الاستثمار في البنى التحتية محرك نمو الإمارات

■ من جلسة «النمو في الخليج» | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد خبراء أن الاستثمار في مشاريع البنى التحتية الجديدة سيكون أحد أهم محركات نمو الاقتصاد في المرحلة المقبلة، مؤكدين نجاح الإمارات في تحديد القطاعات القادرة على تحفيز النمو الاقتصادي بشكل أكبر وخلق الوظائف الجديدة، في المرحلة المقبلة وتحديد سبل تعزيز الاستفادة من التقنيات الجديدة، وذلك من خلال خلق مراكز متخصصة في احتضان الشباب المواطن، وخلق مراكز مسرعات المستقبل.

ودعا الخبراء خلال جلسة بعنوان «النمو في الخليج» ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية في دبي إلى وضع إطار عالمي للحوكمة يتم من خلاله التوافق على ضرورة وضع ضوابط مالية تتسم المرونة والتوازن، وداعمة للابتكار، مشيرين إلى أن الاستمرار في تحرير التجارة سيكون محورياً في نمو التجارة العالمية في المرحلة المقبلة.

ولفت الخبراء إلى أن العبور بنجاح نحو المستقبل يتطلب من الدول انفتاحاً أكثر على بعضها، والنظر إلى مشكلات أي دولة على أنها مشكلة قد تمس العالم بأسره، لافتين إلى أن تأثير انتخاب الرئيس الأميركي ترامب على الاقتصاد العالمي لن تظهر قبل مضي فترة لا تقل عن 3 أشهر على تسلمه الحكم في الولايات المتحدة، وأن المستقبل يحتاج لتضافر الجهود العالمية، في حين أن الانغلاق السياسي الداخلي لن يساعد الاقتصاد العالمي.

وأكّد الخبراء في الوقت نفسه أن العديد من الأسهم العالمية ارتفعت لدى فوز ترامب في الانتخابات الأميركية، الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل.

حلول عالمية

وقال ليسلي ماسدروب نائب رئيس بنك التنمية الجديد في شنغهاي خلال الجلسة إنه يتمنى أن تتوصل الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية إلى صيغة مشتركة توافقية تؤكّد التزام الدول بوضع حلول عالمية لمواجهة التحديات الاقتصاد التي يواجهها العالم اليوم.

وأضاف أن التحدي الرئيسي الذي يواجه النظام المالي العالمي هي تقليص نسبة الدين لتوفير ظروف أفضل وحصة أكبر من التمويل لدعم مشاريع التنمية.

وأشار ليسلي ماسدروب إلى أن الاقتصاد العالمي شهد تباطؤاً قوياً خلال السنتين الماضيتين، ونعتقد أن الاستثمار في مشاريع بنى تحتية جديدة مثل السكك السريعة أو البنى التحتية للاتصالات وحزم الإنترنت السريع واتصالات النطاق العريض. فعلى سبيل المثال هنالك العديد من الابتكارات الحاصلة في تقنيات التعاملات المالية الرقمية أو «البلوك تشين»، والذكاء الاصطناعي والربوتيكس والمدن الذكية، والطاقة المتجددة، وهذه كلها يمكن أن تثمر مجالات جديدة للتطور وخلق الوظائف، وأعتقد أن الإمارات في وضع يؤهلها لأخذ مبادرات سبّاقة في تلك المجالات بفضل الدعم الحكومي الكبير والرؤية القادرة على استشراف المستقبل التي تتمتع بها حكومة الدولة.

ولفت ماسدروب، أنه وعلاوة على الدعم الحكومي لمشاريع التنمية المستدامة، فإن الإمارات تتمتع بشريحة مهمة كبيرة من الشباب الذي يمتلك الطموح للابتكار والنمو، وأعتقد أن الاستثمار في خلق عدد أكبر من مراكز الإبداع التي تحتضن الشباب خصوصاً في الإمارات سيكون له عظيم الأثر في تهيئة البيئة الضرورية لتعزيز تلك القطاعات.

التقنيات المالية

من جانبه نوّه اكسل ليمان الرئيس التشغيلي التنفيذي في مجموعة بنك «يو بي إس» السويسري بالخطوات العملية التي تتخذها الإمارات في الابتكارات المتعلقة بتقنيات التعاملات المالية الرقمية أو «البلوك تشين»، والتي «ستؤدي إلى ثورة في عالم الخدمات المصرفية والمالية»، مشيراً إلى أن «بلوك تشن» هي انترنت القطاع المالي الجديد.

وأضاف ليمان أن أكثر من ثلثي سكان العالم سيتركزون في المدن خلال السنوات العشرين المقبلة، وأكثر من 80% من الناتج المحلي للدول سيتولد داخل المدن، ما يخلق تحديات لحكومات العالم من حيث تخفيف الضغوط على البنى التحتية وإقامة مشاريع بنى تحتية جديدة، قادرة على خدمة مشاريع التنمية، وتدعيم اللحمة بين الشباب والحكومات.

وأشار اكسل ليمان إلى أن انعقاد الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية في دبي يشكل فرصة ذهبية لصناع القرار لرسم خارطة الطريق نحو المستقبل، وتوظيف التقنيات الحديثة وابتكارات الثورة الصناعية الرابعة في خدمة المجتمعات.

Email