مواطنة تجمع أمّاً بابنتها بعد 37 عاماً تحت مظلة شركتها الخيرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يصبح فعل الخير عادة في يوميات الإنسان، وحين يجعل الإنسان مساحة لعطاءاته سبيلاً لإسعاد من حوله ولو على حسابه وحساب أبنائه، فاعلم أن العطاء هنا يتخذ أفضل تجلِّياته الإنسانية كنموذج لعمل الخير الذي لا يعترف بالمعوقات ولا العقبات.. ذلك هو ديدن المواطنة أسماء صالح النعيمي من إمارة رأس الخيمة، التي صنعت بصمة جديدة في مجال رعاية الأيتام والأرامل، بتخصيصها أرباح مشروعها المرحبانية لخدمات الضيافة للأعمال الخيرية، كتجربة جديدة جعلت منها نموذجاً يحتذى به بين الأصدقاء والجيران الذين استحسنوا فكرة المشروع والقيام بدورهم المجتمعي بجانب المؤسسات والجمعيات الخيرية في الدولة لتقديم الدعم والرعاية للفئات المتعففة عبر إسهاماتهم في هذا المجال.

وأوضحت النعيمي، أن فكرة مشروع المرحبانية لخدمات الضيافة للأعمال الخيرية، ازدادت تألقاً مع إطلاق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، 2017 عاماً للخير، وحض الجميع على التكافل الاجتماعي والتعاون لخدمة المجتمع، فانبثقت فكرة المبادرة الجديدة بأن تعود أرباح المشروع إلى الأعمال الخيرية ودعم الأرامل والأيتام، ليكون ذلك وقفاً نافعاً لي ولأسرتي وللمجتمع كما تقول أسماء، مشيرة إلى أن الأعمال الخيرية والإنسانية مستمدة مجتمعياً من ديننا الحنيف، ومن توجيهات قيادة الدولة، وهي تعبيراً عن واقع الخير الذي ننعم فيه.

وتروي النعيمي إحدى القصص الإنسانية التي صادفتها أثناء تقديم المساعدة في خدمات الضيافة الخيرية، إذ أنه في عام 2012 بادرت بتنظيم حفلة خاصة لصديقتها المواطنة التي التقت والدتها المصرية بعد فراق امتد 37 عاماً، حيث تكفلت النعيمي بمهمة البحث عن والدة صديقتها المواطنة.

وتتحدث النعيمي عن قصة البحث عن والدة صديقتها المواطنة لتكتمل فرحتها بلم شملها مع أمها، وتقول: تعرفت إلى صديقتي حين أصبح ابنها صديق ابني وكانت تقضي معظم أوقاتها معنا، وأخبرتنا بقصتها في البحث عن أمها من الجنسية المصرية، والتي انفصلت عن والدها بعد ولادتها، فانحرمت منها رغم محاولات البحث عنها والتي باءت جميعها بالفشل، وظل كل ما لدى صديقتي اسم والدتها الأول والثاني.

هنا استعانت النعيمي بصديقة أخرى من معارف الأب، للمساعدة في الوصول إلى اسم المنطقة التي أتت منها الأم من مدينة محددة في مصر، حيث تحملت تكاليف سفر لشخص من الجنسية المصرية مقيم هنا في الإمارات في مهمة البحث عن الأم، لكنه للأسف لم يجدها وكلف أخاه الذي كلف هو الآخر صديقه، وخلال عدة أسابيع كان الباحث يقضي إجازته في السؤال عن تلك الوالدة إلى أن توصل إليها، فأخبرته الأم بقصتها الكاملة، وأنها لا تعرف شيئاً عن ابنتها البكر وتريد أن تشاهدها ولو لمرة في عمرها، وتم التأكد من أنها الأم فعلاً بعد مطابقة البيانات التي كانت تحملها الأوراق الرسمية، ثم بدأت أسماء النعيمي بالتواصل معها عبر الهاتف للتأكد من شخصيتها حسب المعلومات التي وصلتها والصور التي تمتلكها.

وبالفعل بدأت إجراءات استقدامها لدولة الإمارات، وبذلك استطاعت النعيمي تنظيم حفل لقاء الأم وابنتها وسط دموع الفرح التي عمت الأجواء.

Email