آخرها "مياه ممُغنطة" تخرجها برادات تعمل بالطاقة الشمسية

موظف في شرطة دبي يسجل 16 براءة اختراع في 35 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

 

استطاع الملازم أول حسن عيسى عبدالله البلوشي رئيس قسم التنسيق والمتابعة في الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي، والأب لـ 4 أبناء ، أن يسجل خلال مسيرة عمله البالغة 35 عاماً في شرطة دبي، 16 براءة اختراع في وزارة الاقتصاد.

الموظف البالغ من العمر 55 عاماً، لم يستثنِ هذا العام من التفكير في ابتكار يلامس الحياة الواقعية ويضع حلولاً للمشكلات التي تصادف المجتمع، فجاءته فكرة جديدة بعد تردد أخبار عن وفاة شاب أثناء محاولته شرب المياه الباردة من إحدى البرادات فوق أحد جبال رأس الخيمة، وذلك إثر ماس كهربائي في البراد الذي يسحب كمية كبيرة من الكهرباء من أجل استمرار عملية التبريد.

يقول البلوشي: برادات المياه تتواجد في مناطق نائية وهي في معظمها مصنوعة من مواد موصلة للتيار الكهربائي، وبالتالي فإن وصول الماس إلى جسم الإنسان سيكون بقدر قوتها المستخدمة في عملية التبريد ما يعرض حياته إلى الخطر، إضافة إلى أنها مكلفة مادياً.

وتابع: كانت بداية فكرتي في ضرورة حماية الأشخاص من تعرضهم إلى الصعق الكهربائي وخاصة كونهم في منطقة نائية ما قد يساهم في تأخر عملية إنقاذهم وتعرضهم إلى الخطر لذلك جاءتني فكرة استخدام الطاقة الشمسية بدلاً من الكهربائية طالما أن أشعة الشمس متوفرة لدينا طيلة العام، إضافة إلى أن لدي خبرة في استخدام الخلايا الشمسية.

وأضاف البلوشي: الطاقة الشمسية قوتها محدودة وبالتالي فإنها لن تؤدي إلى أذية الجسم في حال تعرض أحدهم لصعق بسبب خلل ما أو حدوث إتلاف.

مياه ممغنطة

استخدام الخلايا الشمسية لم يكن الفكرة الوحيدة التي توقف عندها البلوشي بل تعمق في آلية توفير المياه إلى البرادات، ورأى أن أفضل طريقة لتوفير مياه صحية يستطيع المستخدمون الحصول عليها والاستفادة منها هي "المياه الممغنطة".

زود البلوشي البراد بأقطاب مغناطيسية تعمل على تحويل المياه العادية القادمة من شركات المياه إلى "مُمغنطة"، ثم تنتقل إلى فلتر يستخرج كافة المواد الكيميائية الداخلة في تركيباتها من صوديوم وأملاح ومواد سلبية، ويعمل على عزلها قبل خروج المياه الصحية " المُمغنطة" من البراد.

يؤكد البلوشي أن الدراسات الطبية أثبتت أن المياه المُمغنطة نظيفة، ولها أثار صحية على الإنسان كعملية تسييل الدم في الجسم وبالتالي استخدمها كبديل للأدوية الخاصة بذلك، إضافة إلى أن لها فوائد خاصة بتهدئة القولون العصبي وغيرها من الأمراض.

"برنامج دبي للتميز"

فاز البلوشي في العام 2012 بجائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وكان لوقع الجائزة أثر إيجابي في مواصلة تحفيزه على التفكير في بابتكارات جديدة، يقول: جاء فوزي في البرنامج عن فكرة تشغيل غرفة العمليات في شرطة دبي بالطاقة الشمسية حيث زوّدت الغرفة بألواح كافية لتزويدها بالكهرباء حال انقطاعها من الجهة المزودة وبالتالي استمرار تقديم الخدمة إلى أفراد الجمهور.

وبين أن الفكرة جاءته أثناء تفقد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي لغرفة العمليات، حيث تساءل معاليه عن أفضل الحلول لاستمرار تدفق الطاقة الكهربائية إلى غرفة العمليات حال انقطاعها لضمان استمرارية تقديم الخدمات إلى أفراد الجمهور، مبيناً أن الفكرة جاءته وعرضها على القيادة العامة لشرطة دبي ولاقت ترحيباً كبيراً ونفذوها على أرض الواقع.

ابتكارات متنوعة

تمكن البلوشي خلال فترة عمله من المساهمة في ابتكارات واختراعات جديدة ساهمت في تطوير عمل شرطة دبي، منها الزورق الضوئي، وهو زورق يعمل بالطاقة الشمسية، وجهاز إنذار الحريق اللاسلكي، وهو جهاز يوّضع في المنزل في حال خروج أصحابه منه وفي حال اندلاع النيران يرسل رسالة نصية إلى المالك تفيد بوجود إنذار حريق.

كما تمكن البلوشي من ابتكار عصا ذكية خاصة بالمكفوفين، وجهاز لتفتيش هياكل السيارات و"جهاز الحارس الشخصي"، وهو جهاز يوّضع في المنزل ويرسل رسائل إلى مالكه في حال تسلل أحد الأشخاص إليه، إضافة إلى ابتكار اللوحة التحذيرية الأمنة، والشاحن الضوئي لأفراد الشرطة.

وابتكر البلوشي "مبخرة آمنة" تستخدم في المنزل وتتوقف عن العمل عند ملامستها من قبل الأطفال أو ضعها على سجاد بعد تزويدها بـ "سنسر " خاص، إضافة إلى عملة على إعادة تدوير إضاءة الـ" إل أي دي" بعد تلفها واستخدام مكوناتها في أجهزة لاسلكية.

يختم البلوشي أن السبب والدفاع الذي يحفزه إلى الابتكار والإبداع في عمله يعود إلى توفير القيادة العامة لشرطة دبي للبيئة المشجعة والحاضنة لمختلف الأفكار والاقتراحات التي يقدمها الأفراد بل والمساهمة والمساعدة من أجل تطبيقها على أرض الواقع.

Email