75 % توفيراً في الطاقة وخفض 50 طن كربون سنوياً

«محمد بن راشد للفضاء» يدشن «البيت المستدام»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء تدشين «البيت المستدام المستقل»، المشروع المبتكر الذي يأتي كخطوة مهمة ضمن طرح نموذج متكامل للمدن الذكية، والتي تعتبر أحد مسرعات المستقبل.

وأكد المركز أن البيت المستدام وجد كمبادرة لتفعيل استخدام التقنيات الخضراء الداعمة لاستراتيجية الدولة، حيث يمكنه إنتاج 40 كيلووات طاقة يومياً، فضلاً عن توفير 50 طن كربون سنوياً، وتوفير 200 لتر مياه يومياً من خلال تجميع الرطوبة وتكثيفها وهو ما يعتبر نصف معدل الاستهلاك اليومي.

نقل المعرفة

وفي هذا الصدد؛ أوضح يوسف الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أنهم يعتمدون استراتيجية نقل المعرفة لتوطين التقنيات الجديدة في الدولة، ولذلك تم عقد شراكة استراتيجية مع ابرز المراكز والمؤسسات الأكاديمية المتخصصة في الأبحاث حول البيوت الكفؤة مثل جامعة بيرغامو ومعهد باسيف هاوس، لنقل المعرفة حول تقنيات بناء بيت مستدام مستقل، وأن المركز طور مفهوماً جديداً حتى يتلاءم مع البيئة المحلية في الإمارات.

وأكد أن البيت يعتبر واحدة من مبادرات المركز لتفعيل استخدام التقنيات الخضراء والذكية لتحقيق استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة، كذلك تقديم نموذج حي لأحد أبرز متطلبات دبي المدينة الذكية، لافتاً الى ان المبادرة تتعدى إجراء بحث علمي تقني متخصص، إنما يتطلع المركز الى طرح نموذج متكامل لمكون أساسي في المدن الذكية وأحد مسرعات المستقبل.

دعم فني

وتطرق الشيباني إلى استعداد المركز لتقديم كل الدعم والتوجيه لجميع المؤسسات المعنية، مؤكداً مباشرة العمل على تأسيس البنية التحتية التقنية اللازمة التي تحتاجها الجهات المطورة، مثل مختبر متخصص بإجراء الفحوص والاختبارات للتثبت من كفاءة الأجهزة والأنظمة والمواد المستخدمة، وأنه سيتم تنفيذ بحوث للربط مع شبكة الكهرباء العامة بدبي وتزويدها بفائض التخزين من الطاقة، بالإضافة الى إجراء دراسات تكميلية لتأمين الاكتفاء المائي في هذه البيوت.

مختبر متخصص

من جانبه؛ أوضح الدكتور علي شاهين مدير برامج الطاقة المستدامة بمركز محمد بن رشد للفضاء، أن المركز يعتزم إنشاء مختبر متخصص بإجراء الفحوص والاختبارات للبيوت المستدامة المستقلة، للتثبت من كفاءة الأجهزة والأنظمة والمواد المستخدمة، من خلال فريق عمل من المهندسين الإماراتيين بالمركز الذين يعملون على إجراء دراسات تكميلية للاستفادة من المياه المكثفة ضمن نظام التبريد وعمليات إدارة الرطوبة والرطوبة العالية في الجو لإنتاج مياه صالحة للشرب والاستهلاك المنزلي.

ربط كهربائي

وقال إن مركز محمد بن راشد للفضاء يمتلك خططاً لإتمام دراسات وبحوث للربط مع شبكة الكهرباء في دبي وتزويدها بفائض التخزين من الطاقة، لتصبح البيوت المستقلة المستدامة محطات صغيرة لإنتاج الطاقة من مصدر طبيعي، وهي الطاقة الشمسية، لافتاً إلى أن البيت اعتمد من «معهد باسيف هاوس» في ألمانيا، كأول بيت مستدام مستقل من نوعه يعمل في المناخ الحار والرطب، ويلتزم بمعايير الاستدامة والحفاظ على البيئة، بحيث تم تصميمه وبناؤه وفق معايير وضوابط تضمن كفاءة استخدام الطاقة وتستوفي الشروط البيئية.

وأضاف إن تقنية تكثيف الرطوبة الناتجة في انظمة التبريد الذكية وعمليات ادارة الرطوبة التي ينتج عنها كمية من المياه، توفر 200 لتر يومياً، وهناك دراسة لتحويل الرطوبة العالية الى مصدر للمياه، من خلال تقنيات تتوافق مع طبيعة الاستهلاك المنخفض للطاقة، على أن تتم معالجتها في ما بعد لتصبح مياهاً صالحة للشرب.

100 يوم بناء

وأكد أن ما يميز البيوت المستدامة المستقلة هو السرعة في بنائها، التي تستغرق 100 يوم فقط، وأنهم راعوا بعض الاشتراطات مثل مناسبة الموقع لحركة مسار الشمس لضمان أفضل أداء، بالإضافة الى تقييم حجم استهلاك الأجهزة والعناصر المستخدمة في البيت التقليدي، كما أنه مصمم ليستوعب ما يزيد على 30 شخصاً في مساحة 6000 قدم، لافتاً الى أن «درجة الحرارة بداخله تتراوح من 22 - 25 درجة مئوية في جميع الفصول والأوقات، ما يؤدي الى تقليص استهلاك الطاقة بنسبة 75%.

بيئة صحية

وقال إنه من الناحية الصحية والبيئية، فإن البيت أنشئ بمواصفات توفر للمتواجدين فيه أعلى مستويات الارتياح الحراري، إذ يراعي درجات حرارة الهواء، ونسبة الرطوبة، ودرجات الحرارة المرتدة من الأسطح والجدران، فضلاً عن سرعة الهواء، والإنارة والضجيج، كما تعمل أنظمة التبريد والرطوبة والتهوية على منع تكثف الرطوبة داخله ما يمنع تكون العفن وتواجد الجراثيم والغبار والأتربة.

Email