«العضلات المفتولة» أفقدته الوظيفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في صالات كثيرة لبناء الأجسام، تجد شباباً في مقتبل العمر يصارعون الزمن للحصول على جسم مفتول العضلات، حتى وإن كلفهم ذلك صحتهم، إذ يلجأ البعض إلى تناول حبوب مشبوهة وجل اهتمامهم تضخيم العضلات في وقت قياسي ضاربين بنصائح الأطباء وتحذيراتهم عرض الحائط، فالمظهر أهم من الصحة والوظيفة! وذلك واقع مؤلم.

فهد خليجي يبلغ من العمر 24 عاماً، شاب من أولئك الشباب الحالمين بجسد مفتول العضلات، تخيل لحياته المستقبلية كل التفاصيل، كما يحب ويأمل، شيء واحد عكر حلمه، فكلما تخيل بدلة زفافه، استيقظ على واقع أنه لن يكون العريس الذي تحلم به كل الفتيات، فقد كان جسده نحيلاً، ولا شك أن بدلته لن تكون جميلة كما يتمنى.

بعد التحاقه بالعمل في إحدى الشركات الخاصة، تعرف إلى أحمد زميل له في العمل، الذي يمتلك جسداً رياضياً لافتاً للأنظار، يحظى باهتمام وإعجاب جميع العاملين معه في العمل، ومع مرور الوقت، توطدت العلاقة بين الشابين، وفي أحد الأيام، طلب فهد من صديقة أن يدله على الوصفة السحرية التي مكنته من امتلك هذا الجسد، فأخذه إلى المدعو عصام صاحب أحد المراكز الرياضية (GYM).

كان الوقت من وجهة نظر فهد لا يكفي لعمل رياضة أو تناول أطعمة لاكتساب الوزن، كما أنه يريد الحصول على الجسد المثالي قبل بداية إجازته السنوية وسفره إلى خارج الدولة، ولذلك طلب من صاحب الصالة الرياضية إعطاءه بعض العقاقير والمكملات الغذائية التي تسهم في عملية تضخيم العضلات من دون الحرص والتأكد منه على صحة المواد المباعة، ومدى مطابقتها للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة على المحال والأندية الرياضية. وبالفعل، بدأ المدرب في حقن فهد بالعقاقير والأدوية المنشطة والمحفزة للعضلات، ومع مرور الوقت، طرأت تغيرات على حجم عضلات فهد، وتحسن لافت في هيئته الخارجة، الأمر الذي كان حافزاً له للمطالبة بالمزيد من تلك العقاقير، التي كان عصام حريصاً على توفيرها لزبائنه نظير مبلغ مالي.

وفي أحد الأيام، وأثناء ما كان فهد موجوداً في الصالة الرياضية للقيام ببعض التمارين الرياضية، شعر فجأة بإجهاد وتعب كبيرين، ما أدى إلى سقوطه على أرض الصالة ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وبإجراء الفحوصات الطبية، تبين أن فهد يعاني من آثار سلبية ناتجة عن استخدام عقاقير محظورة، أدت إلى إصابته بارتفاع ضغط الدم، واختلال نسبة السكر في الدم، والإصابة بهشاشة العظام، وضمور البروستاتا، فضلاً عن تراكم الشحوم على الكبد، وزيادة إمكانية التمزق العضلي، مع احتمال الإصابة بالالتهابات الجرثومية لانخفاض المناعة، الأمر الذي أقعده حبيس سرير العلاج وفقدان عمله.

تحقيقات

وبينت التحقيقات أن المتهم (عصام) صاحب الصالة الرياضية، اتبع أساليب كثيرة لخداع الشباب الراغب في الحصول على جسد رياضي وبنية جسمية لافتة للأنظار، عبر تشجيعهم على تناول المكملات الغذائية الرياضية، والتي شاع انتشارها بين الرياضيين، بهدف الحصول على نتيجة سريعة وفعالة، تحقق لهم الشكل الذي يحلمون به.

وبفحص عينة من العقاقير والمكملات الغذائية المضبوطة بالصالة الرياضية، تبين أنها محظورة، ولا تحمل ترخيصاً باستخدامها في الدولة، ولا تتوافق مع معايير السلامة، حيث تشكل خطراً مدمراً على صحة مستخدميها. وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم لا يتمتع بالخبرة الكافية التي تؤهله لوصفها، كما أن المعلومات التي كان يروج بها هذه المنتجات، معلومات خاطئة، بعيدة عن سلامة الرياضي. وبناء على ذلك، تم إحالته إلى محكمة أبوظبي، والتي أدانته بما نسب إليه، وأصدرت حكماً بسجن المتهم عصام لمدة 3 سنوات، وبتغريمه مبلغ 300 ألف درهم، وبإغلاق المحل الرياضي، ومصادرة وإتلاف المستحضرات والعقاقير المضبوطة.

Email