سلطان بن زايد: الاتحاد السبيل إلى نيل العزة وتحقيق الريادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، أن الاتحاد السبيل الوحيد إلى نيل العزة وبلوغ المكانة التي نستحقها والوصول إلى الغاية التي نريدها، ولا سبيل لنا سواه لبلوغ كل ذلك، وإنه حائط الصد المنيع لكل ما يراد لأمتنا من شر وما يحاك لها من سوء.

وأضاف سموه، في كلمة وجهها عبر مجلة «درع الوطن» بمناسبة اليوم الوطني الـ45 للدولة، أن الذكرى الـ45 لقيام اتحاد الدولة ترسّخ في نفوسنا قيمة الاتحاد والدفاع عنه والتضحية لأجله، وتعمّق الإحساس بإنجاز الآباء المؤسسين وضرورة البناء عليه، وإضافة الكثير من الإنجازات التي يطمح إليها شعبنا العظيم.

وفيما يلي نص كلمة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة: «في مناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لقيام اتحاد إماراتنا العربية المتحدة، نتشرف بأن نزجي خالص التهاني والتبريكات وأطيب الأماني والتحيات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى مقام إخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الأمارات، وأصحاب السمو أولياء العهود، حفظهم الله، وإلى شعب وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، سائلين الله عز وجل أن يعيد هذا اليوم وأمثاله من دون حصر علينا جميعاً بكل العزة والرفعة والخير.

قيمة

ونؤكد أن هذه الذكرى العطرة تقودنا أولاً من دون شك إلى إدراك قيمة وأهمية وعظمة ما أقدم عليه الآباء المؤسسون، رحمهم الله، وقيمة وأهمية وعظمة ما استمسك به وما حافظ عليه من بعدهم أسلافهم، حفظهم الله، ونعني هذا الحدث الفريد الذي توّج في الثاني من ديسمبر عام 1971 بإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقودنا ثانياً إلى مزيد من الفخر بما وصلنا إليه في ظل هذا الاتحاد المبارك، وتدعونا إلى مزيد من التمسك به والمزيد من الحفاظ عليه.

كما تقودنا هذه الذكرى المجيدة ثالثاً إلى استحضار دروس التاريخ وعبره والتدبر في نواميس الكون وقوانينه، وكلها تشهد بأن الاتحاد قوة، وأن الفرقة ضعف وهوان، وأن من يهن يسهل الهوان عليه. ومن جهة أخرى، فإن ديننا الحنيف يدعونا إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً وإلى عدم الفرقة، ويأمرنا ربنا عز وجل بعدم الخلاف، فيقول سبحانه وتعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» صدق الله العظيم.

وفي ذكرى هذا اليوم المجيد، نجتمع لنضع نجمة جديدة من نجوم الشرف على صدر هذا الوطن الغالي، لتأخذ مكانها جنباً إلى جنب النجوم المضيئة التي قدمت أرواحها بكل رضاء وكل إيمان، دفاعاً عن ترابه، وذوداً عن حياضه، وهنا لا بد من وقفة نحيي فيها أرواح شهداءنا الأبرار الذين قضوا دفاعاً عن هذا الاتحاد الغالي، ولم يترددوا لحظة في تلبية ندائه، ففازوا بالشهادة ومن بعدها جنات النعيم بإذن ربهم، كما نترحم عليهم، ونجدد الفخر بهم، ونحيي آباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأولادهم، ونقول لهم: نحن جميعاً نثمن ما قدّم أبناؤكم، ونحفظ لهم ولكم هذا الصنيع العالي القيمة الغالي الثمن.

وسنة من بعد سنة تمر من عمر هذا الاتحاد، تثبت لنا الحادثات أن الاتحاد سبيلنا الوحيد إلى نيل العزة وبلوغ المكانة التي نستحقها، والوصول إلى الغاية التي نريدها، ولا سبيل لنا سواه لبلوغ كل ذلك، وأنه حائط الصد المنيع لكل ما يراد لأمتنا من شر وما يحاك لها من سوء، وكل احتفاء لنا بهذه الذكرى يدعونا إلى مزيد من اليقظة، والانتباه إلى كل من يحاول شق الصف، أو استدراجنا إلى مهاترات تستنفد قوتنا، وتفرق شملنا، وتبعدنا عن تحقيق أهدافنا في الحياة الحرة الكريمة.

ثقة

وهكذا تأتي الذكرى الخامسة والأربعون لقيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة كسابقاتها ولاحقاتها من الذكريات، لتزرع داخلنا المزيد من الثقة بأنفسنا وقياداتنا، وتزيد من تمسكنا بكل ما يقوي الاتحاد ويزيده صلابة في مواجهة الظروف والمتغيرات التي يشهدها العالم من حولنا، كما تأتي الذكرى نفسها لترسخ فينا قيمة الاتحاد وقيمة الدفاع عنه والتضحية لأجله، وتعمق فينا الإحساس بإنجاز آبائنا المؤسسين وضرورة البناء عليه، وإضافة الكثير من الإنجازات التي يطمح إليها شعبنا العظيم.

Email