بحضور أحمد بن سعود ومشاركة وزيرتي «التسامح» و«الشباب»

جلسة شبابية لتعزيز حوار الحضارات ونبذ العنف

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حضر الشيخ أحمد بن سعود القاسمي الجلسة الشبابية التي عقدت أمس بمركز وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في رأس الخيمة بعنوان «التسامح فكراً وقيماً وسلوكاً»، وشهدت مشاركة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب وأكثر من 30 شاباً وشابة من مختلف الجنسيات.

وأوصى المشاركون بأهمية دور القائد في الحث على التسامح وتقبل الآخر، وإيجاد مساحات تلاقٍ مشتركة مع الجميع للانطلاق بالعلاقات الإنسانية نحو الأفضل، وتعزيز حوار الحضارات الذي طالما حثت عليه الإمارات في كل المحافل الدولية، ليعم السلام والخير والأمان، وتعزيز قيم التسامح للأجيال الناشئة، ودور الإعلام في غرز ثقافة التسامح واستغلالها للارتقاء بمستوى البرامج، وأهمية عقد ورش عمل للأطفال، ونشر السيرة النبوية لنبذ العنف في المدارس، ونشر «جائزة محمد بن راشد للتسامح» عالمياً لتكريم الأشخاص المتسامحين، وإنشاء مجلس التسامح في المؤسسات المحلية والاتحادية، وتصدير مبادرات ومعايير التسامح الإماراتية للعالم، وإنشاء منظومة أمنية لحماية فكرة التسامح من مواقع التواصل الاجتماعي والأفكار الدخيلة على مجتمعنا.

أولوية وطنية

وشددت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي على تعزيز التسامح عند الشباب، مؤكدة أنه يمثل أولوية وطنية في سبيل عملية إعادة الإعمار الفكري والثقافي الهادفة إلى ترسيخ قيم التعايش والانفتاح الحوار، فضلاً عن أهمية تأصيل قيم احترام التعددية الثقافية وقبول الآخر فكرياً ودينياً وثقافياً وطائفياً.

وأضافت معالي وزيرة الدولة للتسامح أن الهدف من هذه الجلسة الشبابية هي التعرف على آراء الشباب نحو السبل المُثلى التي يعتقدون أنها ستسهم إيجاباً في تعزيز قيم التسامح عندهم ووقايتهم من التعصب والتطرف، كما أن الوقوف على اتجاهات الشباب نحو آليات تعزيز التسامح في المجتمع سيساعد كثيراً في وضع البرامج والمبادرات التي تأتي في سياق البرنامج الوطني للتسامح.

وأشارت إلى أن آثار الدولة التي تعود لمئات الأعوام لها دلالة كبيرة للتعايش الذي كان على أرض دولة الإمارات التي احتضنت الكثير من الجنسيات، ومنها وجود دير رهبني مصري بمنطقة صير بني ياس يعود لـ600 عام يعكس التعايش الإماراتي مع الكنيسة منذ مئات السنين، واليوم يجب أن نحافظ على قيم التسامح والتعايش للأجيال القادمة.

وأكدت القاسمي أن احتفال الدولة بيوم التسامح العالمي المقرر له 16 نوفمبر المقبل، يعكس عمق ارتباط دولة الإمارات بقيم التسامح وسعيها الدائم لنشر الوئام والوفاق والمحبة بين أفراد المجتمع كأحد الأسس الرئيسة التي تسهم في تحقيق النهضة والتقدم.

سمات شبابنا

من جانبها أكدت معالي شما بنت سهيل المزروعي أن شباب الإمارات على قدر من المسؤولية الوطنية في مواجهة خطابات العنف والكراهية والعصبية والتمييز، مشيرةً معاليها إلى الدور المحوري للشباب في جعل قيمة التسامح سلوك إنساني وأسلوب حياة يثري التواصل الحضاري مع الآخرين، منوهةً بأن من سمات شبابنا التعايش والإخاء والتضامن والانتماء.

 

أحمد بن سعود: التسامح منعني الانتقام

أكد الشيخ أحمد بن سعود القاسمي أن التسامح منهج متجذر في ثقافتنا وتراثنا المحلي منذ أن رسخ قواعده الآباء والأجداد الذين حرصوا على غرس تلك القيم في أبناء الإمارات، مشيراً إلى هذه القيم هي التي تربى عليها أبناء وجنود الإمارات، مستذكراً تجربته الشخصية أثناء مشاركته ضمن قوات التحالف في عملية إعادة الأمل في اليمن، وإصابته على أرض اليمن بصاروخ أدى إلى استشهاد عدد من زملائه الجنود، موضحاً أن التسامح الذي نشأ عليه وآمنا به هو الذي منعني من العودة والانتقام، وهو بالنسبة للرجل العسكري منهج متكامل ينطلق من دور القائد في غرس هذه الصفة وتعزيزها.

وقال الشيخ أحمد بن سعود: إن قواعد التسامح رسخها الآباء والأجداد حتى أضحت منهجاً متجذراً في حياتنا ومبدأً راسخاً في ثقافتنا وتراثنا المحلي حتى صارت دولة الإمارات رمزاً للتسامح والتعايش بين مختلف الثقافات عالمياً. وأكد أن مبدأ الخدمة الوطنية يجمع أبناء الوطن تحت مظلة التسامح مع بعضنا، حيث تتجسد الصورة المشرفة للشباب الإماراتي، لافتاً إلى دور القيادة والشعب الإماراتي بالوقوف إلى جانب الجنود المصابين وأسر الشهداء والوقوف صفاً واحداً.

التسامح قيمة إنسانية تحقق الخير والأمن والاستقرار

تناولت الجلسة الشبابية أهمية ترسيخ التسامح كقيمة إنسانية مشتركة تحقق السعادة والخير والأمن والاستقرار لجميع الناس، مع ضرورة تربية النفس على التسامح، ذلك أن النفوس تسمو وترتقي بالتسامح، وكذلك تعزيز الثقافة التسامحية في أوساط المجتمع وجعل التسامح أسلوب حياة يضمن ديمومة واستمرارية انسجام وتناغم كل الفئات والشرائح المجتمعية.

وَخَلُصت جلسة «التسامح فكراً وقيماً وسلوكاً» إلى مجموعة من التوصيات التي سيتم الأخذ بها وإدراجها ضمن منظومة البرامج والمبادرات المنسجمة مع البرنامج الوطني للتسامح.

وأشار يوسف النعيمي مدير الجلسة الشبابية، إلى اهتمام القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لافتاً إلى تركيز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الآثار السلبية المترتبة على غياب التسامح، والتي تؤدي إلى وجود المشكلات الاجتماعية، ووجود الصراعات والحروب والخراب والدمار، ومئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين والمنكوبين، وكل ذلك بسبب التعصب والكراهية والإقصاء، وعدم التسامح الديني والطائفي والفكري والثقافي، ولذلك لا بد من إعادة الإعمار الفكري والثقافي لمجتمعاتنا العربية لترسيخ التعايش والتسامح والانفتاح.

وأشار إلى أن دولة الإمارات تضم أكثر من 200 جنسية يعيشون بوئام وسلام واحترام، وهذا الرقم يفوق عدد الدول المنضوية في منظومة الأمم المتحدة «193 دولة حتى الآن»، لافتاً إلى أن حصول دولة الإمارات على المرتبة الثالثة عالمياً في مؤشر الثقافة الوطنية المرتبط بدرجة التسامح ومدى انفتاح الثقافة المحلية لتقبل الأشخاص، ولذلك كان لا بد من وجود برنامج وطني نسير وفقه ويضمن استمرارية وديمومة تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام في المجتمع، ويحفظ الشباب والأجيال القادمة، لذا اشتمل البرنامج الوطني للتسامح على 5 محاور، لتعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح، وترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع، وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايته من التعصب والتطرف.

مشاركون: مواقع التواصل الاجتماعي نافذة مهمة لنشر تقاليدنا المتسامحة

أكد الشباب المشاركون في الجلسة أهمية استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لبث أفلام تظهر عادتنا وتقاليدنا المستمدة من ديننا الحنيف الذي يحثنا على التسامح، مشيرين إلى دور التعليم في تعزيز الوعي المجتمعي بالقيم السامية التي يحرص مجتمع الإمارات على ترسيخها.

وأشار سالم راشد العبدولي إلى أن البعض يعتقد أن التسامح هو التنازل عن الحق، وهذا خطأ، ولكنه إعطاء مساحة للشخص لإبداء موقفه، وهنا نرى موقف الشيخ أحمد بن سعود القاسمي بتعليم الجميع التسامح والسماح رغم الإصابة والألم، بينما أكد سلطان علي أهمية استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لبث أفلام كارتونية تظهر عادتنا وتقاليدنا المستمدة من ديننا الحنيف الذي يحسنا على التسامح.

وأشار إبراهيم آل علي، إلى أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات كان لها الأثر الكبير في زرع قيم التسامح في كثير من فئات المجتمع، مشيراً إلى دور الإعلام الوطني وصندوق الزواج بزرع ثقافة التوعية لدى الشباب.

وأكدت رحمة الكمالي، أن شباب اليوم هم حلقة التواصل بين الآباء والأجيال القادمة، مشيرة إلى أهمية دور المنزل في تعليم ثقافة التسامح لتعم على المجتمع.

وقالت عائشة الزعابي، إن مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحلة التعليمية، ولذلك يجب تفعيل الشراكة بين وزارة الشباب ووزارة السعادة ووزارة التربية والتعليم لوضع مادة التسامح ضمن المقررات التعليمية بمعايير محددة.

وقالت أسماء سعيد، إن تغيير العادات السيئة إلى إيجابية في ظل رعاية قيادتنا الرشيدة، والتعامل مع الآخرين بنقل ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا في إطار التسامح.

وأكدت شيماء محمد من دولة السودان، على شعورها كمقيمة بالانتماء والحب تجاه دولة الإمارات، مطالبة بالتركيز على مناطق تجمعات الجاليات واستضافة الجاليات المختلفة لما لها من دور كبير في نشر التسامح بدولة الإمارات.

وأشارت خلود المهيري، إلى أن الأطفال يقدسون حصول المعلومات من المصدر الموثوق منه، لذا يوجد هنا أهمية كبيرة بوضع برامج خاصة للمعلمين لإيصال المعلومات السليمة والصحيح حول قيم التسامح.

وقال سلطان صالح السويدي، إن الخدمة الوطنية يتخللها العديد من البرامج والمحاضرات الثقافية والدينية التي تحس على التعامل بمبدأ التسامح.

وأشارت شروق الظنحاني، إلى أن قصة الشيخ أحمد بن سعود بن صقر القاسمي ملهمة وتحمل العديد من معاني التسامح.

وأشار عمر محمد، إلى أن احترام دولة الإمارات لكل مقيم على أراضيها ينبع من فكر القيادة الحكيمة لحكومة دولة الإمارات، وقالت ليندا من روسيا، إن دولة الإمارات استطاعت التعامل مع الفكر الإيجابي والتسامح منذ بزوغ فجر الاتحاد، مشيرة إلى أهمية إيجاد طرق علمية لتعليم الأطفال كيفية التخلي عن العنف.

Email