بيئة فريدة من الجبال والصحراء والسهول والأودية والسبخات الملحية

أبوظبي تحتضن 432 نوعاً من النباتات و382 من الطيور

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمتد أراضي إمارة أبوظبي إلى الجبال والصحراء الواسعة والسهول والأودية والسبخات الملحية المتكاملة التي تعتبر بيئة فريدة من نوعها عالمياً، إذ تزخر بصور الحياة البرية والطيور والنباتات، وتأوي 402 نوع من النباتات و49 نوعا من الثدييات و382 من الطيور و67 نوعاً من البرمائيات والزواحف.

وتعد البيئة الصحراوية في الإمارة موطنا ثريا بالتنوع البيولوجي وتتميز جميع الكائنات الموجودة فيها بقدرة نادرة على التكيف مع المناخ القاسي الجاف بسبب قلة تساقط الأمطار وشدة جفاف التربة فضلا عن انخفاض المحتويات العضوية فيه وتعيش في هذه الظروف مجموعة متنوعة مثل «البرمائيات والزواحف والثدييات».

وتعود أولى الملاحظات العلمية المسجلة المتعلقة بالحياة البرية والنباتات في دولة الإمارات لأكثر من قرن ونصف القرن من الزمان، ومنذ تأسيس الدولة عام 1971 نمت وتيرة البحث العلمي بشكل كبير مع تقدم البلاد في مجالات أخرى كثيرة، واكتسبت الكثير من الأنواع الحية الجديدة التي تم العثور عليها في الإمارات أهمية عالمية.

تكيّف

كما إن حوالي 70 نوعا من الزواحف ونوعين من البرمائيات تتكيف للتأقلم على الظروف الصحراوية في دولة الإمارات وتسكن المناطق المحمية الرئيسية مثل جبل حفيت ومحمية المرزوم ومتنزه القرم الوطني ومحمية الحبارى وبعض الجزر وتشمل السحالي مثل أبو بريص والضب.

ويعيش في الدولة ما لا يقل عن 14 نوعاً من الأفاعي الأرضية «الحيات» من أبرزها «الحية العمياء» وهي حية صغيرة غير ضارة تشبه الدودة لا يوجد منها ذكور إذ إن جميعها إناث تضع بيوضا رقيقة القشرة غير مخصبة تفقس عن حيات صغيرة من الإناث وهذا النوع من التكاثر يسمى «التوالد العذري» وكذلك «الحية القرناء» وهي من الثعابين الخطرة سميت بهذا الاسم لوجود زائدتين قرنيتين على رأسها تعيش في المناطق الرملية رأسها مسطح يحمل غدد السم ولها نابان أماميان متحركان يبرزان للخارج عند فتح الفم، وتتحرك جانبيا على الرمال وتستطيع دفن نفسها في الرمال بحركات اهتزازية.

أما «الحية البوا الرملية» فيتكيف شكلها للاختباء والتحرك داخل الرمال وتتغذى غالبا على السحالي لا تمتلك سما ولا أنيابا وتقتل فريستها عن طريق عصرها وهي من الحيات الولودة، وتعيش «الحية ذات الحراشف المنشارية» على الشريط الساحلي أو في المناطق الداخلية على مسافة من الشاطئ تتغذى على الفئران والطيور والسحالي والضفادع والعقارب والديدان، أما «حية السجاد» فهي أفعى سامة جدا صغيرة الحجم تستوطن البيئات الصحراوية وتفضل الأماكن الجبلية.

كما تكيف في الإمارات عدد من «الثدييات» وهي في الغالب صغيرة الحجم فتكتفي بالحد الأدنى من الماء والغذاء مثل «القنفذ». أما «الزبابة» فيوجد نوع وحيد منها في دولة الإمارات وتعتبر «الزبابة القزم» التي تم اكتشافها في الإمارات عام 2000 أصغر أنواع الثدييات في العالم إذ لا تزيد المسافة بين أنفها وطرف ذيلها على 70 ملليمترا.

المها العربي

كما انتشرت قطعان المها العربي سابقا في أرجاء شبه الجزيرة العربية كافة وبالرغم من أن نطاق تواجدها الطبيعي في أراضي الإمارات غير معروف بشكل دقيق وواضح لكن من الممكن العثور عليها في صحراء غرب الإمارات إلى جانب السهول الجبلية.

ونجحت جهود دولة الإمارات بإعادة المها العربي بعد اختفائه أكثر من 40 عاما واقترابه من الانقراض حيث عاد للتكاثر في مواطنه البرية بفضل مشروع إكثار المها العربي الذي تبنته الدولة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» والذي يعتبر من أهم البرامج التي نفذت عالميا في مجال الحماية والإكثار للحفاظ على المها العربي من الانقراض.

وأصبحت الإمارات موطنا لأكبر عدد من المها العربي في العالم حيث يتواجد في الدولة حاليا 6200 رأس مها عربي معظمها في أبوظبي، ويعتبر المها العربي أحد أكبر الثدييات في المنطقة العربية وجزءا مهما من تراثها عبر التاريخ وهو أحد أنواع الظباء كبيرة الحجم ويبلغ وزنه نحو120 كيلوجراما وطوله نحو 1.5 متر.

وتستضيف الدولة أكثر من مليوني طائر مهاجر كل عام، حيث يبلغ عدد طيور الفنتير «الفلامنجو» وحدها أكثر من عشرة آلاف، كما يزور الدولة العقاب النساري ومرزة البطاح والنسر المرقط الكبير والعقاب المصري.

نباتات برية

وتشير الدراسات العلمية إلى أن أكثر الأنواع النباتية انتشارا توجد في شمال الدولة وتمثل ما نسبته 70 % من مجموع الأنواع النباتية البرية المنتشرة في الإمارات وحوالي 60 % من هذه النباتات هي نباتات حولية حيث تنبت وتزهر وتكمل دورة حياتها خلال فترة قصيرة بعد سقوط المطر.

11

تعيش في الإمارات 11 نوعاً من القوارض وهي أكثر الثدييات انتشاراً، وتوجد في جميع البيئات من الصحارى إلى قمم الجبال والجزر والمدن وتشمل «السنجاب والفأر والجرذ والجربوع».

وتنتشر الأرانب في معظم مناطق الدولة في الصحراء والسهول والجبال وتتباين ألوانها نتيجة للتكيف مع البيئة الطبيعية وقد طورت الأرانب تكيفات فسيولوجية وسلوكية مكنتها من البقاء والتكاثر في البيئات المناخية القاسية للدولة وتتوالد بأعداد كبيرة مما يحميها من الانقراض.

Email