زيارة تاريخية لتوطيد العــــــــــلاقات وتعزيز الأمن دولياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنطوي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الولايات المتحدة الأميركية، على أهمية كبيرة، حيث إنها تأتي في وقت تواجه فيه المنطقة والعالم الكثير من التحدّيات المشتركة في مرحلة استثنائية تفترض التشاور مع القوى الدولية المؤثّرة والفاعلة في تكريس وتعزيز الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.

كما تأتي أهمية الزيارة قبل أيام قليلة من الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية، وهي أول زيارة خارجية للرئيس الأميركي الجديد، حيث تشمل سلسلة من الفعاليات السياسية واللقاءات في الرياض مع قيادات من دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية وإسلامية، ما يضفي على زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لواشنطن مزيداً من الأهمية، بالنظر إلى الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، والاحترام الذي تحظى به دولياً، وعلى أكثر من صعيد.

وتمثّل زيارة سموّه ولقاءاته مع المسؤولين الأميركيين، فرصة لتبادل الآراء حول التطورات في المنطقة، وبخاصة تلك القضايا التي ترتبط بالأمن والاستقرار، وفي مقدمها الحرب الدولية على الإرهاب، والتدخّلات الخارجية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وكذلك الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، والقضية الفلسطينية.

وما من شك أن الإدارات الأميركية المتعاقبة تنظر بتقدير واحترام إلى رؤية دولة الإمارات ووجهة نظرها إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة والتحدّيات الماثلة أمامها على شتى الصعد، الأمر الذي يجعلها شريكاً أساسياً واستراتيجياً في صياغة مستقبل المنطقة على أسس راسخة من الاستقرار والاحترام المتبادل وعلاقات حسن الجوار وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية، ما يتيح لشعوب المنطقة ظروفاً ملائمة للتنمية والازدهار وتحسين حياة سكانها، لذلك، وانطلاقاً من هذه الحقيقة الراسخة، قال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر، عشيّة الزيارة، إن الرئيس ترامب يعتبر الاجتماع مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «فرصة لتعزيز التعاون مع شريك أساسي في الشرق الأوسط، هذه الشراكة ليست سياسية فحسب، إنما هي شراكة في شتى المجالات».

كما تعكس هذه الزيارة قوة العلاقات ومتانتها ورسوخها بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وهي العلاقات التي باتت نموذجاً في العلاقات المؤسسية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وقد حققت هذه العلاقات على مدار العقود الماضية نقلات نوعية على كل المستويات، أبرزها ما يتعلّق بحجم التبادل التجاري ومستوى التشاور في المجال السياسي وملفات المنطقة، وفي هذه الزيارة أيضاً ثمّة فرصة لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها والانطلاق بها إلى آفاق أرحب ومجالات أوسع، إذ إن التعاون بين البلدين له جذور ضاربة تاريخياً في مجالات الصناعة، والاقتصاد والصحة، وفي المجالات العسكرية، وطالما أكدت دولة الإمارات حرصها على المحافظة على العلاقات الطيبة والمثمرة مع مختلف دول العالم في إطار نشر رسالة السلام التي تحملها الإمارات لكل شعوب الأرض.

وفي حين تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على الانفتاح على الولايات المتحدة الأميركية وتطوير العلاقات معها، كما غيرها من القوى الدولية، فإن واشنطن دائماً ما تبدي اهتماماً برأي الإمارات في التطورات والمستجدات التي تشهدها وتمر بها منطقة الشرق الأوسط.

 

Email