«التعاون الخليجـي» يرفـض ســـياســات إيـران التوسعية واحتضانها الجماعات الإرهابية

محمد بن راشد: قادة وشعوب المجلس أسرة واحدة والتحديات تزيدنا عزيمة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قصر الصخير بالعاصمة البحرينية المنامة أمس أعمال القمة الـ37 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بمواقف موحدة في كافة الملفات عبّر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي ترأس وفد الدولة إلى القمة بالقول إن دول الخليج في أقوى حالاتها ولا تزيدها الأيام إلا تقارباً وتعاضداً وأخوة، مشيداً بالتزام القادة بترسيخ المسيرة ووحدة الموقف والتنمية المشتركة.

وشدّد قادة المجلس الأعلى في «إعلان الصخير» والبيان الختامي على تحصين دول المجلس من الأخطار المحدقة بالمنطقة والمحاولات الرامية إلى المساس بسيادتها، كما وجه المجلس بالاستمرار في مواصلة الجهود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، مؤكداً دعمه حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، معرباً عن رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة واحتضان وإيواء الجماعات الإرهابية على أراضيها، داعياً طهران إلى عدم إشعال الفتن الطائفية والكف عن اتباع سياسات توسعية.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دول الخليج في أقوى حالاتها ولا تزيدها الأيام إلا تقارباً وتعاضداً وأخوة، مشيراً سموه إلى أن شعوب الخليج وقادة الخليج هم أسرة واحدة تزيدهم التحديات إصراراً وعزيمة مشيداً بالتزام القادة بترسيخ المسيرة ووحدة الموقف والتنمية المشتركة لجميع دول الخليج.

ودون سموه عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «اختتمنا بحمد الله قبل قليل قمة دول مجلس التعاون الخليجي بالمنامة.. التزام بترسيخ المسيرة، ووحدة الموقف، والتنمية المشتركة لجميع دول الخليج».

وأعرب سموه عن شكره لملك البحرين قائلاً: «شكرنا لملك البحرين الأخ حمد بن عيسى.. تنظيم متقن، وشعب مضياف، وبلد طيب.. وعقد القمة بالمنامة بهذه الروح القوية هو رسالة واضحة».

وأشار نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى أن «دول الخليج في أقوى حالاتها ولا تزيدها الأيام إلا تقارباً وتعاضداً وأخوة، وشعوب الخليج وقادة الخليج هم أسرة واحدة تزيدهم التحديات إصراراً وعزيمة».

ختام القمة

في الأثناء، شدّد قادة المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام أعمال القمة الـ37 للمجلس الأعلى في المنامة التي ترأس وفد الدولة فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تحصين دول المجلس من الأخطار المحدقة بالمنطقة والمحاولات الرامية إلى المساس بسيادتها واستقلالها عبر التدخلات الخارجية المتكررة في شؤونها الداخلية.

وجاءت قرارات ورؤية قادة دول المجلس ضمن ورقتي «إعلان الصخير» والبيان الختامي حيث شدّد القادة على ضرورة العمل لتحقيق المزيد من التكامل والتعاون المشترك لتطوير المنظومة الدفاعية والمنظومة الأمنية لمجلس التعاون، ليكون دورهما أكثر فاعلية وقدرة على ردع أي اعتداء أو مساس بسيادة دول المجلس. وعبّر المجلس عن ارتياحه وتقديره للخطوات التي تحققت لإنشاء القيادة العسكرية الموحدة، ووجه بأهمية الانتهاء من كافة الإجراءات المطلوبة لتفعيلها.

العمل الخليجي المشترك

واستعرض المجلس مستجدات العمل الخليجي المشترك، وتطورات القضايا السياسية إقليمياً ودولياً، واطلع على ما وصلت إليه المشاورات بشأن تنفيذ قرار المجلس الأعلى في دورته 36 حول مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وتوجيه المجلس الأعلى بالاستمرار في مواصلة الجهود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتكليفه المجلس الوزاري ورئيس الهيئة المتخصصة باستكمال اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، ورفع ما يتم التوصل إليه إلى المجلس الأعلى في دورته المقبلة.

وأشاد المجلس الأعلى بتوقيع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين، مؤكداً أن إنشاء هذا المجلس يعد رافداً من روافد العمل المشترك بين الدول الأعضاء، ويعزز مسيرته لما فيه مصلحة بلدانها وشعوبها.

الجزر المحتلة

وجدد المجلس الأعلى التأكيد على مواقفه الثابتة التي شددت عليها كـافة البيـانات السابقة، الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، مؤكداً دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أراضي الإمارات العربية المتحدة.

واعتبر أن أية قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تُجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، داعياً إيران للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

العلاقات مع إيران

وأعرب المجلس الأعلى عن رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة، وطالب بالالتزام التام بالأسس والمبادئ والمرتكزات الأساسية المبنية على مبدأ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، معرباً عن رفضه محاولة إيران بث الفرقة وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطني دول المجلس.

وأكد المجلس الأعلى ضرورة أن تغير إيران من سياستها في المنطقة، وذلك بالالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية وعدم احتضان وإيواء الجماعات الإرهابية على أراضيها، بما فيها ميليشيات حزب الله ودعم المليشيات الإرهابية في المنطقة، وعدم إشعال الفتن الطائفية فيها، لافتاً إلى ما تضمنته الرسالة التي وجهتها الإمارات العربية المتحدة إلى رئيس الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الموقعة من عشر دول عربية، رداً على الادعاءات الباطلة والافتراءات المزيفة التي تقدم بها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، وعبرت الرسالة عن القلق إزاء استمرار إيران في اتباع سياسات توسعية، وتدخلها الدائم في الشؤون الداخلية للدول العربية.

تسييس الحج

كما استنكر المجلس محاولات إيران الهادفة إلى تسييس فريضة الحج والاتجار بها، معرباً عن استنكاره وإدانته لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لدول المنطقة، ومن ضمنها مملكة البحرين، وذلك من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية.

مكافحة الإرهاب

وفي محور محاربة الإرهاب، أكد المجلس الأعلى على مواقف دول مجلس التعاون الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف، والعمل على تجفيف مصادر تمويله، والتزامها المطلق بمحاربة الفكر المتطرف الذي تقوم عليه الجماعات الإرهابية وتتغذى منه، بهدف تشويه الدين الإسلامي الحنيف. وأدان بشدة حوادث التفجيرات الانتحارية التي وقعت في المملكة العربية السعودية في شهر رمضان المبارك، بالقرب من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ومحافظة القطيف ومدينة جدة، مجدداً استمرار الدول الأعضاء بمحاربة ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي بكافة الوسائل، والالتزام بالمشاركة في التحالف الدولي لمحاربته.

وأشاد المجلس الأعلى بجهود الأجهزة الأمنية بمملكة البحرين التي تمكنت من إحباط المخططات الإرهابية وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ المخططات والمدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي.

كما أكد مجدداً على قرار دول المجلس باعتبار مليشيات حزب الله بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة إرهابية.

Email