تبنت نهجاً تطويرياً يحاكي المستقبل بطموحات لا حدود لها

الإمارات ترتقي باستخدامات الطباعة ثلاثية الأبعاد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت الإمارات عالم تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد من أوسع أبوابه، انسجاماً مع تطلعات القيادة في استشراف المستقبل وفهم احتياجاته وتقديم أفكار استباقية للمساهمة في صناعته، وصولاً إلى تحقيق المركز الأولى عالمياً.

نهج الإمارات التطويري طموحات بلا حدود يتعدى طرح المبادرات إلى خلق نموذج عالمي يتجاوز تطوير الاقتصاد المحلي ليصل إلى نظيره العالمي، وفي هذا الإطار، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استراتيجية دبي للطباعة «ثلاثية الأبعاد»، كمبادرة عالمية فريدة من نوعها، تستهدف تسخير هذه التكنولوجيا الواعدة لخدمة الإنسان وتعزيز مكانة دولة الإمارات ودبي، مركزاً رائداً على مستوى المنطقة والعالم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد.

كما تهدف إلى أن تكون 25% من مباني دبي، مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030.

ويبلغ الأثر الاقتصادي المتوقع للاستراتيجية في اقتصاد دبي قرابة الـ 7.5 مليارات درهم بحلول 2025.

وبدأت العديد من الجهات الحكومية منها البلدية وهيئة الصحة وهيئة الطرق والمواصلات في دبي ومستشفى القاسمي في الشارقة في وضع الأطر التنظيمية والبرامج التنفيذية لاستخدام هذه التقنية لخدمة الإنسان، حيث تم مؤخرا افتتاح «مكتب المستقبل» وهو أول مبنى مطبوع بتكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد في العالم، وتصميم فيلا سكنية ستطبع وتنفذ بتقنية الجديدة في دبي، بالتعاون مع البلدية ومجموعة دبي القابضة، والإعلان عن تأسيس مركز عالمي للطباعة ثلاثية الأبعاد ضمن مجمع دبي الصناعي.

تنظيم

وقال حسين لوتاه مدير عام بلدية دبي: إن استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد ستركز على 3 قطاعات رئيسية هي: البناء والتشييد، والمنتجات الطبية، والمنتجات الاستهلاكية، لافتا إلى أن مشاركة بلدية دبي تتجسد في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية منن خلال قطاع البناء والتشييد، وأن البلدية تعمل حاليا على وضع إطار تنظيمي يتعلق بهذا القطاع ويتضمن المواصفات والمتطلبات الهندسية في مجال المباني، ووضع الأنظمة والتشريعات المنظمة لعملية التسجيل والتأهيل والترخيص والتنفيذ ومتابعة الرقابة والتعديل، فضلاً عن التنسيق مع المتعاملين والدوائر الحكومية والمطورين والمصنّعين وشركات تقنية المعلومات ونشر ثقافة التغيير، إلى جانب متطلبات اختبار المواد التي سيتم استخدامها بالإضافة إلى الاختبارات الشاملة للمباني وعمرها الافتراضي، حيث بدأت البلدية في وضع برامج تفصيلية لتنفيذ مبان بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتم وضع الأطر المنظمة للعمل بهذه التقنية التي تشتمل على محور خاص بالتشريعات والكودات، ومحور خاص بالمواد المستخدمة لهذه التقنية والاختبارات اللازمة لها، بالإضافة إلى تحديد التقنيات والآليات المستخدمة في الطباعة الموقعية.

وأضاف أن الطباعة ثلاثية الأبعاد في المباني لا يزال أكثرها تنفذ داخليا في المواقع الداخلية ويتم طباعة القطع ثم تنقل للموقع ويتم تركيبها ونحن سنعمل على جلب الطباعة ووضعها في موقع المشروع من خلال الاطلاع على تجارب شركات عالمية أميركية وأوروبية.

وأوضح لوتاه: وضعنا برنامجا تنفيذيا وسوف نقوم بعملية تجريبية لطباعة أبنية مصغرة وجار نقاشات مع الشركات المصنعة بحيث تبدأ العملية التجريبية قبل نهاية 2017 ومن ثم سنقوم بتطوير الاجهزة والمواصفات بما يتواكب مع مستجدات هذه التقنية من خلال عمليات التقييم ووضع مقاييس ومؤشرات أداء عدة، بهدف تطوير هذه التقنية في علمية البناء.

وأضاف أن الطباعة ثلاثية الابعاد فيها تصميم والحاسب الآلي هو من يقود الطابعة بناء على التصميم والمقاسات الذي يتضمنه، أما المادة التي تستخدم في عملية البناء أو ما يسمى «الخلطة»، لافتاً إلى أن بلدية دبي تعمل في مختبرها على مواصفات هذه الخلطة التي يتم طباعتها بتقنية ثلاثية الأبعاد، بحيث يكون لها خصائص المتانة وتتلاءم مع الظروف المناخية، حيث ان هذا النوع من البناء لا يستخدم فيه الحديد ولا بد من العمل على مادة تعطي متانة للإسمنت.

فرص اقتصادية

بدوره، قال سيف العليلي الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: إن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تقدم فرصا اقتصادية كبيرة وستضيف الطباعة ثلاثية الأبعاد 300 مليار دولار للاقتصاد العالمي بحلول عام 2025، وتسهم في تخفيض التكلفة ونسبة العمالة، وستوفر الوقت والجهد، لافتا إلى أنه تم مؤخرا إطلاق استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد مبادرة عالمية فريدة من نوعها، والتي تهدف إلى تسخير هذه التكنولوجيا الواعدة لخدمة الإنسان وتعزيز مكانة دولة الإمارات ودبي، مركزاً رائداً على مستوى المنطقة والعالم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030. وستركز الاستراتيجية على 3 قطاعات رئيسية وهي البناء والتشييد، والمنتجات الطبية، والمنتجات الاستهلاكية وذلك بالاعتماد على ميزات إمارة دبي التنافسية والمستقبلية.

وبين أن الجهات ذات العلاقة تعمل حاليا على إعداد الأطر التنظيمية التي من خلالها يتم تسهيل بناء وتنظيم سوق هذه التكنولوجية المتقدمة في القطاعات المذكورة .

وأشار إلى تصميم فيلا سكنية ستطبع وتنفذ بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في دبي، بالتعاون مع بلدية دبي، ومجموعة دبي القابضة، وإنجازها قريباً لتكون من ضمن البرامج التي تنفذها المؤسسة، من خلال استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، لافتا إلى أن البناء باستخدام هذه التقنية يوفر 70% من الوقت، و80% من التكلفة، إلى جانب 50% فأكثر من الأيدي العاملة، مقارنة بالبناء التقليدي.

«صحة دبي»

من جانبه، قال الدكتور محمد الرضا مدير المكتب التنفيذي للتحول التنظيمي في هيئة الصحة بدبي: بدأت الهيئة في وضع إطار تنظيمي للطباعة ثلاثية الأبعاد التي تستهدف من خلالها الاستحواذ على أدوات ومقومات هذه التقنية في المجال الطبي، وصولا إلى استحقاقات دبي، لتكون مركزاً رائداً في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول العام 2030.

وأشار إلى أن نسبة التوفير في الطباعة ثلاثية الأبعاد في الجبيرة والأسنان تتجاوز 80 % فيما يتعلق بعاملي الوقت والكلفة، موضحاً أن الهيئة تحرص على امتلاك دفة التأثير والدعم لحركة التطور في هذا المجال التقني الجديد ومواكبة مستجداته عالمياً.

أبحاث

أكد الدكتور محمد الرضا أن الهيئة لديها 3 طابعات ثلاثية الأبعاد للأبحاث والطباعة التجريبية، إحداها في الهيئة وطابعتان في مسرعات المستقبل، مبيناً في الوقت ذاته أن الهيئة ستقوم باستيراد طابعة خاصة في مطلع العام المقبل وأول ما ستقوم به في استخدام هذه التقنية طباعة ثلاثية للأسنان في 2017، يليها طباعة الجبيرة، وطباعة مجسمات طبيبة بحيث يستفيد منها الأطباء قبل إجراء العمليات الجراحية، إلى جانب استخدام هذه التقنية في تدريس الطلبة في كليات الطب.

Email