تعايش وتناغم

كلير جيفزس: الإمارات صحّحت تصوري للشخصية العربية والمسلمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تؤمن الأسترالية كلير جيفزس، أن التسامح والانفتاح على الثقافات، أسلوب متفرد للحياة في دولة الإمارات، عايشته بالكثير من الاندماج في هذا المجتمع النابض بالحياة والسعادة لأكثر من 9 سنوات، فقد منحتها تلك الأجواء، المزيد من الدعم والاستقرار النفسي والاجتماعي في عملها كمستشارة للموضة، حيث حجزت لنفسها مقعداً مميزاً ضمن منظومة العائلة الكبيرة مختلفة الأعراق.

وترى كلير أن المجتمع الإماراتي يمتلك طبيعة ثقافية متجانسة، ساهمت في إقامة مجتمع تكافلي، يغذي قيم التواصل المتفاعل وقبول الاختلاف، إلى جانب النظر بتقدير لطبيعة هذا الآخر المختلف من دون تمييز، وأن الاختلاف لا يكون على حساب وجود الآخر أو حياته.

وأوضحت كلير أن تلك المقومات، منحتها الشفافية والمعرفة المتكاملة التي ساهمت في تصحيح العديد معتقداتها السابقة التي تناولت الشخصية العربية والمسلمة بشيء من القصور وضيق الأفق، وتحولت بعد ذلك إلى النقيض تماماً، بفضل انغماسها الثقافي بحضارة الشرق والخليج، وهذا الأمر مكنها من قراءة الأحداث بعمق، وانضمت لصفوف الجاليات الأجنبية التي تشاركها تجربة العيش في العالم العربي، لتدافع عن قضاياه.

وترد الهجوم المزيف الهادف لقلب الحقائق وتشويه جماليات الدين الإسلامي، والأخلاق التي يتمتع بها المسلمون والعرب، من بعض الأشخاص في الغرب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا كله ينبع من واقع تجربتها الشخصية، التي حملت ذكريات غنية بالمشاهدات حول طبيعة العلاقات الإنسانية الزاخرة بالتسامح وحب العطاء للجميع، إلى جانب مد يد العون والمساعدة، فكما تعلمت في مجتمعها الجديد، أن الكلمة الطيبة هي صدقة، يؤديها الجميع بامتنان.

وتؤكد كلير أن الاعتناء بالتّراث الثقافي اللا مادي في دولة الإمارات، هو أكثر ما يثير اهتمامها، والتأكيد على أهميته كعنصر أساسي، إلى جانب انخراطه في المنظومة الحضارية العالميّة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ودافعاً إيجابياً للتفاعل والتبادل، لا عائقاً دونهما، في إطار الخصوصيات الثقافية والحضارية واحترامها، وفي ظل عالم تحوّل إلى قرية كونية، بفضل الثورة المعلوماتية والاتصالية، وأصبح ينحو نحو التجانس، وأن قيم التنوع الثقافي والتعددية لا تمثل ذريعة لاستبعاد الآخر، بل من الواجب استغلال ما تنتجه العولمة من فرص، وما تنطوي عليه من إمكانات، لمزيد دعم التعاون والتعايش بين الشعوب والتقارب بين الحضارات.

Email