرية والأكاديمية والفنية لتحقيق هذه الغاية النبيلة، وتهيئة كل الظروف الملائمة التي تمكّن أبناء الإمارات من تحمل مسؤولياتهم الوطنية، حيث يحدد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أهداف هذا التوجه بقوله:«إن الثروة ليست ثروة المال بل هي ثروة الرجال، فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها، وهم الزرع الذي نتفيأ ظلاله، والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان وتسخير الثروات التي منّ الله بها علينا لخدمة أبناء هذا الوطن، حتى ينهضوا بالمسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقهم ويكونوا عوناً لنا ولأشقائنا».

ويضيف ـ رحمه الله ـ:«لقد كنت أردد دائماً وعن قناعة قوية أن الإنسان هو أساس الحضارة، وإن اهتمامنا به ضروري لأنه محور كل تقدم، فمهما أقمنا من منشآت ومدارس ومستشفيات وجسور وغير ذلك، فان كل هذا يبقى كياناً مادياً لا روح فيه، لإن روح كل هذا هو الإنسان القادر بفكره وجهده وإيمانه على تحقيق التقدم المنشود».

وجعل ـ رحمه الله ـ بناء الإنسان أولوية قصوى لعملية التنمية في مراحلها المبكرة، وقال في هذا الخصوص:« إن بناء الإنسان في المرحلة المقبلة ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت، لأنه بدون الإنسان الصالح، لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب، وإننا الآن نبني جيلاً صاعداً نفخر به، ويكون قادراً على تحمل أعباء المسؤولية في المستقبل».

الشباب

أولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ اهتماماً كبيراً لرعاية الشباب، وحرص على دعوتهم باستمرار إلى التسلّح بالعلم حتى يسهموا بدورهم في خدمة الوطن، ودفعهم لأن يُلمّوا بالماضي وظروفه الصعبة والمشاق التي عاش في كنفها آباؤهم وأجدادهم، لكي يحافظوا على ما تحقق من إنجازات ومكاسب. كما حثّ الشباب على العمل والإنتاج والالتحاق بمختلف ميادين العمل، باعتبار العمل شرف وواجب. وقال رحمه الله في هذا الخصوص:«إن أهمية العمل وقيمته في بناء الإنسان، وإن نهضة الأمم تقوم على سواعد أبنائها».

ويقول رحمه الله في عدد من المناسبات الهامة التي شهدتها دولة الإمارات:«إن ما تحقق من خير وفير لن يدوم دون مزيد من الجهد والبذل والتضحيات، وإن علينا أن نكدّ من أجل حماية مكتسباتنا الوطنية، وتعزيز مسيرة اتحادنا، وتحقيق المزيد من العزة للوطن والرخاء للمواطن، وهذا لن يأتي دون مشاركة بناءة وفاعلة في المجتمع». وأضاف رحمه الله:«إن العمل الوطني لا يقف عند حد، والمسؤولية تقع عليكم يا شباب الإمارات وشاباتها لتحوّلوا الفرص التي أتيحت لكم إلى نقاط انطلاق لمزيد من العطاء لوطنكم وشعبكم، إننا ننظر إلى مفهوم المواطنة بمعنى الولاء للوطن والالتزام بالعمل من أجله».

المشاركة الشعبية

وقد أكد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ على أهمية المشاركة الشعبية الواسعة في التنمية الشاملة، حيث قال:«إننا نواصل العمل بكل ما أوتينا من قوة وإمكانية وعلى مختلف المستويات الرسمية وغير الرسمية، من أجل المحافظة على مكاسبنا وتحقيق المزيد من الإنجازات لخير شعبنا وبلادنا، ولكننا نتطلع إلى مشاركة حقيقية منكم جميعاً يا أبناء وبنات الإمارات، مشاركة فاعلة في عملية التنمية الشاملة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إن المستقبل لكم يا شباب الإمارات، أنتم الذين ستحددون معطياته وملامحه، فاستفيدوا من الفرص التي تتوفر لكم الآن، واستخدموها بشكل رشيد وبما يعود بالخير عليكم وعلى أسركم ووطنكم على حد سواء».

ودعا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية إلى أن تولي اهتماماً أكبر بالشباب وقال:«ندعو جميع المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية إلى أن تولي أهمية أكبر لإعداد وتطبيق برامج متعددة ومتطورة للعناية بالشباب وتأهيلهم بصورة أفضل للمستقبل وعلى مختلف المستويات، مستفيدين في ذلك من مختلف التجارب الإنسانية الناجحة ومهتدين بما حققناه من إنجازات ورسخنا من مفاهيم وما ورثناه من قيم ومبادئ».

الاهتمام بنهضة المرأة

أولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله اهتماماً خاصاً للنهوض بالمرأة، وذلك انطلاقاً من رؤية ثاقبة حددها منذ قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة بقوله:«إن المرأة نصف المجتمع وهي ربة البيت، ولا ينبغي لدولة تبني نفسها أن تُبقي المرأة غارقة في ظلام الجهل، أسيرة لأغلال القهر». وبذلك بدأت المرأة تنهض بمسؤوليتها الكاملة إلى جانب الرجل في مختلف مجالات العمل، من خلال إسهامها النشط في التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات، وفي إطار من الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الإسلامية السمحاء، والعادات والتقاليد المتوارثة.

الحفاظ على البيئة

انطلق اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بالبيئة، وضرورة المحافظة عليها وتنميتها من مبدأ يستهدف تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة، والحفاظ على حق الأجيال المتعاقبة في التمتع بالحياة، في بيئة نظيفة وصحية وآمنة. وقد أكد رحمه الله ذلك بقوله:«إننا نولي بيئتنا جل اهتمامنا لأنها جزء عضوي من بلادنا وتاريخنا وتراثنا. لقد عاش آباؤنا وأجدادنا على هذه الأرض للمحافظة عليها، وأخذوا منها قدر احتياجاتهم فقط، وتركوا منها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدراً ونبعاً للعطاء».

وأضاف رحمه الله:«لقد عملنا منذ قيام دولتنا على حماية البيئة والحياة البرية وتوفير كل الأنظمة والتشريعات والبرامج والمشاريع التي جعلت دولة الإمارات سباقة إلى الاهتمام بالبيئة وانموذجاً يحتذى على المستوى العالمي في الاهتمام بالبيئة وحمايتها وحفظها. هذه الإنجازات يجب أن تكون حافزاً لنا جميعاً وخاصة لشباب الإمارات جيل المستقبل، لمواصلة العناية بالبيئة والمحافظة عليها سليمة ونظيفة، لأننا إذا لم نفعل، فإننا سندمر الموارد التي حبانا بها الله سبحانه... فهذه الموارد ليست لنا وحدنا، بل هي أيضا لأبنائنا وأبناء أبنائنا».

الصيد

حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله على الحفاظ على رياضة الصيد بالصقور، باعتبارها من أهم الرياضات التي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد في منطقة الخليج والجزيرة العربية، حيث برع أهل الإمارات منذ زمن بعيد في معرفة أنواع الصقور وأفضل أساليب تربيتها وتدريبها وحسن معاملتها، وكيفية تطويع هذا الطير الجارح الذي يعتبر رمز القوة ودليلاً على عزّة النفس. وتحدث رحمه الله عن هذه الرياضة التي يعتبر العرب أول من عرفوها، ثم انتقلت إلى البلدان الأخرى، وقال:« إننا نحرص على الاحتفاظ بالتراث والتقاليد العربية الأصيلة مهما خطونا إلى ميادين الحضارة، وإن الصيد بالصقور رياضة مهمة ووسيلة تعلّم الصّبر والجَلَد، وهي مفيدة نفسياً وجسدياً، ورياضة اجتماعية تجمع بين رفاق الرحلة وتسودها روح الجماعة، كما أن لهذه الرياضة تقاليدها وآدابها وأنواعها، من حيث سرعة الصقور وقدرتها على الطيران أو المناورة أو الصيد أو الانقضاض على الطعام».

التضامن العربي والإسلامي

كرّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله على مدى أكثر من ثلاثة عقود كل جهوده من أجل تحقيق الوفاق بين الأشقاء، وحل الخلافات العربية بالتفاهم والتسامح، ودأب سموه على التنبيه بصورة دائمة إلى خطورة استمرار حالة التمزق والتردي التي تمر بها الأمة العربية، حيث عبّر رحمه الله عن هذا الوضع بقوله:«إنني منذ بداية الخلافات في العالم العربي وحتى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً لأي خلاف بين شقيق وصديق وصديقه». وقد بذل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله جهوداً مكثفة ومشهودة من أجل تنقية الأجواء العربية وتناسي الخلافات وتوحيد الصف العربي والإسلامي وإعلاء شأن الأمة العربية والإسلامية وتأكيد دورها ومكانتها في العالم.

رحيل زايد

ومع وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في نوفمبر 2004، رحل عن هذا العالم أحد أهم الرجال والحكماء الذين عملوا من أجل بناء الإنسان والأوطان، وبذلوا كل ما بوسعهم من أجل خدمة البشرية جمعاء، وخلفه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات – حفظه الله – ليكمل المسيرة على خطى والده «زايد الخير».

Email