في اليوم العالمي للسلام.. الدولة تؤكد سياستها القائمة على الوسائل السلمية والوسطية لـــــــــــحل الخلافات

الإمارات نموذج في التسامح والتعايش الحضاري وإرساء الخير في العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تجسد الإمارات في اليوم العالمي للسلام، الذي يحتفي به العالم اليوم، نموذجاً فريداً للتسامح الديني والاعتراف بالآخر والتعايش الحضاري بين مختلف الجنسيات والأديان، فقد أضحت قبلة للاعتدال والتوازن والعيش المشترك، فالكل على هذه الأرض يعيش في بوتقة واحدة، وبيئة أصيلة تفعّل القيم النبيلة المستمدة من الفكر الإسلامي السمح، والأخلاق الإنسانية العالية، خاصة قيم السلام والخير والعدل والمساواة وغيرها من المبادئ والمفاهيم التي تصون حقوق الإنسان وتحترم حقه في الحياة، وتؤكد الإمارات سياستها القائمة على الوسائل السلمية والوسطية لحل الخلافات.


ويجمع المراقبون على أن ما وصلت إليه الدولة من نجاحات وازدهار تنموي مدعوم بحالة رائعة من حالات الأمن والاستقرار يمثل حصاداً طبيعياً لما توليه قيادة الدولة الرشيدة من اهتمام بالإنسان أولاً، وما تبذله من جهود ومبادرات فاعلة لحفظ السلم والأمن الدوليين.


وأولت الدولة جل اهتمامها بقضايا السلام العالمي منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر من العام 1971، حيث تسير الإمارات على مبدأ إحلال السلام ونشر المحبة والخير في دول العالم كافة، متخذة من هذا المبدأ بعداً أساسياً في السياسة الخارجية للدولة الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسير على نهجه القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تأكيد هذا البعد وتعميقه وتطويره عبر مساهمات عدة قامت بها الدولة على مختلف الصعد الإنسانية والسياسية والاقتصادية.


بذور التسامح
وسعى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، منذ توليه الحكم إلى نشر بذور التسامح والمحبة بين أهالي الإمارات السبع، حتى صارت دولة واحدة ومتكاملة كشعب واحد تجمعه قيادة واحدة، ومن ثم انتقل إلى دول الخليج ودعا إلى إنشاء مجلس التعاون الخليجي كخطوة أولى نحو الوحدة، ثم تلتها دعوات كريمة نحو نبذ الفرقة والنزاعات بين الدول العربية لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي.


وكان الشيخ زايد مؤمناً بالتضامن العربي، حيث دعا إلى إيجاد تعاون بين جميع الدول، مبني على مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولقد استشعر بواجبه في استخدام ثقله الشخصي والسياسي في الأوساط العربية والدولية من أجل تحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط.


رؤى زايد
ويمكن القول إنه في ظل ما يعانيه العالم من اضطرابات واحتقانات وحروب وتوترات طائفية ودينية وعرقية تستنزف جهده وتحرفه عن العمل المشترك من أجل رفاهية شعوبه وسلامها وتنميتها وتعايشها، فإنه أحوج ما يكون إلى استلهام رؤى وأفكار المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الدعوة إلى السلام العالمي، وإلى التعاون بين الأمم والشعوب من أجل إسعاد البشرية، وتركيز الجهد على التنمية باعتبارها الأساس القوي للاستقرار على المستويين المحلي والعالمي، إضافة إلى العمل من أجل تعميق قيم التسامح والحوار بين الثقافات والحضارات في مواجهة دعاة الصدام والصراع الذين يرفعون شعارات خبيثة هدفها وضع بني البشر في مواجهة بعضهم بعضاً باسم الدين أو غيره.


نموذج للعالم
وقدمت دولة الإمارات نموذجاً عملياً للعالم كله يثبت العلاقة الوثيقة بين السلام والاستقرار وقيم الاعتدال والوسطية والانفتاح من ناحية، وبين التقدم والنهضة من ناحية أخرى، وهو نموذج ملهم في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي تعيشها البشرية وتكثر فيها أسباب الصراع والصدام وعدم الاستقرار ويسقط الأبرياء في مناطق عدة من العالم، ويعاني ملايين البشر ظروفاً معيشية صعبة جراء النزاعات والصراعات المسلحة.


ولا خلاف على أن السياسة الخارجية الإماراتية تمثل نموذجاً للحيوية والفاعلية والديناميكية، ويعود ذلك بالأساس إلى تبني القيادة السياسية في دولة الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رؤية ذات محددات وركائز واضحة لإدارة العلاقات مع العالم الخارجي.


الحفاظ على الأمن
ويؤكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن الإمارات تسعى دائماً إلى تعزيز وتطوير علاقاتها في مختلف المجالات مع مختلف الدول الصديقة كون الإمارات ترتبط بعلاقات تعاون مشترك مع مختلف الدول وتعمل دائماً على الحفاظ على الأمن والسلم العالميين، وتسعى إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك وتطوير علاقات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية مع الدول والمؤسسات العالمية ذات العلاقة.


ويقول سموه: إن السياسة الخارجية لدولة الإمارات قائمة في مبادئها وممارستها على الوسطية والاعتدال وصيانة الأمن والاستقرار واعتماد الوسائل السلمية لحل الخلافات الداخلية والخارجية والاحتكام للشرعية الدولية واحترام سيادة الدول وتطلعات الشعوب وإقامة علاقات تعاون مع كل دول العالم.


ويؤكد سموه التزام الدولة بمسؤولياتها الدولية، حيث تسعى بشكل دؤوب لتعزيز وتنسيق برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإغاثية للدول النامية، فضلاً عن مساهماتها في الجهود الدولية لحفظ السلام وإعادة الإعمار ومواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة، وهو ما يؤكد شراكتها المتميزة في ضمان صيانة السلم والأمن الدوليين، وإسهامها الفاعل في مختلف أنشطة الأمم المتحدة وبرامج وكالاتها المتخصصة، مقدمة مساعدات بلغت قيمتها مليارات الدولارات.


التعايش والمساواة
ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن الدولة تؤمن بالتعايش والسلام والمساواة بين الشعوب كافة، مشيراً إلى أن هذه السياسة ثابتة لدولة الإمارات منذ قيامها.


ويقول إن الدين الإسلامي الحنيف هو دين السلام والمحبة والعدل والتسامح والمساواة، دين الحضارة والعلوم ودين الخلق القويم، والمسلمون من دون الدين الحنيف يفقدون كينونتهم، لأن قيم ومفاهيم وتعاليم هذا الدين الحنيف باتت ممزوجة في كينونتنا وفي سلوكنا وحياتنا اليومية.


ويشدد على أن الصراعات والنزاعات التي تعصف بالمنطقة «اليوم» قضت على المنجزات السابقة لدول كاملة، وهذا دليل لا يقبل الشك بأن الشراكة هي قاعدة التنمية، وأن الصراعات والنزاعات لا تشكل تهديداً للوجود البشري فقط بل تطال القيم والتقاليد والأخلاق.


ويضيف سموه: لو علم الناس أن تكلفة بناء أكبر الحضارات كانت أقل بكثير من تكلفة أصغر الحروب لتغير وجه العالم، ومنذ اللحظة الأولى التي أطلقنا فيها رؤيتنا كان واضحاً لنا أن مسيرتنا طويلة وصعبة، لأنها مسيرة اشتباك بين قوى التقدم وقوى التخلف وبين عوامل البناء وعوامل الهدم.


تعايش بين الحضارات
ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الإمارات لا تألو جهداً في العمل على بناء أسس الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات والأديان والشعوب المختلفة على قاعدة التسامح والانفتاح بعيداً عن نزعات الصدام والتطرف والتعصب والعنف.


ويقول إن دعم جهود السلم والأمن والاستقرار والتنمية في العالم يمثل أحد الأهداف الرئيسية لدولة الإمارات، من منطلق إيمانها بأن تحقيق السلام والأمن هما المدخل الأساسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع شعوب العالم.


ويؤكد أن الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لا تتردد أبداً في المشاركة الفاعلة مع المجتمع الدولي في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وبما يعزز قيم السلام والتعايش والعدالة في مناطق العالم المختلفة.


ويوضح سموه أن الإمارات استطاعت أن تخلق نموذجاً للتعايش بين أكثر من مئتي جنسية يعيشون على أرضها بروح من المحبة والوئام والتفاهم رغم الاختلافات بينهم في الثقافة والدين والعِرق، فمظلة التعايش التي تحميهم تتيح لهؤلاء جميعاً العيش المشترك وممارسة العبادات المختلفة بحرية.

لبنة أولى
رسخ المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، اللبنة الأولى والدعامة الأساسية والأساس الراسخ لنهج السياسة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة القائمة على مبدأ التعاون والتعايش والاعتراف بالآخر والبناء ودعم السلام في دول العالم حين قال، رحمه الله: «إن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تستهدف نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس ميثاق الأمم المتحدة والأخلاق والمثل الدولية، وإن دولتنا الفتية حققت على الصعيد الخارجي نجاحاً كبيراً حتى أصبحت تتمتع الآن بمكانة مرموقة عربياً ودولياً بفضل مبادئها النبيلة، ولقد ارتكزت سياستنا ومواقفنا على مبادئ الحق والعدل والسلام، منطلقين من إيماننا بأن السلام حاجة ملحة للبشرية جمعاء».


تحرك نشط لاحتواء الأزمات في العالم
قامت الإمارات بجهود مكثفة وتحرك نشط من أجل العمل على احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، وسعت بشكل دؤوب ومستمر لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية، خاصة تلك التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية، فضلاً عن مساهماتها الأخرى الفاعلة في العديد من عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين، وإعادة الإعمار في المناطق بعد انتهاء الصراعات، وهو ما يجسد شراكتها المتميزة مع أطراف عدة، وتفانيها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة المتمثلة في حفظ السلم والأمن الدوليين.


زيارة تاريخية
وأخيراً قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارة تاريخية لدولة الفاتيكان معبرة عن حالة التسامح الديني وحرية العقيدة ونبذ التمييز والكراهية التي تسمو بها دولة الإمارات. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أهمية زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للفاتيكان، والتي تعد من أعلى الزيارات على مستوى دول الخليج للفاتيكان، والتي أكدت على أهمية الحوار البناء بين البشر من جميع الأديان.


وقال سموه: لدينا اعتقاد في مستقبل يتميز بالتقدم الإنساني يتحدد من خلال نهجنا للنهوض بالتنمية في جميع أنحاء العالم، ولكن يتم التعبير الأفضل عنه من خلال المجتمع الذي أنشأناه داخل دولة الإمارات، وداخل المنطقة التي تعج بالصراع الطائفي. وفي ختام زيارة الرئيس جوكو ويدود رئيس جمهورية إندونيسيا إلى دولة الإمارات يومي 13 و14 من شهر سبتمبر أكدت الدولة وجمهورية إندونيسيا سعيهما المشترك إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.


وأكد محمد الشامسي نائب مدير إدارة التعاون الدولي والأمني بوزارة الخارجية والتعاون الدولي أن تبني المجتمع الدولي لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وفّر الفرصة للمجتمع الدولي لتقييم إنجازاته في هذا المجال ووضع آليات لمواكبة التطورات الجديدة في مجال مكافحة الإرهاب والتحديات الجديدة.


حقوق الإنسان

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال إطلاق الاستراتيجية الوزارة في مارس 2011 أنه في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فإن الإمارات تدعم الجهود الدولية بشأن تعزيز حقوق الإنسان التي تضمن لجميع شعوب العالم التمتع بحرية العيش في سلام وأمن وازدهار.

تمكين المرأة أساس راسخ لبناء السلام

تؤمن الإمارات بأن تمكين المرأة في أوقات السلم، وكذلك في حالات الصراع، يعد أمراً رئيسياً لبناء السلام والأمن المستدامين في المجتمعات، وجهودها الرامية لوضع النساء في المقدمة ووسط جدول أعمالها المتعلقة بالسياسة العامة كانت ضرورية للحفاظ على نموذج معتدل ومنصف وناجح في تطوره، ونعتقد أن دور المرأة في التخفيف من حدة الصراع والوقاية منه وحله يعد محورياً لأولوياتنا الوطنية، وكذلك من ضمن أولويات دول المنطقة.

وبناء على ذلك، قررت دولة الإمارات أن تضع المرأة والسلام والأمن في طليعة أولوياتها في الأمم المتحدة، وذلك انطلاقا من القناعة الراسخة بأن المرأة تعد من عوامل الرقي والتقدم الخاصة.وأيدت الإمارات قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 (2000) بشأن المرأة والسلام والأمن، والذي يرتكز على أربعة أعمدة رئيسية هي: المشاركة، والحماية، والوقاية، والإغاثة والإنعاش. وقد ظلت الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بالمساهمة بشكل كبير في إجراء دراسة عالمية بشأن تنفيذ القرار رقم 1325 من خلال استضافة سلسلة من حلقات النقاش حول المرأة والسلام والأمن بالشراكة مع الأمم المتحدة للمرأة ومعهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن.


وقد تناولت حلقات النقاش موضوعات مثل دور المرأة في مكافحة التطرف وكيفية تسخير أفضل التقنيات الحديثة في عمليات حفظ السلام.
 
مكافحة الإرهاب وتعزيز التسامح
تسهم الإمارات في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التطرف العنيف، وتعزيز التسامح الديني في العالم عبر مشاركتها في رئاسة مجموعة العمل المعنية بمكافحة التطرف العنيف والتابعة للمنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب.


فيما تستضيف الدولة المركز الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف «هداية» وهو مركز مستقل ومتعددة الأطراف «مركز للفكر والفعل» متخصص في التدريب والحوار والتعاون، والبحث للتصدي للتطرف العنيف بكافة أشكاله.


وفي أبريل 2015، استضافت أبوظبي «المنتدى الثاني لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، والذي يسعى إلى تعزيز رسالة أن الإسلام هو دين السلام، ويرتكز على أساس من قيم التسامح ومراعاة حقوق الإنسان، في 19 يوليو 2014، أعلنت الإمارات العربية المتحدة إنشاء «مجلس حكماء المسلمين»، وهو عبارة عن هيئة دولية مستقلة تتألف من أربعة عشر عالماً من علماء المسلمين يهدف إلى تعزيز القيم والممارسات المتسامحة التي تشكل جوهر عقيدتنا.


وتمول الإمارات مشروعاً بقيمة 20 مليون دولار لتدريب الأئمة في المناطق الريفية في أفغانستان بشأن التعاليم الصحيحة والمعتدلة للإسلام.
وأطلقت مركز «صواب» في أبوظبي، وهو مبادرة مشتركة من قبل حكومتي الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.

تواصل الأمم شرط لاستقرار المنطقة

تؤمن الدولة بأن تواصل الأمم والشعوب مبدأ سام، وشرط أساسي لضمان استقرار المنطقة ورخائها وازدهارها، وهي تعمل على ضمان سيادة هذا المبدأ في العلاقات الدولية في أكثر من اتجاه، وعلى كافة الصعد والمستويات. وتعي الدولة أن الوصول إلى تحقيق هكذا هدف استراتيجي وسام يستوجب العمل على إشاعة وتأصيل المفاهيم الإنسانية النبيلة لدى الشعوب، وتربية الأجيال القادمة على ذلك.

وتعتقد الإمارات أن العيش بأمان ودونما أي تهديد يطال وجوده وحياته حق مقدس للإنسان، أفراداً وجماعات، شعوباً ودولاً. وقد ترجمت الدولة إيمانها هذا بالعمل على إشاعة مفاهيم الصداقة، واحترام حق الآخر بالحياة الآمنة، التي توفر للأفراد وللشعوب فرص الانصراف إلى بناء حياة كريمة غير خاضعة للتهديد من هذا الطرف أو ذاك من الدول التي تشاركها العيش على هذه الأرض. وبدأت الدولة سعيها في هذا الاتجاه لتكريس هذه المفاهيم في المنطقة التي تعيش فيها أولاً وصولاً إلى أرجاء العالم الأخرى.

مجتمعات آمنة وخالية من التطرف

في مطلع مايو الماضي أدلى محمد الشامسي نائب مدير إدارة التعاون الدولي والأمني بوزارة الخارجية والتعاون الدولي أمام المناقشة العامة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها الدائم بنيويورك بشأن استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، ببيان دولة الإمارات الذي جددت فيه التزامها بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره، داعية المجتمع الدولي لمضاعفة جهود المكافحة الكفيلة بالوصول إلى مجتمعات أمنة وخالية من التطرف والإرهاب. كما جدد موقف الإمارات المؤكد على أن الإرهاب ظاهرة عالمية تتجاوز الحدود والثقافات والأديان قائلاً "لم تعد هناك دولة أو مدينة في العالم بمأمن من خطره فقد تسببت الهجمات الإرهابية الشنيعة التي حصلت في السنوات الأخيرة في أضرار هائلة منها وقوع آلاف القتلى والجرحى المدنيين وتفاقم أزمة المهاجرين وتدمير الممتلكات والتراث الثقافي الأمر الذي يُحتم علينا أن نطور من الاستجابة الدولية لمواجهة الإرهاب".

تحديث التعليم لمواكبة المستجدات العالمية

وضعت دولة الإمارات لنفسها نسقاً تنموياً يعد مثالاً حياً للتسامح والتعايش، عبر مشروع تعليمي وثقافي يرسخ هذه القيم في نفوس النشء والمجتمع. وقد ارتقت الإمارات بنظامها التعليمي إلى مراتب عليا تركز على بناء الإنسان الواعي والمبدع والمبتكر خدمة للبشرية جمعاء.

كما أولت الإمارات ممثلة بقيادتها الرشيدة؛ أهمية خاصة لتطوير وتحديث نظم التعليم لديها بشكل جذري، ليواكب المستجدات التقنية والثقافية، ويحقق الاستجابة الكاملة لاحتياجات التنمية ومتطلباتها، وذلك انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن توفير التعليم للجميع يشكل إحدى القضايا الكبرى التي تستحق تسخير كل الإمكانيات لمواجهتها، ولأن التعليم هو السلاح الأنجع لمواجهة الفقر والجهل، اللذين يشكلان أرضية خصبة لتنامي التطرف والإرهاب واتساع دائرتهما.

Email