350 ألف درهم تساعد أسماء على المشي من جديد
من أصعب اللحظات التي يعيشها الإنسان تلك التي يرى فيها المرض ينهش جسمه وهو غير قادر أن يحرك ساكناً، ولا يكون أمامه سوى الصبر على نوبات الألم التي تتجدد بين الحين والآخر والتشبث بالأمل حتى يجد لها مخرجاً ينهي قلة الحيلة التي يشعرها. ذلك ما ينطبق على حالة أسماء المدني التي داهمتها آلام في ركبتها اليمنى قبل 10 سنوات ثم انتقلت لرجلها اليسرى وهي صابر محتسبة تتجرع الألم مما ألم بها من جهة ومن عجزها عن توفير تكلفة العلاج الباهظة التي يحتاج توفيرها سنوات طويلة جهة أخرى.
تقول أسماء: بدأت قصتي مع آلام الركبة منذ حوالي 10 سنوات عندما شعرت بآلام في مفصل الركبة اليمنى ثم تضاعفت تلك الآلام تدريجياً وانتقلت بعد ذلك لمفصل الركبة اليسرى، وبعد التشخيص من قبل المختصين في بلدي الأم اتضح أن هناك تمزق وإجهاد في مفاصل الركب والعلاج الوحيد هو تغيير المفاصل، وبطبيعة الحال مثل هذا النوع من العمليات الجراحية يكون ذا كلفة مرتفعة ولم نكن قادرين على تحملها، وكان السبيل الوحيد تأجيلها حتى يفرج الله كربتنا.
كانت الآلام تتضاعف يوماً بعد آخر، وبدأت تعيقني عن القيام بأعمالي المنزلية، وفي غضون سنوات قليلة تطورت الحالة وأصبحت معاناتي في الحركة مع أبسط جهد أقوم به في التنقل والمشي، وأصبحت أطلب المساعدة ممن حولي وانعكست ظروفي الصحية على الحالة النفسية لعائلتي التي كنت حريصة على توفير متطلباتها المنزلية في الأكل وغيره من الواجبات.
فقدت الأمل في الحصول على علاج في موطني نظراً لتكلفته المرتفعة والأوضاع السياسية التي يشهدها، ولكن سرعان ما تغيرت الأحوال، حيث حظيت بفرصة لزيارة الإمارات بلد الخير والعطاء على كفالة ابني الذي يعمل فيها، وفي هذه الفترة تحديداً لم يكن باستطاعتي المشي بشكل طبيعي، ولكن نظراً لما سمعته عن مساعدة المحتاجين في دولة العطاء دبّ فيّ الأمل، وبدأت مشوار البحث عمن ينهي معاناتي التي بلغت عامها العاشر.
خلال مرحلة البحث وجدت إعلاناً في وسائل التواصل الاجتماعي عن مؤسسة الجليلة ودورها في مساعدة الحالات المعسرة، فبادرت بالاتصال بهم، وحصلت على ترحيب مبشر من قبلهم، وبعد عرض حالتي عليهم وجهوني إلى عمل الفحوص بأحد المراكز المتخصصة في أمراض المفاصل والعظام، وأظهرت نتائج الفحوص أن مفاصل الركبتين في حالة سيئة جداً وبحاجة إلى تغيرها، وكانت تكلفتها حوالي 350 ألف درهم.
صعقت عندما سمعت تكلفة الجراحة وشعرت بالإحباط لأنه لن يساعدني أحد بهذا المبلغ، ولكن سرعان تهللت أساريري عندما أدركت أن مؤسسة الجليلة هي من تتكفل بمصاريف علاجي دون مقابل، وبعد عدة زيارات للمركز الطبي أنهيت العملية في الركبة اليسرى، وبعد 6 أشهر تواصلت معي مؤسسة الجليلة تخطرني بموعد تبديل الركبة اليمنى التي أجريتها بنجاح أيضاً، وأصبح الآن بإمكاني المشي بشكل أفضل وتحسنت حالتي النفسية وأصبحت أعيش بسعادة تغمرني بعد التخلص من الآلام التي كانت ترافقني طيلة السنوات الماضية.
مؤسسة الجليلة
مؤسسة الجليلة هي مؤسسة عالمية غير ربحية تكرس جهودها للارتقاء بحياة الأفراد من خلال التعليم والأبحاث الطبية، ويعتبر برنامج «عاون» أحد برامج المؤسسة التي تعنى بتقديم الدعم الطبي للمرضى المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة والعاجزين عن تحمل تكاليف علاجهم والتي تتطلب علاجات تخصصية من شأنها إحداث تحول جذري في حياتهم وتمكينهم من استعادة صحتهم حتى يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.
