مؤكداً أن رؤية زايد وضعت الإنسان ركيزة ومحوراً للخطط

هزاع بن زايد: حكومة أبوظبي حكومة للناس ومن الناس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أن حكومة أبوظبي حكومة للناس ومن الناس تُمثّل طموحاتهم وتعمل لصالح المواطنين والمقيمين على حدّ سواء وهو نهجها الواضح والمستمر طوال العقود الماضية.

وقال سموه في كلمة بمناسبة اليوبيل الذهبي لحكومة أبوظبي: عقود خمسة مضت على ولادة حكومة أبوظبي إلا أن تلك الولادة الأولى سبقتها لحظات تأسيسية جمّة تمكّن خلالها سكّان أبوظبي كجميع أهل الإمارات من مواجهة التحديات وابتكار الحلول وصولاً إلى تبلور هذه الرؤى في حكومة حملت على عاتقها أن تكون تجسيداً لأحلام المواطنين وتعبيراً صادقاً عن إرثهم الحضاري وطموحاتهم الكبيرة، فكانت شعلة التأسيس الأولى بكلّ ما تحمله من معانٍ فكرية ووجدانية وإرادة صلبة بداية الطريق لنهضة شاملة ورؤية متقدمة سرعان ما تحولت سياسات حكومية متطورة قادت خطوات المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وما زالت إلى يومنا هذا.

فخر واعتزاز

وأضاف سموه: عندما نتأمل اليوم إنجازات حكومة أبوظبي فإننا نستذكر بكل فخر واعتزاز نشأتها الأولى قبل نصف قرن على يد المغفور له الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي عايشها لحظة بلحظة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله فحافظ على إرث زايد ونهجه في الإدارة الحكومية وقاد المجلس التنفيذي إلى آفاق المستقبل المزدهرة، وذلك منذ تأسيس مجلس التخطيط للإمارة وصولاً إلى تشكيل مجلس الوزراء عام 1971 وانتهاء بتسميته المجلس التنفيذي عام 1974 وفي كل تحولاته هذه تعددت التسميات لكن الروح بقيت واحدة: النهضة والتنمية والتطور لتحقيق سعادة المواطنين ورفاهيتهم.

وقال سموه: إن فهم تطور الجهاز الحكومي لأبوظبي ورؤية الإمارة المتمثّلة في إقامة مجتمع واثق وآمن وبناء اقتصاد مستدام ومنفتح عالمياً ويمتلك القدرة على المنافسة يتطلب منا التوقف ملياً عند المرسوم الأميري الثاني الذي أصدره الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 1966 بتشكيل مجلس تخطيط للإمارة، ويعد هذا المرسوم تاريخياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فمنذ ذلك الحين أصبح للرؤية الإستراتيجية دورها الأساسي في البناء والتنمية وللخطط الطموحة والمدروسة حضورها الفاعل في رسم معالم المستقبل، ذلك المستقبل الذي أشار إليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأنه سيكون مزدهراً باقتصاد المعرفة والابتكار وسيكون للشباب فيه الدور الأكبر كما هم دوماً.

بداية صعبة

وأضاف سموه في كلمته كانت البداية قبل نصف قرن صعبة لكن حكمة القائد ورؤاه تصدت للتحديات وتخطتها ورغم المهمة الجسيمة المتمثلة في بناء الجهاز الحكومي ووضع الخطط وتنفيذها وفقاً لميزانيات مدروسة فقد كان النجاح حليفها إذ إن تلك الرؤية وضعت الإنسان ركيزة ومحوراً تنطلق الخطط منه وإليه منسجمة في كل ذلك مع روح العصر قائمة على أدوات معرفية متقدمة مما وهبها القدرة الفذة على تمثل تطلعات المواطنين وفهمها والتعبير عنها، فاستطاعت الحكومة بذلك أن ترسم آمال المواطنين وطموحاتهم متخذة لها طريقاً واضحاً معبدة بالقوانين والإجراءات التنظيمية والتخطيط حكومة أرادها الشيخ زايد منذ أول شرارة أن تكون منارة الفعل والإنجاز والمبادرة.

ولا تزال حكومة أبوظبي التي نحتفي اليوم بيوبيلها الذهبي برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي لا يقوم حراكها أو ترتسم سياساتها بمعزل عن المجتمع وحاجاته وتطلعاته، بل لطالما أكد سموه مبدأ الشراكة، مستمداً ذلك من التقاليد التي أسس لها الشيخ زايد ومكن لها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حكومة للناس ومن الناس تمثل طموحاتهم وتعمل لصالح المواطنين والمقيمين على حدّ سواء وهو نهجها الواضح والمستمر طوال العقود الماضية.

ثقافة الاستدامة

وأضاف سموه قائلا: لقد سعى الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله إلى أن ينشر الوعي بالتخطيط في الدوائر الحكومية ويجعله ثقافة عامة وكان مؤمناً بأن التنمية الحقّة تصبح أكثر استدامة بالتخطيط الدقيق فهو الأساس والجوهر الذي يجعل الأمم تتقدم بخطى راسخة ولطالما دعا إلى دراسة الماضي وشؤونه وتقاليده وعينه في الوقت نفسه على الحاضر، مشدداً على أن لا ازدهار للحاضر دون تطلع إلى المستقبل بإرادة تنهض بالرؤية وتعمل على إنجازها وبعزيمة تخطط من أجل إحراز النجاحات الراسخة والبناء عليها.. وعليه فإن دراسة تلك الوقائع والظروف واليوميات التي أحاطت بتأسيس أول حكومة في أبوظبي قبل خمسة عقود واختيار أعضائها وتطورها تساعد في التخطيط للحاضر ورؤية المستقبل على نحو أدق.

تحية للمؤسسين المخلصين

قال سمو الشيخ هزاع بن زايد: «إننا ونحن نحتفل بمرور نصف قرن على تأسيس حكومة أبوظبي نوجه التحية لأولئك النخبة المميزة المخلصة من الذين أسهموا في التأسيس للعمل الحكومي منذ خمسين سنة ونتذكرهم بمزيد من الإجلال، مثمنين إنجازاتهم، حريصين كل الحرص في الحفاظ عليها وتطويرها بما يخدم المجتمع، ومما لا شك فيه أن تطوير تقاليد العمل الحكومي يتطلب منا قراءة موضوعية للتاريخ، ومراجعتها بصورة دائمة والاطلاع على مرحلة البدايات للإفادة من الخبرات التاريخية فيتواصل الحاضر مع الماضي من أجل الانطلاق إلى آفاق أرحب ومستقبل أكثر إشراقاً.. ولابدّ من تذكير الشباب بهذا الإرث العظيم لكي يستلهموا الحكمة والإرادة من أولئك الرواد ويواصلوا المسيرة بهمتهم العالية، فهم من سيحمل الراية ويضيف إلى سجل المجد مزيداً من الأمجاد والإنجازات».

Email