في مقابلة نشرتها «نيوزويك الشرق الأوسط»

هيا بنت الحسين: محمد بن راشد يشارك شخصياً في إدارة المهمات الإنسانية الطارئة

الأميرة هيا تحظى بإعجاب العالم لدورها الواسع في عمليات الإغاثة والعمل الخيري والإنساني | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عندما يبدأ العمل على أي مشروع فإنه لا يتوقف حتى ينجزه، وهو يشارك بشكل شخصي في إدارة المهمات الإنسانية الطارئة.

وقالت سموها في مقابلة موسعة مع مجلة «نيوزويك الشرق الأوسط»، والتي وصفت سموها بأنها أميرة في مهمة إنسانية تحظى بإعجاب العالم لدورها الواسع في عمليات الإغاثة والعمل الخيري والإنساني: «من دون دعم وخبرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لم نكن لنستطيع تقديم كل هذه المساعدات للمتضررين في العالم العربي وخارجه، بهذه السرعة والحجم».

وأشارت سموها إلى أن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يحمل الكثير من الطاقة الإيجابية وأبرز عناصر قوته تظهر عند التحديات، والمقياس عنده ليس ساعات العمل، لكن الإنجاز».

وقالت سموها: «لي الشرف أن أكون ضمن هذه الفرق الإنسانية وفخورة بدور الإمارات التي تبذل جهوداً كبيرة على مستوى العمل الإنساني العالمي».

وأضافت سموها أن صاحب السمو نائب رئيس الدولة، أسس المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في 2003، لتحويل الإمارة لمركز إنساني إقليمي ودولي رائد».

مساعدة الآخرين

وقالت سموها رداً على سؤال حول المبادرات الإنسانية واهتمامها بمساعدة الآخرين في بقاع الأرض البعيدة، «إنها تشعر بالسعادة عندما تقدم المساعدات لمن يحتاجونها»، مضيفة: «لايزال هناك الكثير يمكن فعله في العالم، وإن 800 ألف جائع في العالم الآن وهناك الملايين من المشردين».

وقالت المجلة، إن تلك المقابلة كشفت عن القلب الطيب والطبيعة العطوفة لسمو الأميرة هيا بنت الحسين. وإن الصور الحزينة التي تراها كثيراً في رحلاتها أثناء تقديم المساعدات الإنسانية لم تؤثر في هذه الطبيعة، مضيفة: «رغم أن الأميرة تعتز بتقاليدها العربية الأردنية، فإنها لا تميز بين أحد وآخر في العمل الإنساني، ولا تنحاز إلى أي ديانة أو جنسية، وهكذا أصبحت بالفعل أميرة الناس.. الجميع، في كل مكان».

وأضافت المجلة أن سمو الأميرة لفتت أنظار العالم والصحافة العالمية عندما قامت بمبادرة المهمة الإنسانية في هايتي، إحدى أفقر بلدان العالم، وبدأت سموها من روما في 14 أكتوبر، وصاحبت البعثة الجوية التي تحمل 90 طناً من المساعدات الإنسانية إلى شعب هايتي.

توزيع المعونات

وأشرفت سمو الأميرة بنفسها على توزيع المعونات التي قدمت في إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ونظمتها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي التي ترأسها سمو الأميرة.

وقالت سموها إنه بمجرد الوصول إلى هايتي واجهوا عاصفة عاتية، وبمجرد أن فتحت سمو الأميرة باب الطائرة، قابلتها الأمطار الغزيرة، حسب ما كتبته على أنستغرام، وتأكدت سمو الأميرة من شكر جميع من ساهموا في وصول بعثة المساعدات الإنسانية الإماراتية إلى هايتي، خاصة أعضاء بعثة حفظ السلام الأردنية.

وأعربت سموها عن اعتقادها بأن المبادرات الإنسانية هي الأكثر فائدة في العمليات الطارئة، مضيفة أنها تشعر بقيمة جهود بقية أعضاء الفريق، وهناك شعور عميق بالشرف لدى كل أعضاء الفريق، والذين ينتمون إلى البلد الذي يقدم المساعدات.

وقالت سمو الأميرة أذكر جميع الوجوه وجميع الأسماء، وأشكر الكرماء الذي يساعدونهم في صلواتي، هناك المزيد والكثير الذي يجب عمله من أجل أهالي هايتي، وهي بلد جميل ولديه إمكانات كبيرة برغم الكوارث الطبيعية مثل زلزال 2010 وانتشار الكوليرا الذي قتل الآلاف.

وأضافت أن منسق أعمال الأمم المتحدة في هايتي، قال لها إن أمواج البحر ارتفعت إلى 15 قدماً، وطمست كل شيء في المناطق الأربع التي تأثرت بالأمطار والعاصفة، وتأثر ملايين بهذه العاصفة وهم في حاجة إلى المساعدة.

وقالت المجلة: لقد تعلمت سمو الأميرة هيا بنت الحسين العمل الشاق من والدها المغفور له الملك الحسين بن طلال، وتعلمت أن تحترم الجميع، وأن خدمة الآخرين هي القضية الأسمى، كما ورثت عن والدتها المغفور لها الملكة علياء، الطبيعة الخيرة والعمل الإنساني، والتي ساعدت في بناء الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.

وأضافت المجلة أن طبيعتها السمحة تجعلها تتحدث إلى جميع الناس من جميع الفئات، وهي تستمع إلى قصصهم وتحملها في قلبها وذاكرتها كقوة دافعة للاستمرار في عملها الإنساني. وغالباً ما تنقل سمو الأميرة هذه القصص إلى المجتمع الدولي لجمع الدعم والتأييد.

ومن أكثر القصص المؤثرة التي روتها سموها، قصة طفل فلسطيني في قطاع غزة التقته عام 2014، وقد أصاب منزله صاروخ ولقي حتفه ببطء، وكان في الحادية عشرة من عمره.

تحديات

مع تزايد النزاعات في الشرق الأوسط، يحتاج مزيد من الناس إلى المساعدات وهناك مئات آلاف المفقودين في السنوات الأخيرة. وقالت سمو الأميرة هيا بنت الحسين، إن العاملين بالإغاثة في هيئة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي، يصفون الكابوس الذي يعيش فيه السوريون والعراقيون في مناطق الحرب، وهناك مشكلات في النقليات لتوصيل المساعدات إلى المناطق المنكوبة، وهناك خسائر حتمية في الأرواح والسلع أيضاً.

وقالت سمو الأميرة هيا، إن أكبر تحد هو عندما لا نستطيع الهبوط بالطائرة في البلد الذي يحتاج إلى المساعدات والإغاثة، سواء بسبب كارثة طبيعية أو بسبب الحروب. وأشارت إلى أن الإمارات في عام 2014 وجهت مساعدات إنسانية بقيمة 13 مليون درهم من دبي إلى غزة، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وقالت سموها، إنه من دون خبرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لم نكن نستطيع أن نخطط لتلك العملية اللوجستية، وأن تصل المساعدات إلى نحو 100 ألف شخص في أوضاع أمنية متدهورة في غزة.

 

دبي الحديثة 

تحدثت سمو الأميرة هيا، عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فقالت إن رؤيته وراء دبي الحديثة التي تحولت إلى مدينة كبرى عالمية، يعتبرها الكثيرون واحة الهدوء والسلام وسط منطقة تعج بالقلاقل، وإنه محب للخير ومساعدة الآخرين، ويدافع عن المساعدات الإنسانية بقوة، وأكدت أنها لا تخطو خطوة في عملها الإنساني دون إرشاد ونصح من سموه.

وقالت إن سموه يفهم حاجة الناس على الأرض، وهو يعطينا تعليمات واضحة وفعالة، مؤكدة أن سموه لا يفعل شيئاً من أجل التباهي، بل كل شيء من أجل الناس، وإن سموه يشارك بفاعلية في المساعدات الإنسانية، لأن أكثر ما يهتم به هو الإنسانية، وخلال عمليات الإغاثة نطلب مشورته ونصحه في التخطيط، ودائماً ما نتلقى تعليمات جديدة كل 1.5 ساعة.

وتصف سمو الأميرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، بأنه الصديق والملهم والمعلم، وأنه يحمل الكثير من الطاقة الإيجابية، وأبرز عناصر قوته يظهر عند التحديات، والمقياس عنده ليس ساعات العمل بل الإنجاز.  

 

مشكلات العالم تتطلب مزيداً من الدعم

 ازداد عمل سمو الأميرة هيا بنت الحسين الإنساني بازدياد المشكلات التي تجتاح العالم وتحتاج إلى المزيد من الدعم الإنساني، مثل الحرب في سوريا التي شهدت تشريد الملايين من السوريين الذين انتشروا في جميع بلدان الوطن العربي، ووصلت امتداداتهم إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، بحثاً عن ملاذ آمن حتى لو في تلك المنافي البعيدة، وكانت يد سمو الأميرة الإنسانية برفقتهم، فعمدت إلى حل العديد من مشكلاتهم، من خلال دعمها المتصل للمنظمات العاملة في أوروبا. 

ويقيم في الأردن ما لا يقل عن 1.3 لاجئ سوري مسجل في هيئات الأمم المتحدة خلال الأعوام الخمسة الماضية، ما أضاف ضغطاً على اقتصاد المملكة وأمنها، ولهذا ترى سمو الأميرة هيا أن اللاجئين السوريين ليسوا وحدهم من يحتاج إلى يد العون، بل رجال وطنها أيضاً. وفي هذا الشأن، تؤكد أنها ستركز جهودها خلال المرحلة المقبلة هناك على المستوى الإنساني الشخصي.

وقالت سموها: «وطني الأردن واحد من البلدان التي تحتاج إلى المساعدة في الوقت الراهن، وقد دفع الأردن ثمناً باهظاً لاستضافة اللاجئين من سوريا، وأود أن أبذل كل ما في وسعي لمساعدة الشعب الأردني الذي كان أفراده ضحايا أبرياء في كل هذا، فإنهم يدفعون ثمناً باهظاً لحسن ضيافتهم الخاصة».

  أم فخورة

وتقول سمو الأميرة هيا بنت الحسين إنها ستقلل من سفرياتها السياحية، خاصة أن لديها ولدين، هما سمو الشيخة الجليلة (9 سنوات)، وسمو الشيخ زايد (4 سنوات)، وتقول: «كلما مر الوقت أكره السفر، لأن السفر يعني أن أترك ولدَيّ، وأعتقد أن ذلك ينبع من حقيقة أنني فقدت والدتي وأنا ابنة 3 أعوام»، مضيفةً أن والدتها الملكة علياء توفيت في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في عام 1977، لكن سمو الأميرة هيا قالت إنها لن تتوانى عن السفر لأجل تقديم المساعدة للناس متى تطلب الأمر ذلك.

ومثل كل أم، تفخر سمو الأميرة هيا جداً بابنيها اللذين سلكا مسلك والديهما في حب الحيوانات والطبيعة، وتقول إن والدها الراحل الملك الحسين شجعها هي وأخوتها وأبناء الشعب الأردني على البقاء في الهواء الطلق بقدر الإمكان وممارسة الرياضة، لأنه كان يعرف ويعتقد أن هذا هو المفتاح لحياة صحية وسعيدة لأي إنسان، وتمضي لتقول: «لذلك أحب رياضتي الجري وركوب الخيل، هما الأفضل بالنسبة إليّ». 

Email