115 ألف درهم تنهي معاناة 27 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تتوقع «ع. ب» ابنة 27 ربيعاً أنها سوف تتخلص يوماً من تساؤلات الناس عن الأسباب التي أدت لفقدان ذراعها، ولم تتوقع أن تتلاشى النظرات السلبية التي تطاردها، وعلى الرغم مما كانت تعانيه لم تفكر يوماً في تركيب طرف صناعي لخوفها الشديد من فشل تأقلم العضو الجديد مع جسدها، وحينما سئمت من النظرات وأقنعها من حولها بالقيام بذلك واجهتها صعوبات في توفير المبالغ المالية الطائلة التي تحتاجها العملية، فصرفت النظر عن تلك الفكرة، فصارعت واقعها حتى لاح لها بريق أمل نحو تحقيق حلمها بدعم من مؤسسة الجليلة التي لم تتأخر عن إسعادها وإضفاء الفرحة على حياتها.

تقول «ع. ب»: بسبب حادثة تعرضت لها في الطفولة فقدت يدي اليسرى، مرت السنوات وأنا متأقلمة على الوضع، ولكن عندما دخلت المدرسة في المرحلة الأولى من عمري بدأت نظرات المدرسات والتساؤلات عن وضعي لماذا؟ وكيف؟ وهل تستطيعين؟ وأسئلة كثيرة كنت أسمعها ولكن لم أكن أُعير أي اهتمام للموضوع لأني كنت صغيرة، كبرت وأنا أسمع التساؤلات نفسها، فاقترحت عائلتي أن أركب طرفاً صناعياً ولكن كنت أرفض بسبب خوفي من فشل تأقلمي عليه، وكنت أبحث عن طرف طبيعي.

أجمع الأطباء أنه من الاستحالة أن يتم زراعة طرف طبيعي لأن نسبة نجاحهِ ضئيلة جداً، وأن الحل الوحيد هو زراعة طرف صناعي، وكنت أرفض بشدة حتى خصوصاً وأنه طرف غير متحرك فقط تجميلي، لذلك تحملت تساؤلات من حولي التي كانت في ازدياد وأكملت دراستي كأي إنسان طبيعي.

بعد إنهاء المرحلة الدراسية تضاعفت الأسئلة وبلغت حد الإزعاج ومن شدة الحالة النفسية التي كنت أعيشها أصرت عائلتي وأقنعتني بالذهاب للطبيب فقط للاستشارة لأن الطب تطور وهناك حل بالتأكيد.

توجهت للطبيب الأول وقال: ليس من اختصاصه تركيب أطراف وهناك مركز آخر متخصص بذلك، اضطرب شعوري في هذه اللحظة ولم أعرف هل أكمل أم أتراجع، ولكن إصرار عائلتي وأصدقائي بأنه الحل الأفضل دفعني للمواصلة.

ذهبت إلى المركز المتخصص وأوضحوا أن هناك حلاً واحداً وهو تركيب طرف متحرك يفتح ويغلق ولكن كانت التكاليف باهظة جداً لا أستطيع دفعها، انقلبت الفرحة إلى حزن بعد الأمل، بسبب عدم مقدرتي على دفع المبلغ، فنصحني أحد الأطباء بالتواصل مع مؤسسة الجليلة عن طريق البريد الإلكتروني وشرح حالتي بالتفصيل، فأسرعت بذلك، ولم تمض أيام حتى جاءني الرد بطلب بعض الأوراق والفحوصات التي تثبت حالتي، فأرسلت الأوراق المطلوبة وأنا بداخلي شعور أنه لن تتم الموافقة، ولكن تفاجأت بردهم بالموافقة على مساعدتي بدفع كامل التكاليف البالغة 115 ألف درهم لتركيب الطرف الصناعي المتحرك. بعد إتمام العملية تغيرت حياتي للأفضل وأصبحت أكثر إيجابيّة وطموحة.

مؤسسة الجليلة هي مؤسسة عالمية غير ربحية تكرس جهودها للارتقاء بحياة الأفراد من خلال التعليم والأبحاث الطبية، ويعتبر برنامج «عاون» أحد برامج المؤسسة والتي تعنى بتقديم الدعم الطبي للمرضى المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة والعاجزين عن تحمل تكاليف علاجهم والتي تتطلب علاجات تخصصية من شأنها إحداث تحول جذري في حياتهم وتمكينهم من استعادة صحتهم حتى يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع. وقد قدمت المؤسسة منذ انطلاقتها في العام 2013 دعماً بقيمة 24 مليون درهم لعلاج مرضى كانوا يعانون من تحديات صحية تهدد حياتهم.

 

Email