الجابر خلال الكلمة الرئيسية للملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات :

إعلام الإمارات يحافظ على المهنية والثوابت الوطنية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، أن الإعلام في دولة الإمارات يتميز بالتعامل الواقعيّ والمهني مع الأحداث، مع التركيز على المرتكزاتِ والثوابتِ الوطنية، والمحافظةِ على المهنية والاحترافية، والالتزام بالتوجهاتِ والخطوطِ العريضةِ لمصلحة الوطن.

جاء ذلك، في الكلمة الرئيسية التي ألقاها معاليه في الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات الذي نظمته أمس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بالشراكة مع «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، و«المجلس الوطني للإعلام»، وذلك في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» في أبوظبي.

وحضر افتتاح الملتقى معالي نورة محمد الكعبي عضو مجلس الوزراء، وزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، واللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي عضو المجلس التنفيذي وسيف الشامسي نائب مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وعدد من المسؤولين ومديري وممثلي الأجهزة الإعلامية بالدولة، ونخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الإعلام وإدارة الطوارئ والأزمات، ولفيف من الكتَّاب والصحفيين ورجال الإعلام.

استراتيجيات

وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إن المنطقة تعيش تهديداتٍ ومخاطرَ عديدة، الأمر الذي يتطلب من المعنيين بقطاع الإعلام مضاعفة العمل سعياً لتحديد أفضل الطرق للتعامل مع هذه المرحلةِ الدقيقة، والوصولِ إلى استراتيجياتٍ تضمن لإعلامنا مواكبةَ المتغيراتِ، ومواجهةَ التحدياتِ لتبقى الإمارات واحةَ أمنٍ وأمان، ونموذجَ استقرارٍ وتطور، يستند إلى قيمِ التسامحِ والسعادة، واستشراف المستقبل، وبما يلبي تطلعاتِ القيادةِ الرشيدةِ، حفظها الله.

وأكد معاليه أن الملتقى يكتسبُ أهميةً خاصةً في ظلِّ تسارعِ التطوراتِ والمتغيراتِ العالمية، وتزايدِ التحديات التي تواجه المنطقة بسبب تعدد الأزماتِ ومحاولاتِ نشرِ الفكر المتطرف، مشيراً إلى أن التطورَ الكبير في منظومة العمل الإعلامي، وتنامي دور منصاتِ الإعلام الرقمي والاجتماعي، أدى إلى إفرازِ واقع جديد يحتمُ التعاملَ مع هذه الوسائل بصفتها أدواتٍ رئيسية في جميع القطاعات، خاصةً وأن الإعلام أصبح جزءاً من الحدث، وليس مجرد ناقلٍ له.

مواجهة المخاطر

وأشار معاليه إلى أن دورَ الإعلامِ في مواجهة التهديدات والمخاطر يجب أن يبدأ بالتدابير الوقائية والتخطيط المسبق للمساهمة في تفادي وقوع الأزمات، وهذا يتطلب نضجاً ووعياً شاملاً من قبلِ القائمين على وسائل الإعلام، لمنع تحول المخاطرِ إلى أزمات، والأزماتِ إلى كوارث.

وشدد معاليه على أهمية التوعية كونها تسهم في منع الأزماتِ والحدِّ من تأثيراتِها، مع التركيز على دور جميع قطاعات المجتمع في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي لنشر المعلومات الصحيحة، والتصدي لمحاولات نشر الشائعات والفكر الضال، وأشاد بالدور الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية الوطنية في دولة الإمارات من دور محوري في إيضاح الحقائق ونشر الوعي وتسليط الضوء على التقدم الكبير الذي حققته وتحققه دولة الإمارات في شتى القطاعات.

وقال معاليه إن دولة الإمارات حققت التميز وأرست لنفسها سمعةً مرموقةً، وصورة إيجابية بفضل رؤيةِ القيادةِ وتوجيهها باستشراف المستقبل، لافتاً إلى أن الإعلام الوطني يركز على تسليط الضوء على منجزات الوطن وصونها والدفاع عنها من خلال ترسيخ نموذج مهنيٍّ مشرّف للتعامل مع الأزمات، سواء على صعيد وسائل الإعلام الوطنية أو إدارات الاتصال المؤسسي.

وأوضح أن المجلس الوطني للإعلام، وإدراكاً لأهميةِ التعاملِ الإعلامي مع المخاطرِ والتهديدات، يعمل حالياً على تطوير استراتيجيةٍ للإدارة الإعلامية للأزماتِ وذلك بالتعاون الوثيق مع الجهات المعنية والمختصة، مبيناً أن المجلس سيستمر في العمل على توحيد وتنسيق الجهود بالشكل الذي يخِدمُ المصلحةَ الوطنيةَ العليا.

نورة الكعبي: سياسة الدولة الإعلامية تواكب التطورات العالمية

أكدت معالي نورة الكعبي، وزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي خلال الكلمة الرئيسية الثانية للملتقى، أن السياسة الإعلامية لدولة الإمارات واكبت مختلف التطورات العالمية في ميادين الإعلام والاتصال والمعلومات، كما تميز الأداء الإعلامي بالتواصل مع المختلف الحضارات والثقافات الإنسانية في العالم، وانتهج الإعلام المحلي مبدأ خدمة القضايا الوطنية والقومية والإنسانية، واعتمد على الشفافية والمصداقية في التصدي لقضايا المجتمع ومشكلاته بروح من الصراحة والنقد الهادف البناء وعمل على تعميق الانتماء الوطني.

ثم تطرقت معاليها إلى بعض العوامل التي يمكن أن تعزز من دور الإعلام في مواجهة الأزمات، وفي مقدمتها التواصل مع المجتمع، باعتباره عاملاً أساسياً في مواجهة التهديدات والمخاطر والأزمات عبر مختلف القنوات والمنصات الإعلامية المتوافرة، والتركيز على أكثرها تأثيراً والمتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل على إيجاد منصات إعلامية تكون أكثر قرباً من فئة الشباب تخاطبهم وتتحدث بلغتهم وتوصل رسالتها إليهم عن طريق محتوى يلائم تطلعات هذه الفئة العمرية، والتركيز على دقة المحتوى وموثوقية المصدر، باعتبارهما عاملين أساسيين في مواجهة المشكلات الطارئة التي تهدد استقرار البلاد.

إشادة

وأشادت معالي نورة الكعبي بتعامل القيادة الرشيدة مع الأزمات الطارئة التي واجهتها الإمارات خلال العامين الماضيين، من خلال الظهور الإعلامي لكبار المسؤولين في مواقع الحدث وتوضيح الحقائق للجمهور، ووضع حد للشائعات، ومنها إشراف سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على عمليات الإطفاء من موقع حريق أبراج عجمان، وظهور سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن جريمة شبح الريم، ومشاركة سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، في عمليات إخماد حريق فندق العنوان بدبي، وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للموقع.

 

التخطيط لإدارة الأزمات والكوارث

ناقشت الجلسة الأولى للملتقى تحت عنوان: (التخطيط الإعلامي لإدارة الأزمات والكوارث.. الواقع والطموح)، والتي ترأسها عبدالله الزعابي، من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث دور الإعلام في مواجهة الأزمات.

وتحدث الدكتور علي راشد النعيمي، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مدير مجلس أبوظبي للتعليم، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، عن أهمية دور الإعلام في مواجهة الأزمات والكوارث، وتطرق إلى أزمة العاصفة التي ضربت الإمارات في بداية العام الجاري، وكيف تعامل معها مجلس أبوظبي للتعليم بالتنسيق مع فريق الأزمات المحلي في أبوظبي، حفاظاً على سلامة الطلاب.

وأشار إلى أنه في أعقاب قرار تعطيل الدراسة لمدة يومين، وهو الذي جاء بالتنسيق مع الجهات المختصة في الدولة، كان دور الإعلام مهماً في إيصال هذا القرار إلى الجهات المعنية لتنفيذه، وخاصة أن هذا القرار تم اتخاذه في وقت متأخر من الليل، حيث تم استخدام العديد من وسائل الإعلام (صحافة – تلفزيون - وسائل التواصل الاجتماعي)، في إيصال هذا القرار.

كفاءة

وأكد أن الدرس المستفاد من هذه الأزمة، أنها كشفت بوضوح كفاءة الخطط والاستراتيجيات المعدة مسبقاً للتعامل مع هذه النوعية من الأزمات، سواء فيما يتعلق بالاستعدادات داخل مدارس الدولة، أو فيما يتعلق بالتنسيق والتعاون بين الجهات المعنية في الدولة.

وأشار النعيمي، إلى أن دولة الإمارات بحكم الإنجازات التي حققتها، فإنها مستهدفة من جانب بعض المنصات والمواقع الإعلامية التابعة لأطراف خارجية، التي تحاول تشويه صورة الإمارات ومواقفها، من خلال ما يسمى «سياسة الإغراق»، التي تقوم على قيام موقع ما، بنشر خبر سلبي وغير حقيقي عن الإمارات، ثم تقوم مواقع ومنصات إعلامية أخرى بإعادة نشره، بحيث يبدو في نهاية المطاف أمام المتلقي باعتباره خبراً صحيحاً، ويحظى بالمصداقية، ولهذا من الضروري التعامل مع مثل هذه المنصات الإعلامية وكشف زيف ما تروجه من أخبار ومعلومات.

أسس

أما اللواء الدكتور فهد بن أحمد الشعلان، عميد مركز الأزمات وتطوير القيادات العليا في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية، فقد تناول في ورقته المنظور الإعلامي للأزمات، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من الأسس التي ينبغي توافرها في الخطط الإعلامية للأزمات، كأن تكون هذه الخطط منسجمة مع الاستراتيجيات والمصالح العامة للدولة، وأن تتناول مختلف المحاور قبل وفي أثناء وبعد الأزمة، وتحديد الجمهور المتلقي ومخاطبته بشكل واضح، والحفاظ على الصورة الذهنية الإيجابية للمؤسسة، وإنشاء مركز لإعلام الأزمة، وتحديد أسلوب الإدلاء بالتصريحات وصياغة البيانات الخاصة بالأزمة. ولفت اللواء الدكتور فهد بن أحمد الشعلان، النظر إلى أن الشائعات تتزايد في أوقات الأزمات والكوارث، ولذا من المهم والضروري أن يكون الإعلام حذراً وهادئاً في التعامل مع مثل هذه الشائعات حتى لا تتحول إلى مصدر لإثارة القلق وتهديد أمن المجتمع.

ثم تحدث الدكتور فهد الشليمي، وهو عقيد ركن متقاعد، ومحلل سياسي كويتي، ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام عن دور الإعلام في مواجهة المخاطر والتهديدات، مشيراً إلى أن الإعلام يعتبر من أدوات الاتصال الجماهيري المهمة، ولذلك، فإن له دوراً كبيراً في التحضير لإدارة الأزمات والكوارث، وما يعقبها من مراحل التعافي في الأزمة أو الكارثة، وذلك لأنه يلعب دوراً مهماً في توضيح الحقائق وطبيعة الأزمة والكارثة للجمهور، وتزويد الجمهور بكيفية التصرف في وقت الأزمات، ولذلك فمن المهم أن تتفاعل وسائل الإعلام المختلفة في توحيد الخطاب الموجه للجمهور لكي يكون متواكباً مع الحدث، من حيث الحقيقة ومراحل تطور الأزمة.

 

إشادة

ناصر اليماحي: المكتب الإعلامي لحكومة دبي نجح في إدارة أزمة «العنوان»

أكد ناصر محمد اليماحي، مدير إدارة الإعلام والاتصال الجماهيري في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث أن المكتب الإعلامي لحكومة دبي نجح إعلامياً في إدارة أزمة حريق فندق العنوان، حيث كانت الأزمة مهمَّة ولافتة، من حيث المكان والتوقيت والتاريخ.

وأشار خلال مشاركته في الجلسة الثانية للملتقى إلى أن وسائل الدفاع المدني نجحت أيضاً في مكافحة الحريق من دون خسائر بشرية، وكذلك تمت إعادة تسكين نزلاء الفندق في فنادق أخرى، في تناغم ونجاح واضحَين في إدارة الأزمة. وأوضح اليماحي أنه توجد خطَّة وطنية إعلامية للتواصل مع صانع القرار في الإمارات بشكل دائم.

 

مشاركة

جمال الحوسني: الإعلام تقدم من سلطة رابعة إلى أولى

أكد جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث أن الإعلام في عصرنا الحالي تقدم من موقعه المعتاد كـ«السلطة الرابعة» إلى موقع «السلطة الأولى» في ظل ثورة الاتصالات، التي أثبتت أن من يمتلك تقنيات الإعلام وأدواته الحديثة، يلعب دور القوة المؤثرة في الرأي العام، على المستويين المحلي والعالمي، وخاصة في ظل انتشار الأزمات التي تعصف بالعديد من البلدان، فالإعلام سلاح عصري فعال في تغطية الأزمات بكل فروعها وأشكالها، لما له من قدرات هائلة على الانتقال عبر القارات واجتياز الحدود من دون عقبات، ومهما كانت القوانين المانعة في إمكانية نشر الخبر أو متابعة الأحداث الجارية، فإن الإعلام يؤثر بشكل كبير وفعال في الرأي العام والمحلي والعالمي على السواء، فيؤدي إما إلى تفاقم الأزمات أو إلى المساهمة في التخفيف من حدتها وحلها.

 

رؤية

نارت بوران: مواقع التواصل المصدر الأول للأخبار العاجلة المتصلة بالكوارث

أكد نارت بوران، الرئيس التنفيذي لقناة سكاي نيوز عربية أنه في معظم الأوقات لا توجد خطة معدَّة مسبَقاً للتعامل مع الأزمات والكوارث في مجال الإعلام، مشيراً إلى أنه في كل الأخبار العاجلة المتصلة بالكوارث، فإن المصدر الأول لها يكون وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال خلال مشاركته في الجلسة الثانية للملتقى تحت عنوان «الإعلام أثناء الطوارئ والأزمات والكوارث: تجارب وحلول»، التي رأسها أحمد اليماحي من مؤسسة أبوظبي للإعلام، إنه حتى في حريق دبي كان المصدر الأسرع هو وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد ذلك جاءت المؤسسات الإعلامية، مثل «سكاي نيوز عربية» وغيرها من القنوات والمؤسسات الإخبارية.

 وأشار إلى أن القرار الإعلامي في التعامل مع الأزمة لا يُعَدُّ مسبَقاً، وإنما يكون لحظياً، موضِّحاً أنه كلما كان التعامل مع خبر الكارثة أسرع، كان أفضل؛ لأنه يغلق الباب أمام من يريد نشر التحريض والسلبيات.

Email