تستوعب 160 ألف شخص و70 % منها لإسكان المواطنين

«زهرة الصحراء» مدينة صديقة للبيئة بدبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مازالت دبي أسطورة الصحراء والجوهرة الرقمية وسط الرمال تقدم لنا أجمل ما يمكن أن تشاهده الأعين، وآخرها بدء بلدية دبي تنفيذ مدينة متكاملة صديقة للبيئة على شكل زهرة في الصحراء.

وتجسد مدينة «زهرة الصحراء» رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتتماشى مع سياسة الدولة باتباع نهج عمراني مستدام بما يضمن تقدم الصفوف العالمية لحماية البيئة.

معايير الاستدامة

والمدينة، التي تقع في منطقة الروية، تعد نموذجاً لما وصلت إليه دبي من مراحل متقدمة في تبني معايير الاستدامة، وتعزز دورها المحوري كمركز عالمي للمال والأعمال بما يضعها في مقدمة المدن التي تدعم تطبيق التقنيات الخضراء والنظيفة وانتشارها الواسع وهو تطبيق يتميز بالتخفيف من درجات الحرارة وتنقية الهواء من الملوثات.

بيئة ذكية

وستكون المدينة الواعدة سكانية بنسبة 75% وستوفر 40% من الكهرباء الذاتية إجمالياً مع 200 ميغاوات. وبلغ عدد الأراضي في المنطقة نحو 20 ألف قطعة سكنية لإسكان المواطنين وسط بيئة ذكية ومستدامة ونظيفة، ومن المتوقع أن تستوعب المرحلة الأولى قرابة 160 ألف نسمة بينهم 120 ألف مواطن يتم توزيعهم حسب الاستدامة الثقافية.

وتبلغ مساحة الأرض المخصصة أكثر من 14 ألف هكتار، ويحيط بها حزام أخضر وستعتمد على مواردها الذاتية من وسائل النقل والمواصلات وتوفير الطاقة وتدوير المياه الصحية التي ستوفر أكثر من 40 ألف متر مكعب من المياه الصالحة.

وتتألف الوحدات السكنية من فلل مستقلة ومتلاصقة وأخرى في مجمعات سكنية وتوفر السكن المستقبلي للعائلات الصغيرة، فيما يعتمد التصميم على أساس الفرجان ويضم كل فريج خدمات متكاملة خاصة بسكانه دون الاعتماد على الخدمات المقدمة خارج المدينة.

ويوجد في المدينة ثلاثة أنواع من المساكن؛ «مساكن مواطنين وفلل وقطع أراض» تستخدم فيها الطاقة المتجددة ومتطلبات البيئة النظيفة ليضاف إلى مشاريع أخرى عملاقة في الإمارة.

مدينة متكاملة

«زهرة الصحراء» ستكون مدينة متكاملة تضم مدارس ومراكز تسوق وعيادات ومستشفيات ومركز شرطة ومساجد وغيرها من الخدمات، ويتبنى بها فكر التقليل من الازدحامات المرورية والنقل وزيادة الرقعة الخضراء.

وستعتمد المدينة على الطاقة المتجددة ومتطلبات البيئة وتدوير النفايات الذاتية، وستكون المباني متوافقة بما يخفض درجة الحرارة ويقلل استهلاك الكهرباء.

وتتميز بصروحها الرائعة وطرازها الاستثنائي من حيث فرادة التصميم مع مساحة حياة هادئة مثالية مفعمة بالراحة المطلقة.

وستكون نموذجاً عالمياً تحافظ على البيئة ومقللة بدرجة كبيرة من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وتحافظ على الموارد الطبيعية ويستخدم في إنشائها أحدث وسائل التكنولوجيا العصرية وتقنيات المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، وجاءت في الوقت المناسب لمواكبة التطورات في الاقتصاد العالمي في الاقتصاد الأخضر.

وتتميز المدينة بأن الحزام الأخضر فيها يعتمد بنسبة 100% على مياه معاد تدويرها من محطة الصرف الصحي وخاضعة لمعالجة خاصة فيما تعتمد نظام إدارة لمخلفات الصلبة ونظام إدارة الصرف الصحي، حيث يتم تدوير مياه الصرف الصحي وإعادة استخدام المخلفات الصلبة في المسطحات الخضراء كأسمدة أو منتج للطاقة، إضافة إلى استخدام غاز الميثان الناتج عن المخلفات في المدينة كمصدر للطاقة الكهربائية التي تغذي مختلف أرجاء المدينة.

وقال المهندس داوود الهاجري، المدير التنفيذي لإدارة التخطيط: إن المشروع يعتبر من أكبر المشاريع المستدامة على مستوى العالم، حيث يقع بين منطقتي الروية والعوير عبر طريق الإمارات في اتجاه الصحراء، ويعتمد هيكل تخطيطه العمراني شكل نبتة زهرة الصحراء متعددة الألوان، والتي تتلاءم مع البيئة الصحراوية كرمز للاستدامة، حيث تتكامل جميع احتياجات الأفراد في مكان.

البصمة الكربونية

وأشار إلى أن المدينة تستوعب 160 ألف شخص 70% منها لإسكان المواطنين، مشيراً إلى أن ما يميز المنطقة هو استخدام الطاقة البديلة المتجددة بنحو 40% إضافة إلى تقليل البصمة الكربونية بمقدار 300 طن كربون سنويا، فضلاً عن المعالجة الذاتية لمياه الصرف الصحي والتزويد الذاتي لمياه الري وحقول للحبس الحراري.

ونوه الهاجري إلى أن المدينة ستعتمد من خلال الألواح الشمسية في الأراضي غير المستخدمة على إنتاج طاقة معادلة للطاقة التي تستهلكها بواقع 200 ميغاوات، إضافة إلى الألواح الشمسية على أسطح المنازل ومنطقة الأعمال على امتداد 465 هكتاراً.

وأوضح أن المدينة فيها أكثر من 700 هكتار كحزام أخضر للإنتاج الزراعي المستقل، ويعد عازلاً بين المدينة والمنطقة الصحراوية وخط قطار الاتحاد الذي يحد المدينة من الجنوب.

Email