وجّه رسالة «من القلب» بمناسبة اليوم العالمي للتسامح وخصّ فيها الشباب

محمد بن راشد: نفاخر العالم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر بمحبة حقيقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، وصفها سموه بأنها كلمات من القلب للإخوة المواطنين والمقيمين، وقال سموه: «يحتفي العالم اليوم بيوم التسامح العالمي وبهذه المناسبة أحببت أن أوجه كلمات من القلب للإخوة المواطنين والمقيمين، وأخص منهم جيل الشباب».

وأكد سموه في رسالته «أن أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر ليس ارتفاع مبانينا ولا اتساع شوارعنا ولا ضخامة أسواقنا بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات، نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر، على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها، بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي.. يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق».

واستحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ذكرياته في مجلس والده المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، الذي كان يشهده منذ أكثر من أربعة عقود، حيث أكد سموه أنه كان يشهد حضور المواطنين والمقيمين من مختلف الديانات والجنسيات والثقافات وكان أقربهم مجلساً من المغفور له الشيخ راشد هم أكثرهم خدمة وعملاً وتأثيراً في مجاله.

وقال سموه: «ما زالت ذكرياتي عن مجلس والدي الشيخ راشد، رحمه الله، منذ أكثر من أربعة عقود حاضرة في ذهني لليوم... ذكرياتي عن شكل المجلس وطبيعة رواده.. كان المجلس يضم المواطنين صغيرهم وكبيرهم حاضرهم وباديهم... مواطنين من قبائل مختلفة ومن مذاهب وطوائف مختلفة ومن أصول وأعراق مختلفة أيضاً... لكنهم جميعاً مواطنون أمام راشد... لهم جميعاً القدر ذاته من الاحترام والتقدير والحقوق والواجبات وحتى الهبات، وكان أقربهم من راشد مجلساً أكثرهم خدمة وعملاً وتأثيراً في مجاله.. ولم يكن المقيمون الذي يحضرون مجلس راشد بأقل من مواطنيه، مقيمون من مختلف الديانات والجنسيات والثقافات احتضنهم مجلس راشد، واحتضنتهم دبي، فقابلوا ذلك بمحبة وعرفان وولاء نعرفه فيهم وفي أبنائهم حتى اليوم».

تقدير الناس

واستذكر سموه أيام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد الاتحاد، وقربه من مجلسه، واصفاً سموه علاقته بالمغفور له الشيخ زايد بأنها علاقة الابن بأبيه والطالب بمعلمه، مشيراً سموه إلى أن مجلسه وحديثه وتعامله مع الناس كان مدرسة بحد ذاتها، مؤكداً سموه أنه استضاف الجميع في مجلسه وأعطى الجميع، وعلّم الجميع، وأحب الجميع، فأحبوه على اختلافاتهم ودعوا له جميعاً بعد رحيله بل وأورثوا حب زايد لأبنائهم وأحفادهم.

وقال سموه: «بعد الاتحاد عرفت زايد، طيب الله ثراه، عن قرب ونشأت بيني وبينه علاقة الابن بأبيه والطالب بمعلمه.. عرفت مجلسه وعرفت أخلاقه وعرفت تقديره للناس، مجلسه كان مدرسة، وحديثه كان مدرسة، وتعامله مع الناس مدرسة.

زايد استضاف الجميع في مجلسه على اختلاف أصولهم وقبائلهم وطوائفهم ومذاهبهم وحتى دياناتهم.. زايد أعطى الجميع، وعلّم الجميع، وأحب الجميع، فأحبوه جميعهم على اختلافاتهم ودعوا له جميعاً بعد رحيله بل وأورثوا حب زايد لأبنائهم وأحفادهم.. هذا هو ميراث زايد وراشد.. أعظم ما تركه لنا زايد وراشد هي هذه القيم وهذه الروح وهذه الأخلاق».

نفخر بتسامحنا

وعبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن فخره واعتزازه بقيم الإمارات والتسامح على أرضها والتعايش بين القاطنين من مواطنين ومقيمين بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي والعمل معاً لبناء مستقبل أبنائهم دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق، مشدداً سموه أن هذا الفخر أمام العالم بهذه القيم لا يوازيه فخرنا بارتفاع مبانينا ولا اتساع شوارعنا ولا ضخامة أسواقنا.

وقال سموه: «أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر ليس ارتفاع مبانينا ولا اتساع شوارعنا ولا ضخامة أسواقنا بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات، نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر، على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها، بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي.. يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق».

قيم دخيلة

ولفت سموه النظر إلى رفض دولة الإمارات قيادة وشعباً لكل ما يعكر صفو التسامح على أرضنا والتي تحملها بين الحين والآخر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، مشدداً سموه على أن الإمارات لا تفرق بين الناس ولا تهين أحداً بناء على أصله أو طائفته أو دولته، ولا ترى الناس إلا سواسية كما خلقهم الله.. فلا فضل لأحد على غيره إلا بعمله وأخلاقه والتزامه بقانوننا ودستورنا واحترامه لدولتنا، موضحاً سموه أن «عيال زايد» لا يحملون اسمه وحرصه على وطنه فقط بل يحملون أيضاً قيمه وأخلاقه وسعة صدره وتسامحه وحبه للناس... كل الناس.

وأشار سموه إلى عدم استغرابه من توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإضافة مادة التربية الأخلاقية في المدارس، لأن سموه يريد أن يرى أخلاق زايد والقيم التي أنشأه عليها في جميع أبناء وبنات الإمارات.

وقال سموه في رسالته: أقول ذلك وقد لاحظت في الفترات الأخيرة وخاصة على بعض وسائل التواصل ما يعكر هذا التسامح التي تعيشه دولة الإمارات، نحن لا نفرق بين الناس ولا نهين أحداً بناء على أصله أو طائفته أو دولته، ولا نرى الناس إلا سواسية كما خلقهم الله.. لا فضل لأحد على غيره إلا بعمله وأخلاقه والتزامه بقانوننا ودستورنا واحترامه لدولتنا.

نحن جميعاً «عيال زايد»، وعيال زايد لا يحملون اسمه وحرصه على وطنه فقط بل يحملون أيضاً قيمه وأخلاقه وسعة صدره وتسامحه وحبه للناس... كل الناس. أورث زايد هذه الأخلاق لشعب الإمارات ولا أستغرب عندما وجّه أخي محمد بن زايد بإضافة مادة التربية الأخلاقية لمدارسنا لأنه يريد أن يرى أخلاق زايد والقيم التي أنشأه عليها في جميع أبناء وبنات الإمارات.

وريث الحكمة

وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي للتسامح تحدث سموه عن قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، انطلاقاً من كونه وريث حكمة وتسامح زايد، مشيراً إلى ما تضمنه القانون من المواد الرادعة ما يصون المجتمع ويحفظ إرث زايد لنا وللأجيال القادمة.

وأكد سموه أنه وجّه معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح بمتابعة تنفيذ هذا القانون وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، مشدداً سموه أنه لا حصانة أمام هذا القانون لأحد صغير أو كبير موظف أو مسؤول لأن مصلحتنا جميعاً هي أن نحافظ على سمعة دولتنا وترسيخ مجتمع متسامح مترابط متلاحم وحماية إرث زايد وحماية الإمارات وأهم مكتسبات الإمارات المتمثلة في قيمها وأخلاقها ومبادئها التي يحترمنا العالم من أجلها.

وقال سموه: «أيها الإخوة والأخوات... أصدر خليفة بن زايد، حفظه الله، رئيس الدولة ووريث حكمة زايد وتسامح زايد قبل فترة قانوناً لمكافحة التمييز والكراهية وفيه من المواد الرادعة ما يصون المجتمع وما يحفظ إرث زايد لنا وللأجيال القادمة.

وتوجيهاتنا لوزيرة التسامح بمتابعة تنفيذ هذا القانون وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، لا نريد إثارة نعرات طائفية أو عنصرية أو مذهبية في مجتمعنا ولا نريد خلق فتن بين الناس ولا نريد أي تمييز بناء على لون أو طائفة أو أصل.. نوجه الوزيرة بمتابعة تطبيق القانون ولا حصانة لأحد صغير أو كبير موظف أو مسؤول لأن مصلحتنا جميعاً هي أن نحافظ على سمعة دولتنا... مصلحتنا في ترسيخ مجتمع متسامح مترابط متلاحم... مصلحتنا جميعاً في حماية إرث زايد... مصلحتنا جميعاً حماية الإمارات وأهم مكتسبات الإمارات هي قيمها وأخلاقها ومبادئها التي يحترمنا العالم من أجلها والتي نريد أن ننقلها للأجيال القادمة بإذن الله».

وختم سموه رسالته بقوله: «وفقني الله وجميع إخواني وأخواتي المواطنين والمقيمين لكل ما فيه خير ومصلحة هذا البلد العظيم».

Email