ينقلن المرضى والمصابين بسرعات تتجاوز 160 كيومتراً في الساعة

سائقات سيارات الإسعاف.. بارعات رغم خطورة المهنة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حب الأعمال الإنسانية ومساعدة المحتاجين والعمل لخدمة الوطن، هي صفات تتميز بها المرأة الإماراتية بامتياز، ولكل مواطنة توجهها الخاص في العطاء، كما الحال مع المواطنات خلود نور، وأسماء عبد الرب، وصفية محمود، ونسيمة عبد الرحمن، اللواتي اخترن منافسة الرجال في وظيفة لطالما كانت حكراً لهم، حيث التحقن بوظيفة سائقات سيارات الإسعاف في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، لنقل المرضى والمصابين بسرعات تتجاوز 160 كلم في الساعة في حالات الطوارئ واستجابة للبلاغات.

خلود نور، لم تتردد لحظة واحدة عندما عرض عليها العمل كسائقة ووجدت كل التشجيع من الأهل علماً أنها كانت تدرك أن مقارعة السائقين في الشوارع والطرقات تحتاج الى حنكة وبراعة والصبر، حيث قالت: «قيادة سيارة إسعاف، ليست بالأمر الهين، وليس كل من يقود سيارة يكون قادراً على التحرك بمركبة إسعاف، موضحة أن قيادة الإسعاف تحتاج إلى تركيز شديد، وفي الوقت نفسه التحرك بسرعة للوصول إلى المصابين في وقت قياسي، لأن التأخر في الوصول سواء للمريض أو المستشفى يعرض الشخص لمضاعفات بليغة، وقد يؤدي للوفاة أحياناً، لذلك نضطر أحياناً للسير على سرعة 160 كيلومتراً في الساعة خاصة على الطرق السريعة مثل، شارع الشيخ محمد بن زايد، وشارع الشيخ زايد، رغم أننا ندرك أن مخاطر القيادة على هذه السرعات محفوف بالمخاطر.

مجهود

أما زميلتها نسيمة فتقول «نتعرض للكثير من المواقف الصعبة أثناء عملنا، ونتوجه إلى إسعاف إصابات بليغة جداً، لكننا نتماسك، ونخالف طبيعتنا النسائية، حتى نستطيع نقل المصاب إلى المستشفى من دون تعريضه لأي مضاعفات»، وتضيف: «جميع سائقات الإسعاف خضعن لدورات تدريبية على الإسعافات الأولية وبالتالي لا يقتصر دورنا على قيادة السيارة فقط، وإنما نساعد زملاءنا في السيارة على تقديم الإسعافات الأولية للمصابين في الحوادث، ومن ثم نقوم بنقلهم لأقرب مستشفى بعد التنسيق مع غرفة العمليات التي تتولى بدورها توجيهنا الى المستشفى، فإذا كانت الإصابة بليغة تنقل لقسم الطوارئ في مستشفى راشد، وإن كانت بسيطة تنقل الى البراحة أو مستشفى دبي، بالإضافة إلى نقل بعض لحالات إلى مستشفيات القطاع الخاص الموقعة اتفاقيات مع المؤسسة.

وتضيف: لم يسبق حدوث وفاة لحالات أثناء نقلها معي في السيارة، ولكن نقلت حالات ذات إصابات بليغة تسمع فيها تأوهات المصاب، ومناشدته الإغاثة، وهذه الحالات تدفعنا إلى المخاطرة بمضاعفة السرعة، رغم التحديات التي تواجهنا في أوقات الذروة حيث تكون الشوارع مغلقة.

تحدٍ

ومن جهتها تقول أسماء عبد الرب، إنها حصلت على وظيفة خدمة عملاء في هيئة حكومية، لكن الوظيفة المكتبية لم ترضها، لأنها تحب العمل الإنساني والعمل الذي به تحدٍ أيضاً، واختارت أن تكون سائقة سيارة إسعاف لتثبت أن هذه المهنة ليست حكراً على الرجال كما يعتقد البعض، مؤكدة أن بنت الأمارات أثبتت نفسها في المواقع القيادية والخطوط الأمامية في الدفاع عن الوطن ومكتسباته.

وتتابع أنها لم تجد معارضة من الأهل، الذين رحبوا بهذه الوظيفة الإنسانية، وهم لا يمانعون أن تتركهم ساعات الليل بمفردهم، لأنهم يعلمون أنها تسهم في إنقاذ أرواح مرضى ومصابين.

بدايات

ولا تنسى صفية محمود أول مرة قادة بها سيارة الإسعاف، حيث كانت في البداية مرتبكة وخائفة كون سيارة الإسعاف تختلف بتجهيزاتها ومعداتها وكبر حجمها عن السيارات العادية، ولكنها بعد فترة قصيرة تخطت المرحلة وبدأت تنافس الرجال في عملها.

وتضيف سرعة السائقة يحكمها البلاغ فعندما تكون هناك إصابات بليغة تتطلب النقل الى المستشفى بسرعة قصوى، لأن ما يفصل المصاب عن الموت قد يكون دقائق، مشيرة إلى أن للمؤسسة هدفاً وهي الوصول الى أماكن البلاغات في أقل من 8 دقائق، ونطمح للوصول إلى 4 دقائق في عام 2020، وهي أرقام فلكية وقياسية تتطلب السير بسرعات عالية جداً.

دعم المرأة

يقول خليفة بن دراي المدير التنفيذي لمؤسسة خدمات الإسعاف «المؤسسة حريصة على توظيف المواطنات في كل المهن عملاً بسياسة حكومة دبي بدعم المرأة، وكان تحدياً كبيراً أن يتم توظيفهن في مهنة صعبة جداً مثل مهنة سائق إسعاف».

 ويكمل «تولى فريق من الكادر التدريبي في المؤسسة تدريب المواطنات على أسس القيادة السليمة، وكيفية التحرك في الزحام. ويعتزم بن دراي زيادة عدد النساء في مهنة قيادة سيارات الإسعاف، ومجالات الإسعاف الأخرى، بما فيها التعامل مع الحوادث الكبرى والكوارث.

Email