تتبرع بالفعّالة وتتخلص بطرق آمنة من منتهية الصلاحية

«صحة دبي» تجمع 16 طناً أدوية مرتجعة في 3 سنوات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما من بيت يخلو من أدوية انتهت صلاحيتها أو أوشكت على الانتهاء، وأخرى صلاحيتها لا تزال سارية إلا أنها فائضة عن حاجة المرضى، وفي الغالب يتم التخلص منها عن طريق إلقائها مع الفضلات أو في حاويات النفاية، الأمر الذي يشكل أضراراً بيئية، وقد ينقل أمراضاً عبر الهواء خاصة وأن الأدوية بمجرد انتهاء صلاحيتها أو تعرضها للحرارة أو الرطوبة تتحول إلى مواد سامة.

هيئة الصحة في دبي وانطلاقاً من حرصها على سلامة ووقاية المجتمع أطلقت في العام 2013 مبادرة نوعية على مستوى المنطقة للتخلص الآمن من الأدوية تحت شعار الدواء «سلامة وعطاء»، تتلقى من خلالها الأدوية المنتهية الصلاحية أو الأدوية التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء عبر صيدلياتها المنتشرة في كافة مستشفيات الهيئة على مدار الساعة.

حيث أكد الدكتور علي السيد مدير إدارة الخدمات الصيدلانية في هيئة الصحة لـ«البيان» أن الهيئة جمعت منذ إطلاق المبادرة ولغاية الآن حوالي 16 طناً من الأدوية المنتهية الصلاحية، وقامت بالتبرع بالأدوية الفعالة منها، كما تخلصت بطرق آمنة من منتهية الصلاحية أو التي شارفت على الانتهاء.

وعي

وأضاف السيد أن الهيئة بدأت بجمع طنين في السنة الأولى، وبعدها بسبب انتشار الوعي بفكرة المبادرة بدأت الكميات ترتفع تدريجياً حتى وصل مجموع ما تلقته 16 طناً، وأوضح أن الأدوية المنتهية الصلاحية يتم جمعها في كراتين خاصة وتغليفها بطريقة صحيحة، ثم يتم نقلها إلى مكب النفايات الخاصة في جبل علي ويتم إتلافها برقابة وإشراف من بلدية دبي للحفاظ على البيئة وحماية المجتمع.

أما الأدوية التي ما زالت صالحة فيتم فصلها ووضعها في كراتين خاصة وتحفظ في مستودعات الأدوية ويتم تحويلها إلى مؤسسة الهلال الأحمر للتبرع بها إلى الدول الفقيرة، لافتاً إلى أن قيمة الأدوية التي تم التبرع بها لغاية الآن يصل إلى 12 مليون درهم.

وقال الدكتور علي السيد: إن المبادرة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام، لاقت نجاحاً كبيراً في توعية وتحذير الجمهور من أضرار ومخاطر الأدوية المنتهية الصلاحية، ورسخت مفهوم ضرورة التخلص الآمن من الأدوية، وحماية أفراد المجتمع المحلي من أضرار ومخاطر التخلص منها بالطرق التقليدية.

وأكد حرص هيئة الصحة في دبي على الارتقاء بمستوى الأمان الصحي والبيئي من خلال رفع الوعي والتثقيف الصحي للمرضى وذويهم حول الطرق والوسائل الصحيحة للتعامل مع الأدوية أثناء الاستخدام، وسبل التخلص الآمن منها.

فريق صيدلاني

وأشار إلى وجود فريق صيدلاني متخصص يقيّم الأدوية التي يجلبها المرضى خلال الحملة ويقارنها بسجلاتهم الدوائية الإلكترونية في الهيئة لتحديد الأدوية اللازمة لهم، وضمان عدم الازدواجية في الأدوية التي يستخدمها المريض.

وأوضح علي السيد أن الحملة تسعى إلى تشجيع المرضى وذويهم على جلب الأدوية إلى إدارة الخدمات الصيدلانية في الهيئة للتخلص الآمن من الأدوية المنتهية صلاحيتها، حسب السياسات والإجراءات المطبقة في الهيئة.

وتشجيع المرضى على التبرع بالأدوية الزائدة على حاجتهم، أو تلك التي لا يستخدمونها، مشيراً إلى أن إدارة الخدمات الصيدلانية ستقيم مدى صلاحيتها، وتسلم الصالح منها لفريق خدمة المجتمع في مكتب المدير العام، الذي سيتولى بدوره توزيعها على محتاجيها من المرضى.

توعية

وأضاف أن الحملة تتضمن توزيع مواد تثقيفية وتوعوية للمرضى حول طرق التعامل السليم مع الأدوية، في ما يتعلق بعمليات الحفظ والتخزين والطرق الآمنة للتخلص منها. وحول تاريخ الصلاحية المكتوب على عبوات الأدوية.

قال الدكتور علي: هناك نظامان: الأميركي ينتهي فعلاً بنفس التاريخ المحدد على العبوة أما في النظام البريطاني فينتهي مع نهاية الشهر، فمثلاً إذا كان بداية نوفمبر فيجوز استخدامه لنهاية شهر نوفمبر عكس النظام الأميركي.

وقال: هناك بالطبع درجات حرارة معينة يجب أن يحفظ فيها الدواء داخل المنزل، وهناك أدوية يجب أن تبقى في الثلاجة طيلة فترة الاستخدام أو حتى عند نقلها من الصيدلية إلى المنزل مثل الأنسولين الخاص بمرضى السكري وهكذا.

تعميم الفكرة

وفي السياق نفسه طالب الدكتور إبراهيم عرب كافة الجهات الصحية في الدولة بتبني فكرة التخلص الآمن من الأدوية، لأنها عبارة عن مواد كيميائية تتحول إلى مواد خطرة وسامة في حال انتهاء صلاحيتها، وبالتالي لا بد من التخلص منها وفقاً للطرق الصحيحة المعتمدة عالمياً.

وقال: إن مبادرة هيئة الصحة في دبي هي خطوة فريدة وتستحق الإشادة والتقدير ونتمنى تعميم الفكرة على المؤسسات الصحية الأخرى.

بدوره قال رئيس قسم الصيدلة في مستشفى دبي محمد مرتضى إن مبادرة التخلص الآمن من الأدوية تعد من المبادرات المهمة، لأن التخلص من الأدوية بالحاويات المخصصة للنفايات من شأنه أن يلحق أضراراً للبيئة والأفراد.

وأضاف: عند استلام الأدوية التي لم تنتهِ صلاحيتها بعد، يقوم الصيدلاني المختص بتوجيه بعض الأسئلة للشخص، ومنها مكان التخزين ودرجة الحرارة، لافتاً إلى أن هناك أدوية يجب حفظها في الثلاجة وفي حال تعرضها للرطوبة والحرارة تصبح غير صالحة حتى لو لم تنته صلاحيتها بعد.

ورداً على مطالبات الجمهور بوضع حاويات في الصيدليات للتسهيل على الناس وتجنيبهم مشقة الانتقال، قال الدكتور علي السيد: الأدوية تختلف عن أي سلعة أخرى، لاعتبارها مواد كيميائية يمكن أن تتسرب منها روائح خطرة، كما أنها مواد سامة.

وهناك أسئلة يقوم الصيدلاني المسؤول عن استلام الأدوية بطرحها على المتبرعين منها كيفية حفظ الأدوية خاصة إن كانت غير منتهية الصلاحية وبالتالي فإن فكرة الحاويات لا تتناسب مع جمع الأدوية، وإنما يجب تسليمها للشخص المختص للتصرف بها وحفظها بالطريقة الآمنة.

إشادة

بدوره عبر عدد من أفراد المجتمع عن تقديرهم لهذه المبادرة، وقال أحمد محرابي: جمع الأدوية ثم تسليمها لهيئة الصحة يعد خطوة رائدة تستحق الإشادة والتقدير؛ فجمع الأدوية المنتهية الصلاحية ثم تسليمها لصحة دبي للتخلص منها وفقاً للبروتوكولات المتعارف عليها عالميا لا يسبب أضراراً للبيئة ولا للمجتمع، والأدوية التي ما زالت صالحة يمكن للهيئة التبرع بها للدول المحتاجة، وهذا بحد ذاته أجر وثواب، حاله في ذلك حال الحاويات الموجودة في الشوارع لجمع الملابس وغيرها.

وقال: نتمنى من وسائل الإعلام تكثيف حملات التوعية الخاصة بالتخلص الآمن من الأدوية؛ لأن هناك الكثير من الأسر لا يزالون يتخلصون من الأدوية إما عن طريق إلقائها مع فضلات المنزل وإما في حاويات الشوارع وهذا بحد ذاته مصدر لانتقال الأمراض.

وأشار جاسم خلفان العامري إلى ضرورة توفير حاويات في جميع صيدليات الدولة، مطالباً وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالحذو حذو الهيئة، لأن نسبة كبيرة من الناس لا تزال تتخلص من الأدوية بالطرق التقليدية القديمة، ووضع الحاويات في الصيدليات يسهّل على الناس ويجنبهم مشقة التنقل من مكان إلى آخر لتسليم الأدوية، لأن البعض يتكاسل ويفضل إلقاءها مع النفايات العادية.

وقال: في المراكز التجارية هناك حاويات للنفايات بألوان مختلفة حسب نوعية الفضلات ونتمنى أن يكون هناك في الصيدليات حاويات للأدوية المنتهية وأخرى للأدوية الصالحة.

انتهاء صلاحية الدواء لا يعني سميّته الفورية

قال الدكتور الصيدلاني محمد سامح علي رئيس صيدلية مستشفى راشد: إن مسألة انتهاء صلاحية الأدوية مسألة معقدة وشائكة، وتدخل فيها اعتبارات صحية للمرضى واقتصادية للشركات المنتجة، وأقرت منظمة الأغذية والأدوية الأميركية قانوناً يلزم الشركات منذ سبعينيات القرن الماضي بكتابة تاريخ الإنتاج، وتاريخ انتهاء الصلاحية على جميع الأدوية لضمان المفعول الأمثل للأدوية التي تؤخذ في ذلك المدى الزمني.

وقال: إن انتهاء فترة صلاحية الدواء لا تعني حدوث ضرر من تناوله، ولكن قد تبدأ فاعلية الدواء في التناقص التدريجي كلما مر الوقت، أي إنه ليس معنى أن الدواء اليوم سليم، وغداً يصبح مادة سامة، ولكن ربما يتجه الدواء إلى فقدان نسبة معينة من مفعوله كلما مرّ الوقت على تاريخ انتهاء المفعول، ولا ننسى أن الأدوية عندما تتعرض لسوء تخزين تفقد مفعولها حتى وإن كان تاريخ الصلاحية ما زال فعالاً.

وأوضح أن المضادات الحيوية على هيئة شراب يجب استخدامها في حدود 10 أيام، وإلا فقدت جزءاً من مفعولها بعد إضافة المذيب لها، والأصل في جرعات الأشربة الدوائية إكمال الجرعات المقررة لمدة أسبوع إلى 10 أيام، وبالكاد تكفي العبوات لأخذ الجرعات كاملة حتى تؤتي ثمارها، وتقضي على الميكروبات، وتخفض من درجة الحرارة المرتفعة.

والمضاد الحيوي الشراب من أكثر أشكال الأدوية التي تتعرض للفساد كلما مر الوقت على انتهاء الصلاحية، ولا ننصح بإعطاء الأطفال دواء منتهي الصلاحية، أو مر على إعادة تركيبه فترة من الوقت؛ لأن أقل شيء يمكن حدوثه هو القيء والإسهال مع عدم الاستفادة أصلاً من الدواء.

وقد يدخل في تلك المسألة الشائكة عامل اقتصادي مهم للشركات لإعادة شراء الأدوية كلما حل تاريخ انتهاء الصلاحية، وأضاف: مدة 2 إلى 3 إلى 5 سنوات تكفي لتناول الدواء بفاعلية أكبر ولا داعي لشراء أدوية قريبة من تاريخ انتهاء الصلاحية، وهي ثقافة يجب أن يعلمها كل الناس حتى لا تضطر إلى تناول الدواء وهو قريب من تاريخ الانتهاء أو انتهت فترة الصلاحية المذكورة.

Email