شركة لأنظمة المراقبة تتجسس على خصوصيات زبائنها

مختصون أمنيّون يحذرون من اختراق كاميرات المنازل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، عن حادثة تجسس شركة معنية بتركيب أنظمة المراقبة على خصوصيات أحد زبائنها الذي استعان بها لوضع كاميرات في منزله، موجة كبيرة من السخط المقرون بالخوف مما وصلت إليه التقنيات من انتهاك لأدق الخصوصيات، لا سيما في ظل غياب الوعي الجماهيري بأساليب الاختراق والتجسس والتلصص، في وقت حذر مختصون أمنيون من أن كل الأجهزة المرتبطة بالإنترنت قابلة للاختراق، ومنها الكاميرات التي تباع في كل مكان، داعين إلى عدم تركيب الكاميرات في غرف النوم والاعتماد على التسجيل وتجنب ربط الكاميرات بالإنترنت.

وكما يقال فإنه «من مأمنه يؤتى الحَذِر»، فإن أحد الأشخاص بعد أن توجس خيفة من تصرفات الخادمة في منزله واحتمال عبثها في البيت في ظل غيابه هو وزوجته عن المنزل ساعات الدوام، لجأ إلى شركة لتركيب كاميرات المراقبة، وطلب منها توزيع الكاميرات بصورة احترافية، ووضع بعضها في غرفة نومه مع ربطها بالإنترنت، ليتسنى لهم مراقبة المنزل أثناء وجودهم في أماكن عملهم.

وبعد أسابيع، وفي إحدى الليالي، فوجئ صاحب المنزل بأن كاميرا غرفة النوم تصدر أصواتاً تدل على أنها تتحرك وكأن أحداً يوجهّها عن بعد، فلجأ من فوره إلى الجهات المختصة التي كشفت بعد التحقيق أن أحد العاملين في الشركة كان يراقب منذ أسابيع أدق خصوصيات الزوجين، عبر استخدام كلمة السر واسم المستخدم الذي لم يغيّره صاحب المنزل، بل اكتشفت السلطات فوق ذلك أن لدى الشركة تسجيلات للعديد من الأسر في واقعة مؤلمة.

تحذير

وتعقيباً على ذلك، أكد المهندس عارف الجناحي، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة تنظيم الصناعة الأمنية «سيرا»، أن كل الأجهزة المرتبطة بالإنترنت قابلة للاختراق، ومنها الكاميرات التي تباع في كل مكان، داعياً إلى عدم تركيب الكاميرات في غرف النوم والاعتماد على التسجيل وتجنب ربط الكاميرات بالإنترنت.

ولافتاً إلى وجود ثغرة أمنية في نظام أجهزة المراقبة الشخصية «سي.سي.تي.في» التي تتيح للغرباء أو الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال اختراق الأجهزة المستخدمة في البيوت والمدارس والشركات، عبر اسم المستخدم والرقم السري المثبتين من مصدر التصنيع في حال عدم تغييرهما من قبل مستخدميها فور البدء بتشغيلها.

وأنه يفضل تركيب تلك الكاميرات في الصالة وفي مكان ظاهر، خاصة في ظل تردد بعض الغرباء على المنزل، ويجب إعلامهم بوجود كاميرات أو تركيبها في مكان ظاهر، وعدم استغلال أي محتوى في الإساءة لأي شخص تجنباً للمساءلة القانونية.

اختراق

وكشف المهندس عارف لـ«البيان» أنه يمكن لأي شخص متخصص في الكمبيوتر أن يخترق الأنظمة الأمنية لتلك الكاميرات بسهولة طالما أنها مرتبطة بالإنترنت، داعياً إلى ضرورة إتقان تشغيل أجهزة التسجيل المرتبطة بتلك الكاميرات، خاصة أنها غير معقدة، وأنه يمكن الاعتماد على الكاميرات ذات الذاكرة القوية وعدم ربطها بالإنترنت، إذ يصعب على أي شخص الاطلاع لحظة بلحظة على ما يحدث في بيته أو مكتبه، وأنه في سبيل حماية البيت يجب أن يكون الجمهور أكثر وعياً.

ولفت المهندس عارف إلى أنه في حالة ثبوت اختراق أحد المحال أياً من الكاميرات يتم إنذار المحل وفرض غرامة 20 ألف درهم، إضافة إلى تحويل الشخص إلى الجهات المختصة في التعدي على خصوصيات الآخرين، واتخاذ الإجراءات اللازمة، مشيراً إلى أنه لم تسجل في دبي أي حالات اختراق من هذا النوع العام الماضي، إلا أنه يجب أن يكون الوعي المجتمعي مستبقاً أي احتمالية اختراق.

اختراق خارجي

ونوه المهندس عارف بأن عملية الاختراق تكون عادة من قبل بعض الأشخاص خارج الدولة، باستخدام محركات بحث مواقع مختلفة تستطيع الوصول إلى نظام «سي.سي.تي.في»، وتتيح جهات التصنيع لمحركات البحث فهرسة صفحات موقعها، وبالتالي تظهر ضمن نتائج البحث بتحديد الأماكن التي تعمل بها الكاميرات، والتي يشغلها أصحابها بواسطة اسم المستخدم وكلمة مرور ضبط المصنع.

ويسهّل ذلك عملية دخول المخترقين إليها بسهولة، وانتهاك خصوصية الحياة الشخصية لمستخدميها، من خلال اختراقها وتشغيلها من دون علمهم، والتقاط صور لضحاياهم في المنزل أو العمل وبثها عبر شبكة الإنترنت، والترويج لها على نطاق واسع بين مستخدمي الشبكة العنكبوتية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة في أرجاء العالم، بغية ابتزازهم أو تحقيق مطامع إجرامية.

ودعا الجناحي أفراد المجتمع إلى ضرورة التنبه، بإجراء تغيير اسم المستخدم وكلمة السر، واستبدال أخريين جديدين بهما، حاثاً الأفراد إلى ضرورة تعلم خطوات إنشاء اسم مستخدم ورقم سري جديدين يكونان متاحين للأشخاص المسموح لهم بعملية الاستخدام فقط، لتوفير حماية آمنة للكاميرات من الاختراق والحفاظ على الخصوصية الشخصية.

وذكر أن النظام مرتبط بهواتف المستخدمين الذين يجب عليهم التنبه لتغيير كلمة المستخدم والرمز السري لتجنب الاختراق، ناصحاً المواطنين والمقيمين بعدم اقتناء تلك الأجهزة من بعض المحال التي تتداولها بأسعار رخيصة، أو الاعتماد على عمالة غير ماهرة في تركيبها تجهل أهمية تغيير اسم الدخول وكلمة السر.

وشدد على ضرورة الحذر في التعامل واستخدام أجهزة نظام المراقبة بتغيير اسم الدخول والرمز السري، وتحديثهما بشكل دوري، باعتبارهما درع حماية من الاختراقات.

مخاطر أمنية

إلى ذلك، كشف الباحثون في أمن المعلومات عن ثغرات أمنية عدة في بعض أنظمة التحكم في كاميرات المنازل، وأن أبرز المخاطر الأمنية المترتبة على اتصال كاميرات المراقبة بشبكة الإنترنت لا يمكن التغافل عنها، وأنه في حالة المنازل يكون احتمال تعرض أنظمة التحكم للاختراق متوقعاً، وتتيح للمهاجمين اختراقها، وكذلك التحكم في أجهزة المنزل مثل أنظمة الإنذار، والأقفال، والتقاط الصور عبر الإنترنت.

واكتشف الخبراء غياب أي نوع من التوثيق أو تشفير البيانات التي يتم نقلها بين كاميرات وأجهزة المنزل الذكي من جهة وأجهزة التحكم عن بعد (الهواتف النقالة أو الإنترنت) من جهة أخرى، ويستطيع المخترقون بسهولة تحديد مكان كاميرات المراقبة المتصلة عبر الإنترنت، ومعرفة عنوانها (IP) على الشبكة، والمنطقة التي يقع فيها المنزل، والمدينة الرئيسة الأقرب إلى المنزل، كما تمكن الباحثون من ربط هذه المنازل على الإنترنت بموقعها الحقيقي، وبالتالي معرفة العنوان الجغرافي لها.

وقد أوصى خبراء الشركات المصنعة لهذه الأنظمة بضرورة تطوير هذه المنظومات بحيث تحقق المستوى الأمني المطلوب منها في ظل تزايد الهجمات الإلكترونية.

Email