مهرجان ليوا للرطب يختتم فعالياته غداً

■ برامج توعوية قدمها مهرجان ليوا للرطب | تصوير: مجدي اسكندر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختتم غداً السبت فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان ليوا للرطب الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بعد سلسلة ممتعة ومثيرة من المسابقات والأنشطة المصاحبة المختلفة والمتعددة.

وسيكون مسك ختام مسابقات المهرجان بالإعلان عن نتائج الفائزين بمسابقة الظفرة لنخب الرطب، ومسابقة المزرعة النموذجية، ومسابقة أجمل مجسم تراثي.

صناعة العطور

ما أن تدخل السوق الشعبي بمهرجان ليوا للرطب حتى يأخذك الخيال إلى حديقة مليئة بالأزهار الجميلة، فتفوح عليك روائح العود والمسك والياسمين والورد والزعفران، وبالفعل أنت في هذا كله، حيث تجد دكاكين العطور المنتشرة في السوق، وقد غصت بهواة العطور، والباحثين عن الروائح الأصلية والعطور التي يتم مزجها أمام ناظريك بما تحب من روائح زكية.

وتروي أم محمد، التي وجدت من بيع العطور والتجارة به باب رزق كريم لها ولأسرتها، حيث تستعرض في دكانتها بالسوق أنواعاً عديدة من العطور العربية مثل المسك الأبيض والعود والعنبر والصندل وغيرها من الأنواع العربية الرائجة، إلى جانب الأنواع الأخرى أو ما يعرف بالعطور الفرنسية العطور، مشيرة إلى أن مهنة العطور قد توارثتها من والدتها التي كانت تجيد صناعة العطور في البيت، ومع الممارسة تعلمت المهنة وباتت تصنع تركيبات مختلفة للعطور، وإيجاد عطور مميزة ومنافسة في السوق.

وأكد أحمد سيف أن صناعة العطور تعتبر موهبة فطرية ومكتسبة في ذات الوقت، فهي تحتاج إلى إحساس كما هو الفنان الذي يرسم لوحة تشكيلية، مشيراً أنه يستعمل بعض الروائح الخليجية بشكل أساسي إلى جانب العربية والغربية، ويقوم بمزج خلطات خاصة ومميزة وتلقى إعجاب المستهلكين من هواة العطور، وقد يطلق عليها أسماءه الخاصة، بحيث من يقوم بشرائها اليوم يعود إليه في المرة الأخرى ليطلب العطر المميز الذي قام بشرائه سابقاً، وهناك هواة عطور يطلبون تركيبات معينة من العطور ويتم خلطها أمام ناظريهم.

سوسة النخيل

ويستعرض جناح مركز خدمات المزارعين بأبوظبي في مهرجان ليوا للرطب بمنطقة الظفرة، العديد من البرامج التي يقدمها للمزارعين في سبيل رفع التوعية في كافة مجالات الزراعة وخصوصا في مجال زراعة النخيل وحمايته من الآفات، حيث يقدم حلولاً عملية لتجنب سوسة النخيل الحمراء والحفارات، ويلخصها للزوار والمشاركين في خمس خطوات.

وتتمثل الخطوة الأولى بالصيانة الدورية للمصائد الفرمونية والضوئية، والثانية القيام بالكشف المستمر على النخيل من أجل حصر النخيل المصاب بسوسة النخيل الحمراء والحفارات وعلاجها في الوقت المناسب يحد من انتشار الإصابة ويقلل من فرص انتقالها للأشجار والمزارع المجاورة، والثالثة أن تتم عملية التكريب في الوقت المناسب بالطريقة الصحيحة للمحافظة على نظافة النخلة، حيث يساعد ذلك على الحد من الإصابة بالسوسة والحفارات.

أما الخطوة الرابعة فتتمثل بإزالة الفسائل الكثيفة من حول النخلة الأم وذلك بهدف تقليل الإصابة بسوسة النخيل الحمراء والحفارات، ويوصى كذلك بمعاملة الفسائل بأحد المبيدات الموصي بها قبل زراعتها، والخطوة الخامسة والأخيرة فتركز على إدارة الري وحوض النخلة بشكل جيد من خلال منع ملامسة الماء لجذع النخلة، وإزالة الأعشاب من حوض النخلة، حيث يساهم ذلك بالحد من الإصابة بالآفات.

ويقدم مركز خدمات المزارعين خدمات الإدارة المتكاملة لآفات النخيل، والمتمثلة برش أشجار النخيل، وحقن أشجار النخيل ضد سوسة النخيل الحمراء، وأقراص لمكافحة سوسة النخيل الحمراء «الفوستوكسين»، والمصائد الفرمونية، وإزالة وفرم أشجار النخيل المصابة أو الميتة.

ألواح خشبية

وعرض جناح تالة للألواح الخشبية في مهرجان ليوا للرطب بمنطقة الظفرة، تكنولوجيا مبتكرة لإعادة تدوير مخلفات شجر النخل وتحويلها إلى ألواح خشبية عالية الجودة، حيث إن قوة ألياف مخلفات النخل ووفرتها كانت الدافع الأول حول التوجه إلى صناعة هذا النوع من الألواح الخشبية، حيث انطلقت في مهمتها لبناء مصنعها وجمع موادها الخام من سعف النخل وسيقان الثمار (العذوق).

وبين الجناح أن الإمارات تتخلص سنويا من نحو 500 ألف طن من مخلفات النخل، وبذلك تكون هذه التكنولوجيا صديقة للبيئة، وتسهم في التخلص من مخلفات النخيل بصورة آمنة ومفيدة للمجتمع وداعمة للاقتصاد المحلي، ومن خلال تأمين مواد الخام محلياً وتصنيعها محلياً فإن ذلك يسهم في خلق اقتصاد نظيف لا ينتج عنه أي مخلفات أو تلوث يضر بالبيئة، حيث يتم الاعتماد في عمل الشركة على ثلاثة محاور جوهرية تتعلق بالاستدامة هي: الاقتصاد، والبيئة، والمجتمع.

وتقوم الشركة بجمع مخلفات النخل في الدولة وتدويرها وتحويلها إلى ألواح خشبية عالية الجودة مصنعة محلياً باستخدام أحدث التقنيات والمعدات، حيث تشير دراسات سابقة أن الإمارات العربية المتحدة استوردت في عام 2015 نحو مليون و250 مترا مكعبا من الألواح الخشبية بتكلفة إجمالية بلغت ملياراً و600 ألف درهم إماراتي.

وفي المقابل، تبلغ طاقة «تالة» الإنتاجية 75 ألف متر مكعب من الألواح الخشبية سنوياً، ومن المتوقع أن تستوعب الطاقة الإنتاجية للمصنع 10% من مخلفات النخل في الدولة، وتعتمد الشركة على أرقى المعايير في عملها لتسهم في تخفيض واردات الدولة من الألواح الخشبية.

وتسعى «تالة للألواح الخشبية» في إطار مشاركاتها بمهرجان ليوا للرّطب إلى نشر الوعي بين الجهات ذات الاهتمام بالنخل وتعريفها بأهمية تدوير مخلفات النخل في الحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد، حيث تمتاز ألياف مخلفات النخل (السعف وسيقان الثمار «العذوق») بقوتها ومتانتها؛ فإذا أُحسن استغلال هذه المخلفات كانت لها فوائد كبيرة على المنتج المصنع، وإلا شكّلت عبئاً بيئياً على البلاد. وعادةً ما تُرسل مخلفات النخل إلى مكبات القمامة أو تُخلط بعد جفافها مع غيرها من العناصر لتصنيع سماد إذ يستغرق الكثير من الوقت والجهد حتى تتحلل مكوناته عضوياً.

كما أنه في بعض الأحيان تُحرق هذه المخلفات على الرغم من أن هذا النوع من الممارسات غير قانوني ويُعرض من يقوم به للمخالفة في دولة الإمارات. ولا ينطوي الحرق على مخالفة قانونية فحسب، بل يمثل خطراً داهماً على البيئة ويضرّ بالصحة العامة ويهدد سلامة الأنشطة الزراعية كما يعتبر خسارة مؤسفة لهذه الألياف القوية والتي يمكن استغلالها واستثمارها على نحو أفضل.

Email