خلال «جلسة مع مسؤول» نظَّمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي

لبنى القاسمي: الإمارات تكتب التاريخ عبر نشر التسامح

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في أول لقاء موسَّع مع قيادات المؤسسات الإعلامية الإماراتية والأجنبية العاملة في الدولة، عقب تكليفها بملف وزاري هو الأول من نوعه في العالم، أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الدولة للتسامح، أن الدولة تسهم اليوم في كتابة فصل مهم من تاريخ العالم، بريادتها في مجال نشر قيم التعايش والسلام والتسامح بين الناس، مع سعي دولتنا إلى إطلاق ميثاق عالمي للتسامح، يكون بمثابة المنصة التي يمكن من خلالها تنسيق الجهود وحفز الطاقات نحو تحقيق هذا الهدف السامي، الذي كان وسيظل دائماً ملمحاً رئيساً من ملامح إرث شامخ، أرسى أسسه، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

رسالة الإعلام

ولفتت معالي الشيخة لبنى القاسمي إلى المسؤولية الكبيرة التي يحملها الإعلام كشريك رئيس في ترسيخ مفاهيم التعايش بين الناس، ونشر قيم التسامح بين مختلف فئات المجتمع، سواء كان ذلك داخل حدود الإمارات أو خارجها، لما للإعلام من قدرة على التأثير، منوهة بأهمية هذا الدور، لا سيما في الوقت الذي أخذت فيه مظاهر الإرهاب والعنصرية والكراهية في التنامي، ليس فقط في المنطقة، ولكن في بقاع عدة من العالم، في حين أشارت إلى قيمة الفكر الإيجابي كقوة قادرة على ردع الأفكار الهدامة، ودحض دعاوي الكراهية.

وسطية الإسلام

كما نبّهت وزيرة الدولة للتسامح، إلى الدور المحوري للإعلام في التعريف بوسطية الإسلام، الذي أُقحمت صورته للأسف في مشهد مختلط، بات مرتبطاً بالعنف والتحيز والتمييز ضد الغير والكراهية، وبات المسلم محل شك واتهام، جراء تلك التطورات المؤسفة التي ارتبطت زوراً وعدواناً باسم الإسلام، الذي هو في جوهره الحقيقي دين التسامح والتراحم والمودة بين الناس.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي عُقد في مقر المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في إطار «جلسة مع مسؤول»، التي ينظمها المكتب بصفة دورية، بحضور منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، ومجموعة من القيادات الإعلامية الإماراتية والأجنبية العاملة في الدولة.

روح السلام

وأوضحت لبنى القاسمي أن استحداث هذا الملف الوزاري، الأول من نوعه في العالم، يبرهن حرص القيادة الرشيدة للدولة على إفشاء روح السلام والتسامح، ليس فقط على أرضها، ولكن أيضاً خارج حدودها، في الوقت الذي باتت فيه ظواهر العنف والرفض للآخر تسود المشهد في كثير من الأحيان في مواقع مختلفة من العالم، مشيرة معاليها إلى الطبيعة الخاصة للملف الوزاري، الذي نالت شرف التكليف به، وهو منصب وزيرة الدولة للتسامح، وذلك كونه مرتبطاً بمفاهيم إنسانية، ولا يختص بخدمات محددة وملموسة.

يوم دولي للتسامح

ودعت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، للمساهمة في دعم مبادرة الاحتفال باليوم الدولي للتسامح، الذي يوافق السادس عشر من شهر نوفمبر المقبل، موجهة معاليها الدعوة للجميع للتفاعل مع هذا اليوم، مؤكدة قيمة وأثر مشاركة المجتمع بكافة قطاعاته في هذه المبادرة، التي تعكس عمق ارتباط الدولة بالتسامح.

ولفتت القاسمي إلى التعاون الوثيق مع مختلف الوزارات والهيئات في الدولة نحو تحقيق أهداف البرنامج الوطني للتسامح، الذي اعتمده مجلس الوزراء في يونيو الماضي، منوهة بالتعاون النموذجي، والعون الكبير الذي تقدمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في مختلف المناسبات، دعماً لملف التسامح.

برنامج وطني

وأوضحت أن برنامج التسامح، هو نتاج طبيعي لوسطية الدين الإسلامي، والعادات العربية النبيلة، وحكمة وإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع أساساً قوياً للتسامح، ليس فقط في دولتنا، ولكنه كان من بين أهم الرموز العالمية الداعية إلى للتعايش والتعاون بين الناس.

مشيرة إلى مواصلة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان،رئيس الدولة، حفظه الله، للنهج الواضح ذاته، وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على ترسيخ أسسه وركائزه، بمتابعة حثيثة ودعم مستمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتأكيد مكانة الإمارات كرمز للسلام والتسامح بين الشعوب.

الرؤية والرسالة والقيم

وتحدثت القاسمي حول رؤية البرنامج الوطني للتسامح، والتي تتمحور حول: مجتمع إماراتي يرسخ قيم التسامح والتعددية الثقافية، وينبذ التمييز والكراهية، وتتلخص رسالته في لعب دور رائد في تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر، ونبذ التمييز والتعصب، عبر برامج وطنية بالشراكة مع مختلف الجهات المحلية والإقليمية والدولية.

وتطرق اللقاء كذلك لاستعراض المحاور الخمسة الرئيسة التي يعمل البرنامج الوطني للتسامح ضمنها، وترتكز على: تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح، وترسيخ دور الأسرة في بناء المجتمع، وتعزيز التسامح لدى الشباب، ووقايتهم من التعصب، وإثراء المحتوى العلمي والثقافي، والمساهمة في الجهود الدولية لتعزيز التسامح، وإبراز الدور الرائد للدولة في هذا المجال.

مبادرات نوعية

ويتضمن البرنامج الوطني للتسامح، العديد من المبادرات، منها "صوت التسامح"، والتي تقوم عن اختيار أفراد من مختلف شرائح المجتمع لنشر قيم التسامح ونبذ العنصرية، وذلك من خلال الأنشطة الهادفة، واستخدام مواقع التواصل، وبالشراكة مع وسائل الإعلام المختلفة.

كما تشمل المبادرات، إنشاء مجلس المفكرين للتسامح، والذي سيضم الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى نخبة من أهل العلم والخبرة، للمساهمة في وضع السياسات التي تعزز التسامح واحترام التعددية.

ومن المبادرات كذلك، برنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات، والذي يعد البرنامج الأول على مستوى العالم، ويهدف إلى نشر قيم التسامح في الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، وذلك من خلال الالتزام بمعايير ومؤشرات محددة تعزز التعايش.

كما سيتم إطلاق الميثاق الإماراتي في التسامح والتعايش والسلام، وهو بمثابة مجموعة من المواثيق المرتبطة بالمواطن والمقيم، والتي تهدف إلى تعزيز التسامح وقبول الآخر واحترام التنوع الثقافي، إضافة إلى إنشاء مركز الإمارات للتسامح، والذي سيعنى بإعداد الدراسات المختصة، والتي ترتكز على تأصيل وتعزيز التسامح.

التوجّه العام

وترتبط خطة عمل وزارة التسامح بشكل وثيق، مع رؤية الإمارات 2021، وتنبثق من خلال محاورها الأربعة الرئيسة، وهي: منهجية العمل الذي ستكون بالتعاون والتنسيق مع الغير في قطاعات عدة، وذلك لتنفيذ خطط الدولة الرامية إلى إبراز أهمية التسامح كقيمة مجتمعية ذات أولوية لدى المجتمع، وتأكيد حرص والتزام الإمارات نبذ العنف والتعصب والتمييز.

وستعمل وزيرة الدولة للتسامح وفريق عملها، بالتعاون مع عدد كبير من الشركاء المتوقعين، لتنفيذ برامج وطنية لغرس قيم التسامح والوئام ونبذ الكراهية ، كما أن وزارتي الدولة للتسامح والسعادة، تديران ملفات مرتبطة بتعزيز قيم مجتمعية، وبالتالي، سيكون عَمَلهما مرتبطاً بأعمال كل الجهات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وتعتبر وزيرة الدولة لشؤون الشباب ومجلس الإمارات للشباب، شريكين استراتيجيين مهمين في سبيل الوصول إلى شريحة الشباب.

تعزيز دور الشباب

ويسعى البرنامج الوطني للتسامح، إلى تعزيز قيم التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التطرف، ومراجعة المناهج الدراسية، بالتعاون مع الجهات المختصة، ومتابعة إعداد مقررات دراسية ترسخ القيم الصحيحة للإسلام عند الشباب، كما سينظم البرنامج الوطني للتسامح قمّة رواد التسامح، وهي قمة مخصصة لجمع الروّاد في قطاع التواصل الاجتماعي والمميزين على مستوى الفئات العمرية الشبابية وكتاب الأعمدة والمقالات.

نشر قيم التسامح

ويسعى البرنامج الوطني للتسامح، إلى تنفيذ مجموعة من الأفكار التي يمكن من خلالها تعريف الأطفال بقيمة التسامح، ومن بينها على سبيل المثال، اختيار شخصية كرتونية مؤثرة، لتمثل قيم التسامح في المسلسلات الكرتونية المخصصة للطفل، إضافة لتعزيز مبادئ التسامح للأندية الرياضية والأندية الطلابية في الجامعات والكليات والمعاهد، لدعم قيم التسامح، بالتعاون مع الجهات المعنية، في حين ستقوم الوزارة بتأسيس رابطة تعنى بتعزيز التواصل بين مختلف الجاليات في الدولة.

7 أسس رئيسة ترتكز عليها قيم التسامح

الإسلام، حيث يشتمل القرآن والسنة والتاريخ الإسلامي على العديد من الأدلة التي تحث على التسامح وترغب فيه، وعلى غيرها من الأدلة التي ترفض التعصب.

الدستور الإماراتي الذي يشجع على المساواة والحرية وعدم التمييز، خصوصاً في مواده رقم 25، 32، 40.

إرث زايد، الأخلاق الإماراتية، حيث عُرف المجتمع بإرثه الأصيل في السماحة والسلام والتعددية الثقافية والانفتاح، ورسخ هذا الإرث، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والمؤسسون الأوائل، وتسير على خطاهم القيادة الرشيدة.

المواثيق الدولية، حيث تلتزم الإمارات بمواثيق منظمة الأمم المتحدة، والتي خصّصت سنة 1995 عاماً للتسامح، وتم تخصيص يوم سنوي خاص للتسامح، وهو السادس عشر من نوفمبر كل عام.

الآثار والتاريخ، فالدولة مليئة بالشواهد، وذاكرة أبناء الإمارات زاخرة بالقصص التاريخية التي تعكس واقع التسامح كقيمة أصيلة لسكان الدولة.

الفطرة الإنسانية، فمن الفطرة السليمة للإنسانية، التعارف وقبول الغير والعيش مع الآخر دون بغض وحقد وتنافر.

القيم المشتركة، حيث تتشارك الشعوب في الكثير من القيم والمبادئ والمصالح، والتي تضمن للجميع التفاهم والتعاون والتضامن.

مؤتمر دولي وجائزة عالمية ومجلس للمفكرين أبرز المبادرات

يعمل البرنامج الوطني للتسامح، على إبراز دور الدولة كبلد متسامح، من خلال المشاركة في الأنشطة والفعاليات والاجتماعات الدولية ذات العلاقة بالتسامح ونبذ العنصرية والتطرف والتمييز، وإقامة المؤتمر الدولي للتسامح.

وهو مؤتمر سنوي، سيناقش سياسات الدول في التسامح وعدمه، ويخرج بتوصيات للتعامل مع تحديات كل مرحلة، في حين يعتزم البرنامج الوطني للتسامح، إطلاق جائزة الإمارات العالمية للتسامح، والتي ستندرج تحت فعاليات المؤتمر الدولي للتسامح.

وتكرّم أصحاب الفكر والمبادرات والمساهمات الدولية لدعم ونشر قيم التسامح، إضافة إلى تنظيم اللقاء السنوي للسفراء في الدولة، واللقاء السنوي لسفراء الدولة في الخارج، وإطلاق الميثاق العالمي للتسامح والتعايش والسلام، ومبادرات إقليمية ودولية مشتركة لتعزيز التسامح بالشراكة مع شركاء دوليين.

الدليل الإرشادي الإماراتي مرجع الباحثين في التسامح

من بين خطط البرنامج الوطني للتسامح لإثراء المحتوى العلمي والثقافي للتسامح، تدشين الدليل الإرشادي الإماراتي للتسامح، وهو إصدار يحتوي على أهم المصطلحات ذات العلاقة والقوانين المحلية والدولية، بحيث يعتبر مرجعاً محلياً ودولياً للباحثين في المجال.

وفي مجال دعم المواد الثقافية والإعلامية، سيتم إطلاق حملة لنشر وتأليف وتنفيذ 1971 (تأسيس الدولة) كتاباً وبحثاً علمياً وقصة وبرنامجاً تلفزيونياً وبرنامجاً إذاعياً وفيلماً قصيراً، كوسيلة لنشر قيم التسامح وتعزيزها.

كما يسعى البرنامج لتأسيس الموقع الإلكتروني للمراجع الموثوقة ذات العلاقة بالتسامح، وإطلاق برنامج تلفزيوني عن التسامح من تاريخ الدولة قبل الاتحاد وبعده، والآثار ذات العلاقة، وإطلاق برنامج تليفزيوني آخر لرواية قصص من التاريخ الإسلامي في التسامح، بالإضافة إلى إطلاق ميثاق المبادئ الإماراتية.

البرنامج الوطني للتسامح يرسّخ دور الأسرة المترابطة

يُعنى البرنامج الوطني للتسامح، بترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع، وذلك من خلال إطلاق مبادرات مشتركة مع وزارة الداخلية، تختص بفئات المجتمع المختلفة، خصوصاً فئة المحكومين، وإطلاق مبادرات مشتركة مع وزارة تنمية المجتمع، تختص بفئات المجتمع المختلفة، خصوصاً فئة المتزوجين.

وكذلك إطلاق مبادرات مشتركة مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، تختص بفئات المجتمع المختلفة، وإطلاق مبادرات مشتركة مع وزارة التربية والتعليم، تختص بالمعلمين والطلاب، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات مشتركة مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، تختص بفئات المجتمع المختلفة، وإطلاق مبادرات مشتركة مع مؤسسة التنمية الأسرية، تختص بفئات المجتمع المختلفة، خصوصاً فئة الأمهات.

Email