طلاب المدارس يشاركون في تصور معالم البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 السعادة أولوية استراتيجية لدولة الإمارات، التي تسعى إلى أن تصبح أسعد دول العالم، مستندة إلى روح الاتحاد الذي قام على فكرة تحقيق السعادة والرفاه لشعب الإمارات، انطلاقاً من فهم عميق لما تشكله السعادة كفكرة عظيمة شغلت البشرية وقادتها في رحلة ملهمة منذ نشأتها الأولى، لتصبح هبة ونعمة للإنسانية ورمزاً لحياة مزدهرة عامرة بالخير.

وبناء على هذه الرؤية أصبح تحقيق السعادة وغرس قيم الإيجابية في المجتمع الغاية الأسمى لعمل الحكومة في دولة الإمارات، وتم إطلاق البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، الذي يهدف إلى خلق البيئة الملائمة والممكّنة للناس لتحقيق السعادة.

وقد شارك آلاف الطلاب في تخيل وتصور معالم البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، ومستقبل السعادة والإيجابية في دولة الإمارات، واستلهمت أفكارهم ورؤاهم في تصميم شعار البرنامج الذي جاء نابضاً بالحياة والتفاؤل والأمل، ومعبرا بصدق وعفوية وبساطة عن الشعور بالسعادة، كونهم الأقدر على التعبير عن السعادة الحقيقية والبريئة.

وتعاون البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية مع وزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، في مبادرة "السعادة والإيجابية في عيون أطفال الإمارات" التي دعت طلاب المدارس الحكومية والخاصة في الدولة من الصف الأول إلى الصف السادس الأساسي إلى التعبير عن منظورهم وتصورهم للسعادة والإيجابية بالرسم والألوان.

كان السؤال المطروح "كيف ترى السعادة والإيجابية؟"، وترك المجال مفتوحاً أمام الأطفال ليجيبوا على هذا السؤال بدون قيود أو معايير ومتطلبات، بحثاً عن مشاركات معبرة وملهمة.

ولقيت المبادرة تجاوباً كبيراً، واستقبل البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية آلاف المشاركات من كافة مدارس الدولة، وتم إثر ذلك تحليل المشاركات بناء على عنصرين هما الألوان والموضوعات التي تنوعت بين الطبيعة وحب الوطن والمرح والاحتفال والتعلم والإيمان والاتحاد، كما عبر الكثير من المشاركين عن السعادة والإيجابية من خلال رسم اللحظات الجميلة مثل اللقاءات مع العائلة والأصدقاء والاحتفالات وغيرها.

وأوكلت عملية التقييم والتحليل إلى لجنة ضمت نخبة من خبراء علم النفس والمختصين، قامت بتحليل الألوان المستخدمة في الرسومات، لتجد أن الألوان الزاهية المشرقة عكست عناصر الحياة والطاقة الإيجابية، وأبرزت 4 مواضيع عامة شكلت رؤى الأطفال للسعادة هي: الطبيعة، والانتماء الوطني، والانطباعات الشخصية، والروابط الاجتماعية.

كما تم تحليل الرسومات من حيث المعاني والإيحاءات، وقد برزت عناصر جمالية عامة فيها مثل الخطوط العريضة المتواصلة التي توحي بالشعور بالأمان والثقة. وحملت الألوان إيحاءات مختلفة، إذ عبر اللون الأحمر عن الانطلاق والاستمتاع بالحياة، بينما مثل الأصفر الذكاء والطبيعة الإيجابية المشرقة، فيما عبر الأخضر عن الشعور بالتفرد والتميز، والبرتقالي عن المودة والترابط الاجتماعي، وأوحى الأزرق بالتعاطف والرحمة.

في محور الموضوع، جسد الكثير من الرسومات الطبيعة والأطفال يلهون ويلعبون، فيما تناولت رسومات أخرى الفخر بالانتماء الوطني وركزت على علم الإمارات، مقدمة صوراً من الحياة في ظل الأمن والاستقرار في دولة الإمارات كمصدر للسعادة.

وعلى مستوى الانطباعات الشخصية، لاحظ الخبراء أن كثيراً من الرسومات عبرت عن السعادة من خلال الحس العالي بأهمية الإنجاز، وبتأكيد التفرد في مختلف المجالات، وبالتركيز على التحلي بالإيجابية والتفاؤل كطريقة للوصول إلى السعادة.

وفي محور الموضوعات الاجتماعية، ركزت الرسومات على العلاقات الأسرية المترابطة، واللعب مع الأصدقاء، كعناصر لتحقيق السعادة.

شكلت هذه الموضوعات وغيرها من الرموز التي اشتملت عليها الرسومات مصدر إلهام لتصميم شعار البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية الذي جاء شاملاً لعدد من العناصر، وهي الشمس: وتعبر عن البحث عن المعرفة والحكمة، وعلم الإمارات: ويعبر عن الوحدة وحب الوطن والعادات والتقاليد، والوجه المبتسم: ويعبر عن الصداقة والود، الزهرة: وتعبر عن المحبة والعلاقات الإنسانية، والبحر: ويمثل الترابط العاطفي، والعائلة والأصدقاء: ويعبر عن الدعم والترابط الاجتماعي، والنخلة: وتعبر عن حب الطبيعة والتناغم والانسجام، والغيمة: وتجسد الطموح العالي والطموحات، وقطرات المطر وتعبر عن التجدد وروح التسامح.

وقد تم استلهام هذه الرموز في تصميم شعار البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية الذي جاء نتاجاً مشتركاً لرؤى أطفال الإمارات وخيالهم الخصب وتعبيرهم العفوي عن منظورهم للسعادة والإيجابية ومستقبل السعادة والإيجابية في دولة الإمارات.

وقد جاءت مقاربة البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية التي انتهجها في مبادرة "السعادة والإيجابية في عيون أطفال الإمارات" عبر حشد جهود الأطفال بنتائج متميزة، إذ اعتمد الطابع التعاوني التكاملي، ما حفز لدى المشاركين روح التعاون بدلاً من التنافس، وأشعرهم بأهمية وفائدة المشاركة والفوز الجماعي، كما أن المبادرة جسدت نهج حكومة دولة الإمارات التي ترى أن تحقيق السعادة ونشر الإيجابية عملية وطنية تشاركية ينخرط فيها الجميع، لأن بناء مجتمع سعيد إيجابي، مهمة جماعية يلعب كل فرد دوره في تحقيقها من خلال اتخاذ القرار بأن يكون سعيداً.

سخرت دولة الإمارات الإمكانات والطاقات لجعل السعادة والإيجابية محوراً للسياسات والبرامج والخدمات وثقافة مجتمعية وفردية، وقد ترجم حجم المشاركة في مبادرة "السعادة والإيجابية في عيون أطفال الإمارات"، هذه الجهود بشكل واضح ومؤثر أكد أن روح التفاؤل التي تعززها القيادة منتشرة وآخذة بالنمو على مستوى مجتمعي، وأن دولة الإمارات على الطريق الصحيح لأن تصبح مركزاً عالمياً للسعادة والإيجابية.

Email