الملتقى يبحث إشكالية التعاطي مع منشطَي «الإمفيتامينات والكبتاجون»

«حماية» يطالب بشبكة لاستقصاء أنواع المخدرات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب المشاركون في ملتقى حماية الدولي الثاني عشر لبحث قضايا المخدرات، الذي افتتح أمس، ويستمر لثلاثة أيام في فندق «انتركونتيننتال فيستيفال سيتي دبي»، بضرورة استحداث شبكة معلومات حديثة ومتطورة في المنطقة، تتعاون جدياً لجمع البيانات والمعلومات عن جميع أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية وآثارها النفسية والبدنية، وتركيباتها الكيميائية، وخصائصها الإدمانية، وتحديد مصادر جميع أنواع المواد المخدرة، وأماكن زراعتها أو تصنيعها، والمواد التي تدخل في تصنيعها ومصادرها، مع تحديد أنواع وكميات المخدرات والمؤثرات العقلية المضبوطة، ومناطق عبورها، ونقاط ضبطها، ووسائل تهريبها، وأساليب إخفائها، وأهدافها المقصودة، وأسماء الأشخاص المتورطين وجنسياتهم، وأعمالهم، وأسبقياتهم الجرمية وشركائهم، والعصابات التي ينتمون إليها.

تحديات

وقال الفريق خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، في الملتقى الذي يأتي هذا العام تحت شعار «الدور الإقليمي والوطني للحد من المنشطات «الأمفيتامينات والكابتجون»: إن المخدرات أصبحت أكثر تعقيداً مما كنا نتصوره سابقاً، وذلك بحسب الأرقام والإحصاءات التي تصدرها المؤسسات الدولية المعنية، موضحاً أن الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للمخدرات، تتداخل بشكل كبير، ولم يعد بالإمكان الحديث عن مشكلة فردٍ مدمنٍ، أو أسرة وقع أحد أفرادها في التعاطي والإدمان، ولم تعد مشكلة جزئية أو حالات فردية يمكن التعامل معها بمنطق العمل الفردي أو العمل المؤسسي غير المترابط وغير المتكامل، حيث إن أحدث إحصاءات الأمم المتحدة التي رصدتها عبر عدد من المؤسسات الدولية والإقليمية، تؤكد ما يتم الإشارة إليه، فوفقاً للإحصاءات الأخيرة، رصدت الأمم المتحدة 541 مؤثراً عقلياً جديداً، تم الإبلاغ عنه من (95) بلداً وإقليماً، وذلك عبر نظام الإنذار المبكر التابع للأمم المتحدة، وهذا الرقم يشير إلى أكبر تحدٍ استراتيجي تواجهه مؤسسات إنفاذ القانون، سواء الأمنية أو الرقابية أو القضائية أو العلاجية، ويتمثل هذا التحدي في توفر أنواع من المؤثرات العقلية التي تمتاز بتنوعها المستمر، وتعدد أشكالها، وتغير طبيعتها، التي تجعل من الصعوبة التعامل معها من زاوية مكافحة العرض، أي تقليل نسب المواد المخدرات والمؤثرات العقلية في الأسواق.

حضور

حضر الافتتاح، اللواء عبد الرحمن محمد رفيع مساعد القائد العام لشؤون إسعاد المجتمع والتجهيزات، واللواء الأستاذ الدكتور محمد أحمد بن فهد مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب، واللواء محمد سعد الشريف مساعد القائد العام لشؤون الإدارة، واللواء محمد سعيد المري مدير الإدارة العامة لإسعاد المجتمع، واللواء الدكتور السلال سعيد بن هويدي الفلاسي مدير الإدارة العامة للشؤون الإدارية، واللواء أحمد كمال الدين سمك عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات (فينا)، والعميد عيسى آمال قاقيش مدير المكتب العربي لشؤون المخدرات في مجلس وزراء الداخلية العرب، والعميد صقر المريخي مدير مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لدول مجلس التعاون الخليجي، والقاضي الدكتور حاتم علي ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون، والدكتور أمين الأميري وكيل الوزارة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص بوزارة الصحة، وخالد الكمدة، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع، وعدد من مديري الإدارات العامة ومراكز الشرطة، ضباط القيادة العامة لشرطة دبي.

مسؤولية مشتركة

وأوضح الفريق المزينة، أن تلك التحديات تجعل المشكلة أكثر تعقيداً، بشكل يستدعي العمل يداً واحدة، وفق رؤية واحدة لمواجهتها والتعامل معها، فالأسرة والمدرسة ودُور العبادة والأجهزة الأمنية والجهات الصحية والمؤسسات الاجتماعية والشبابية والأنشطة الرياضية، ووسائل الإعلام وغير ذلك، كلها مسؤولة بشكل مباشر عن معالجة هذه المشكلة، وإلا أصبحت سبباً في انتشار هذه الظاهرة السلبية، واتساع مداها إذا لم تؤدِ هذه المؤسسات واجباتها، وتحمل مسؤولياتها على الوجه الأمثل، وقد تكون في المقابل، الركائز والدعائم الأساسية التي يعتمد عليها المجتمع بكل مكوناته لمحاربتها والوقاية منها، وحماية الأجيال القادمة من هذا الخطر والوباء الكاسح، وهذا ما أكده تقرير المخدرات العالمي لعام 2016، الذي أكد على أهمية التنمية المستدامة وخطتها حتى عام 2030، موضحاً أن التقرير خص أربعة محاور رئيسة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمشكلة المخدرات، وهي التنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، ومجتمعات مسالمة وعادلة وشاملة للجميع.

جهود مشتركة

ولفت المزينة إلى أن لمؤشرات واتجاهات انتشار وتفشي مشكلة المخدرات، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي خليجياً وعربياً، يجدون أن هناك إشكاليات كثيرة تحيط بها، مشيراً إلى أن اختيارهم للمنشطات «الإمفيتامينات والكابتجون» موضوعاً للملتقى، يعود إلى إشكالياتها المتعددة المرتبطة بها، وقد وصفتها الأمم المتحدة بكونها مشكلة متزايدة، ولكنها اليوم، وفقاً للأمم المتحدة أيضاً، قد أصبحت مشكلة كبيرة ومعقدة، خاصة أنها أصبحت ثاني أكثر المخدرات التي يتم تعاطيها بعد القنب، وهذا ما يحاول ملتقى حماية الدولي في دورته الحالية، تسليط الضوء عليه من مختلف الزوايا القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها، والعمل على الخروج بإطار عمل مشترك يخدم جميع الأهداف.

جلسات الملتقى

بدأ الملتقى جلسته الأولى، برئاسة الدكتور أمين الأميري وكيل الوزارة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص بوزارة الصحة في الإمارات، واستهلها مارتن راثير هيوبر من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، تناول فيها التعريف العلمي للمنشطات الاصطناعية «الأمفيتامنيات والكابتجون»، وأصنافها، وأبرز مناطق الإنتاج، واتجاهات وتطورات انتشارها دولياً، وتأثيرها في الجهاز العصبي المركزي، كما عرض الأشكال التي تأتي على هيئتها المنشطات، والأسباب التي تدفع بالبالغين إلى تعاطيها، وطرحت ميشيل سبان ضابط الارتباط بالقنصلية الأميركية بدبي، اتجاهات وتطورات انتشار المنشطات «الأمفيتامنيات والكابتجون» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونتائج استغلال الكابتجون في منطقة الشرق الأوسط، مثل لبنان وتركيا ومصر.

تحديات كبيرة

وتناول العقيد عبد الرحمن العويس نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية في الإمارات، في ورقته، اتجاهات وتطورات انتشار المنشطات «الأمفيتامنيات والكابتجون» في الإمارات، موضحاً أنها شهدت تفاقماً كبيراً جداً خلال السنوات الخمس الأخيرة، واستعرض بعض وسائل إخفائها وخطوط التهريب، وأسباب تصاعد محاولات تهريبها في المنطقة، والتي كان أحدها الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، إضافة لتناوله وسائل وآليات التصدي لمحاولات تهريب الكابتجون، والتنبؤات المستقبلية للإشكالية.

إحصائية

أشار العقيد عبد الرحمن العويس نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية، إلى أنه تم ضبط نحو 50 مليون قرص كبتاجون في الإمارات منذ عام 2011 وحتى نهاية عام 2015، إضافة لضبط 196 متهماً في تلك القضايا خلال 3 أعوام الماضية.

 

تشديد على رقابة الواردات وضرورة التوعية عبر المناهج

أشار الدكتور أمين حسين الأميري وكيل الوزارة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص بوزارة الصحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى ضرورة إيجاد لجنة عليا لمراقبة شركات الشحن السريع، ووضع منظومة متكاملة للرقابة على الواردات عن طريق هذه الشركات، إضافة إلى أهمية إدراج المواضيع التي تتبنى الحد من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المناهج الدراسية للمراحل المختلفة بطريقة علمية مدروسة.

وقال الدكتور أميري إنه من الضروري تحديد حجم المشكلة في المجتمع، من خلال الدراسات الميدانية على الفئات المستهدفة، معللاً بأنه من شأن هذه الدراسات، الوقوف على أسباب الظاهرة ومدى انتشارها، وبالتالي، تزويد المؤسسات بقاعدة بيانات تسهل عليها اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة، بجانب دعوة المؤسسات المعنية بالشباب والأطفال، إلى تعزيز تفاعلها مع المجتمع، وألا تكتفي بالطروحات النظرية، والقيام بدلاً عنها بفعاليات ميدانية على مستوى الأسر والجماعات الاجتماعية الأخرى، بغية زيادة الوعي الجماهيري بالمخاطر الجسيمة التي تشكلها ظاهرة تعاطي المخدرات.

تاريخ المنشطات

وأكد الأميري أن الأمفيتامينات أنواع عديدة، وأشهرها الكابتجون والريسالين والديكسامفيتامين والاميفامفيتامين، وهذه العقاقير صنعت أساساً للمساعدة على اليقظة، وأيضاً للتقليل للشهية للطعام بهدف التخسيس، مشيراً إلى أنه يرجع تاريخ المنشطات لعام 1887 م، وأول من وصف آثاراها كان في عام 1928. وفي عام 1935، تم إنتاج المادة المنشطة كأقراص تستخدم لحالات النوم القهري.

ولفت الدكتور الأميري رئيس الجلسة الأولى، إلى أن معطيات المحاضرات الثلاثة، تتلخص في مجموعة نقاط أساسية، إذ أنه ونظراً لوجود الجهود الدولية، نرى تزايد الضبطيات منذ عام 2013 عالمياً، والضبطيات المعلنة ضمن قطاع إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كانت واضحة بتقرير الأمم المتحدة، وأنه من الملاحظ أن الظروف السياسية لبعض الدول في الإقليم، جعلت من زيادة إنتاج وسوق عقاقير الكبتاجون، هو المصدر الرئيس لهذه الدول في دعم الإرهاب ومنظمات إرهابية، وأن ضعف الرقابة من بعض الحكومات في الإقليم، جعلت من مصانع الأدوية مصدراً لصناعة وإنتاج أدوية مزورة.

%12

أوضح القاضي الدكتور حاتم علي مدير وممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي أن إقبال النساء على تعاطي المخدرات زاد بنسبة 12 % العام الجاري عن العام الماضي، وأهمها الامفيتامينات، كما انخفض سن المتعاطين من 10 إلى 6 سنوات، مشيراً إلى أن مخدر السبايس، تغير شكله هذا العام 112 مرة، وأن أحد أهم هذه الأشكال، تهريبه وبيعه على أنه أحد منتجات الأطفال كما الحلوى.

حكاية روح

شهدت فعاليات الملتقى، عرض فيلم درامي قصير بعنوان «حكاية روح»، سيناريو بلال ميرزا وإخراج صابر الذبحاني، وبمشاركة عدد من الممثلين الإماراتيين، حيث تناول الفيلم، وقوع شابين من أسرة واحدة ضحايا للمخدرات ووفاتهما، الأمر الذي تسبب بمأساة اجتماعية مؤلمة.

كما شهد الملتقى، تكريم الفريق خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي، الضباط المتقاعدين والمميزين، إضافة إلى داعمي الدبلوم الإلكتروني وخريجي برنامج الدبلوم الإلكتروني، الذين اجتازوا البرنامج بنجاح.

Email