زار «الهيلي» وأمر بتطويــــر واحـات العين والتقى عدداً من الأهالي

محمد بن زايد: أجيال المستقبـل تستلهـم تراثنــا لمواجهة التحديات بعزيمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يولي عناية خاصة بالعادات والتقاليد المتوارثة، ومن أهمها التواصل مع أبناء الوطن، والاستماع إليهم، والتعرف إلى شؤونهم وأحوالهم.

جاء ذلك خلال لقاء سموه، عصر أمس، عدداً من أهالي مدينة العين، خلال زيارة سموه واحة الهيلي التاريخية التي اشتهرت بنخيلها وأفلاجها ومواقعها الأثرية.

وقال سموه: «إن وجودنا اليوم في هذا المكان وما يحمله من معانٍ أصيلة وتاريخية وثقافية متجذرة في هذه الأرض، التي تزخر بكل ما يعبّر عن ماضي وتراث الأجداد العريق، يحمّلنا مسؤولية نقل هذه الأمانة إلى أجيال المستقبل، لتفخر بماضيها وموروثها الوطني، مستلهمة من عطاء الآباء والأجداد ما يمكّنها من مواصلة بناء الوطن ومواجهة التحديات بكل عزيمة واقتدار».

تواصل

وتبادل سموه والأهالي الأحاديث الودية، بما يعكس نهج التواصل الذي يميز مجتمعنا وتقاليدنا المتوارثة، والترابط القوي والمتين بين القيادة والشعب، وبما يجمعهم من حب لتراب هذه الأرض الطيبة والانتماء للوطن والتضحية لأجله، والمحافظة على مكتسباته الوطنية والتاريخية، مستندين إلى قيم أصيلة من التآلف والتلاحم والترابط كأسرة واحدة.

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن سعادته بحضوره بين أهالي مدينة العين، وما يشكّله من فرصة للتواصل معهم والالتقاء بهم في حب الوطن.

وأكد سموه اعتزازه وشعب الإمارات بما خلّفه الآباء والأجداد من تاريخ حافل وموروث وطني زاخر بالسير والأحداث والمواقف المجيدة، التي تروي قصة الإنسان على هذه الأرض وإبداعاته وإسهاماته، وتطلعاته نحو وطن عزيز منيع، لتكون زاداً تستلهم منه أجيالنا الحاضرة والمستقبلية العزم والإرادة والتصميم والطموح، لتواصل بناء الوطن وتعزيز مكانته بين الأمم والشعوب.

تطوير

وأمر سموه بتطوير واحات العين وما جاورها من حصون وقلاع، باعتبارها أحد أبرز المعالم التاريخية والتراثية في المنطقة. وتهيئتها لتصبح وجهة سياحية جاذبة للزوار، موجهاً سموه ديوان ولي عهد أبوظبي، بالإشراف والتنسيق مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والجهات المعنية، بالعمل على وضع الخطط والآليات المناسبة، لتطوير وتجهيز الواحات بكل المتطلبات والخدمات اللازمة، لجعلها مقصداً مفضلاً للزوار والسياح.

وشمل التوجيه مراعاة خصوصية الواحات، بما يحافظ على عراقتها التاريخية وأصالتها ومميزاتها القيمة، بوصفها أحد المعالم البارزة في تاريخ ووجدان أبناء الإمارات، وشاهداً على مرحلة تاريخية مهمة في حياة الآباء والأجداد، شكّلت فيها الواحات شريان الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، إلى جانب تحسين مستوى الخدمات وإنشاء المرافق المتنوعة في أماكن القلاع والحصون والمواقع الأثرية المنتشرة في العين، بما تحمله من ملامح الأصالة والهوية الوطنية بأبعادها المعمارية والجمالية والتراثية الأصيلة، بالشكل الذي يحقق حفظ وصون وحماية التراث الثقافي لإمارة أبوظبي، ويعزز الفخر الوطني والوعي الثقافي بين أبناء الوطن.

وتضمن التوجيه استثمار إمكانات هذه المواقع الأثرية والتاريخية، وما تتمتع به من مقومات سياحية متعددة، بما يسهم في تعزيز وتنمية القطاع السياحي، ورفد المكانة الاقتصادية لإمارة أبوظبي، تماشياً مع الرؤية المستقبلية 2030.

وشملت جولة سموه برج هيلي «برج بن رايح» الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر، حيث أعادت دائرة الآثار والسياحة بناءه في ثمانينيات القرن الماضي على أنقاض البرج القديم.

وكان البرج قد بُني على مرتفع، ليكون برجاً لحراسة واحة الهيلي والمراقبة، وتمت إعادة بنائه على الطريقة التقليدية باستعمال اللبن والطين، فيما دعمت أساساته بالحجارة.

ممرات

كما تضمنت جولة سموه مزارع واحة الهيلي التي تقع شمالي مدينة العين وممراتها الداخلية ومسارات أفلاجها، حيث نشأت واحة الهيلي كواحات العين الأخرى على مياه الأفلاج، إذ يغذيها فلج الهيلي الذي يجلب المياه الجوفية من شمالي مدينة العين بطول 10 كيلومترات.

وكان سموه قد استمع من سيف سعيد غباش، المدير العام لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وعدد من المسؤولين في الهيئة، من خلال المعرض التعريفي الذي نُظّم في برج هيلي، إلى شرح للمواقع الأثرية والثقافية في مدينة العين المسجلة في قائمة التراث العالمي (اليونيسكو)، استناداً إلى أهميتها العالمية من الناحيتين التاريخية والأثرية.

تلاحم

من جانبهم، أبدى الأهالي سعادتهم وسرورهم بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معربين عن مشاعر الحب والولاء للقيادة الحكيمة، ومثمنين نهج القيادة الرشيدة من أجل رفعة الوطن والمواطنين، وداعين المولى عز وجل أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان، وعلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، موفور الصحة والعافية، وأن يبقيه ذخراً للوطن، ومؤكدين أن هذه اللقاءات تعكس عمق التلاحم والوفاء بين القيادة والشعب والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الغالي.

وألقى عدد من الشعراء قصائد وطنية بهذه المناسبة، عبّرت عن فخر واعتزاز شعب الإمارات بما حققته دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من مكانة رفيعة.

حضر اللقاء سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من الشيوخ والمسؤولين.

قلاع وأبراج وبيوت تاريخية وتراث يمتد آلاف السنين

تتكون واحة الهيلي من مبانٍ تاريخية عدة، تتنوع ما بين القلاع والأبراج والبيوت والمساجد الطينية، ويحد الواحة من الشمال برجا سيبة هيلي، حيث بني أحدهما بأمر من المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، (المربع الشكل) في أربعينيات القرن الماضي، والبرج الآخر المعاد بناؤه في الثمانينيات يعود إلى القرن التاسع عشر.

ويقع إلى جانب خط الفلج الذي ينبع من الشمال على بعد 10 كيلو مترات تقريباً، وتوجد أيضاً بقايا برج آخر على مسار الفلج في شمال الواحة الذي يعتقد أنه من القرن الثامن عشر، كما يوجد في شمال الواحة مسجد وقلعة بن رحمة.

ويعتقد أن بناءه تم في القرن التاسع عشر، ويتوسط الواحة بيت بن هادي الذي جرت فيه بعض التنقيبات الأثرية المصاحبة لعمليات الترميم، وعُثر على بعض اللقى الأثرية التي تعود إلى نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، إضافة إلى أبراج أخرى تتضمنها واحة الهيلي.

وتعتبر هذه المواقع هي الوحيدة على مستوى دولة الإمارات المسجلة على قائمة التراث العالمي، التي تعد شاهداً فريداً على الاستيطان البشري المستمر في ظروف مناخية وجغرافية صعبة، كما يعتبر فلج الهيلي أقدم فلج أثري مكتشف على مستوى العالم، حيث تشير الدراسات إلى أن عمر الفلج يعود إلى فترة العصر الحديدي.

وشملت المواقع المسجلة مجمع حفيت ومجمع هيلي ومجمع بدع بنت سعّود ومجمع الواحات، حيث أُدرجت في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، بناءً على معايير عدة، أهمها معيار يعتمد على تفرد المواقع الأثرية، لكونها شاهداً على ثقافات وتقاليد استثنائية، مثل نظام الري بالفلج، ومعيار يهتم بأنماط البناء المعمارية المتميز وتقنيات البناء المهمة في تاريخ البشرية، ويتضح ذلك جلياً في هندسة عمارة المدافن الموجودة في حفيت وهيلي وبدع بنت سعود، ومعيار يختص بالمستوطنات البشرية التقليدية.

Email