قراءة خاطفة تستجيب لنداء محمد بن راشد

قصيدة «إجرام» صرخة حق

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بعنوان «إجرام»، التي نشرها أمس في موقع «إنستغرام»، هي صرخة أطلقها من أعماق قلبه ضد الجريمة الدنيئة التي كان هدفها قتل وإصابة أكبر عدد ممكن من الأبرياء، وهم في أقصى درجات الخشوع لله في آخر ليلة من ليالي رمضان (ولعلها كانت ليلة القدر)، وهم في أطهر بقعة على وجه الأرض.ويقارن الشيخ الشاعر في قصيدته حال العرب في حماية الحجاج حتى في زمن الجاهلية مع هؤلاء الوحوش الآدمية، فهم في هذا إذاً أجهل من أبي جهل وأمثاله.

يقول الشيخ الشاعر:

فـي أيْ شـرعْ يـجوزْ هـذا يا ظَلاَّمْ

                               واللهْ حــمـىَ بـيـتـهْ وعــظَّـمْ أمـــورَه

عادت إلى الذاكرة محاولة أبرهة الأشرم (وهو ليس عربياً وليس مسلماً) العدوان على الكعبة – أي العدوان على الحجر وليس البشر – فخاب وأصبح جيشه كالعصف المأكول بفعل الطير الأبابيل التي أرسلها المولى لحماية بيته المعظم، أما الأفيال فقد رفضت المشاركة في الجريمة، وكان ذلك قبل الإسلام. المقارنات لا تنتهي بين جريمة الماضي القديم الماضي القديم وجريمة وحوش ليلة 29 رمضان الجاري الذين يدعون الإسلام، وهي ربما ليلة القدر التي تتنزل فيها الملائكة، والتي هي سلام حتى مطلع الفجر. يقول فيهم الشاعر الفارس:

إيرَوِّعونْ اللِّي إلبسوا ثيابْ الإحرامْ

                                 عـــمَّــارْ دارٍ بــالـصَّـلاهْ إمْــعَـمـورَهْ

بـلـيَّا حـيـا أَوْ خــوفْ تـدميرهمْ دامْ

                                 لينْ إوصلوا في الشَّرْ لأكبَرْ خطورَهْ

وعادت الذاكرة إلى القرامطة المجرمين الباطنيين الذين انتزعوا الحجر الأسود واستولوا عليه نحو 22 سنة، ولكنهم انتهوا إلى لا شيء بعد فترة فساد سوداء في تاريخنا، كما يتوقع المرء لهذه العصابات الإرهابية أن تنتهي طال الزمان أو قصر، فهؤلاء يدمرون الحجر ويذبحون البشر، وليس لهم فكر سوى العنف والتدمير والتخريب يقول الشاعر:

مَـرْ الـزِّمانْ وجـوْ لـنا أهـلْ الأوهـامْ

                                إمـامـهمْ إبـلـيسْ هُــمْ طــوُعْ شـورَهْ

إبليس لا يستطيع سوى الوسوسة، أما جنود إبليس من البشر فهم الذين يفجِّرون ويفجُرون ويعيثون في الأرض فساداً، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. وتحية للشيخ الشاعر الفارس والقائد الهمام حفظه الله ورعاه.

Email