والد الفقيد سيف العامري يتحدث لـ «البيان» عن آخر اتصال هاتفي بينهما

جثمان سيف العامري يصل إلى مطار أبوظبي اليوم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يصل جثمان الفقيد سيف ناصر مبارك العامري، 26 سنة، مساء اليوم، إلى مطار أبوظبي الدولي، وذلك بالتنسيق مع سفارة الدولة في واشنطن، كما ستقام صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الجمعة في مسجد الرواشد، على أن يوارى الثرى في مقابر بني ياس.

ولا تزال وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالتنسيق مع سفارة الدولة في واشنطن تتابع سير التحقيق في ملابسات الحادث الأليم الذي أدى إلى وفاة طالب الدراسات العليا، سيف ناصر العامري، في ولاية أوهايو الأميركية، مؤكدة أنه على ضوء هذه المتابعة سيتم إصدار بيان أشمل في وقت لاحق بعد أن تتضح التفاصيل من الجهات الرسمية حول هذا الحادث الأليم.

وقال ناصر العامري والد الفقيد إنه تلقى آخر اتصال هاتفي من ابنه سيف يوم الجمعة الماضي، أي قبل الحادث بيومين، وأخبره بأنه على ما يرام وأنه يستعد لدخول امتحان تمهيدي خلال أسبوع وبعد ذلك سيشد الرحال لقضاء إجازة رأس السنة مع الأسرة، وبكلمات اختلطت بالدموع أضاف «ولكن لم يمهله القدر ليأتي إلينا ونراه لآخر مرة».

أخلاق حميدة

وأضاف والد الفقيد: «إن ابني تربّى على الأخلاق والمبادئ وبشهادة الجيران وجميع من يعرفه فقد كان مثالاً للخلق الكريم والطيبة والبر بوالديه ويحب كل الناس ويساعد الجميع ولا يبخل على أحد». وقال: «كان رحمه الله متديناً وملتزماً لا يترك فرضاً أبداً حتى وهو في أميركا، كان يحرص على الصلاة في وقتها، وكان يعتز بعادات وتقاليد بلاده ويفخر بانتسابه إلى دولة الإمارات.. وكان رحمه الله يحمل قلباً كبيراً ولديه طموح كبير فسافر قبل ذلك إلى بنسلفانيا لمدة عام كامل لدراسة اللغة الإنجليزية تمهيداً لدراسته العليا في القانون».

وقال عم الفقيد إن المرحوم سيف كان يعمل في «أدنوك» التي وفرت له بعثة لدراسة الماجستير في القانون وبالفعل التحق بدورة لدراسة اللغة الإنجليزية ثم سافر إلى أوهايو لدراسة الماجستير، حيث كان من المفترض أن ينتهي من الدراسة في شهر مايو العام المقبل.

في خدمة الوطن

وتلقى الفقيد تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس الدولة الحكومية ثم التحق بمدرسة «حمزة» الثانوية في أبو ظبي ومن ثم أنهى دراسته الجامعية في جامعة الإمارات بكلية الشريعة والقانون.

وكان الفقيد يستعد بعد انتهاء دراسته في الولايات المتحدة الأميركية للالتحاق بالخدمة الوطنية، حيث اتفق مع أبناء عمومته للتقدم لأداء الخدمة الوطنية خلال النصف الثاني من عام 2017، حيث كان يعتبر خدمة الوطن شرفاً وعزة لكل شاب مواطن.

وللفقيد سيف العامري 4 إخوة «عبد الله، وأحمد، وخليفة، ومحمد»، وكان يحرص على تشجيعهم على التفوق في دراستهم وكان يحلم بأن يراهم متفوقين، ودائم السؤال عنهم وهو في الغربة.

وعبرت أسرة الفقيد عن تقديرهم وشكرهم لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي على اهتمام سموه بمتابعة التحقيق في ملابسات الحادث لحظة بلحظة، وكذلك أعضاء السفارة الإماراتية في واشنطن على تفاعلهم مع العائلة وتوفير كل السبل لتسفير جثمان الفقيد إلى أرض الوطن.

من جهة ثانية حظي وسم «#سيف_ناصر_في_ذمة_الله» على تويتر بمتابعة مكثفة من قبل المواطنين الذين عبروا عن أسفهم لوفاة الشاب المواطن في هذا الحادث الأليم، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه بالصبر والسلوان.

إصابة

وكانت «رويترز» نقلت أول من أمس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن سيف العامري توفي إثر إطلاق النار عليه، إذ أعلن مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة سميت أن سيف العامري وهو طالب في جامعة كيس ويسترن ريزيرف توفي متأثراً بإصابته بالرصاص في رأسه يوم الأحد أطلقه عليه رجل شرطة في أوهايو تيرنبايك في هدسون بولاية أوهايو، الواقعة على بعد 48 كيلومتراً جنوب شرقي كليفلاند، وإن وفاته اعتبرت قتلاً.

ولم يتم كشف النقاب عن هوية رجل الشرطة الذي أحيل إلى إجازة إدارية لحين انتهاء التحقيق. وقال متحدث باسم جامعة كيس ويسترن ريزيرف إن العامري كان طالباً فيها. وتولى مكتب التحقيقات الجنائية بالولاية فحص سيارة العامري بعد أن طلبت شرطة هدسون من الولاية تولي مسؤولية التحقيق في الحادث.

وقالت جيل ديل جريكو المتحدثة باسم المدعي العام في أوهايو «نبحث فيما حدث على وجه الدقة وما أدى إلى إطلاق النار ثم تسليم القضية بعد ذلك إلى المدعي». وكان محمد مير الرئيسي وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي أكد في بيان، أول من أمس، أن الوزارة بالتنسيق مع سفارة الدولة في واشنطن تتابع سير التحقيق في ملابسات الحادث المؤلم، الذي أدى إلى وفاة أحد مبتعثي الدولة في ولاية أوهايو الأميركية.

وقال إنه على ضوء هذه المتابعة ستصدر الوزارة بياناً أشمل في وقت لاحق بعد أن تتضح التفاصيل من الجهات الرسمية حول هذا الحادث الأليم.

Email