ناقش 5 عوامل تهدد كيان الأسرة

مجلس ضاحي خلفان: ضرورة تغليظ عقوبة مروّجي المخدرات

■ ضاحي خلفان وجانب من المشاركين في المجلس | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا المجلس الرمضاني، الذي استضافه معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، تحت عنوان «الإمارات أسرة متماسكة»، ونظمته جمعية توعية ورعاية الأحداث، إلى تغليظ العقوبة في حق مروجي المخدرات، مطالباً السلطات المعنية بألا يتم العفو عن أي تاجر أو بائع مخدرات، لخطرهم الشديد على المجتمع ومكتسباته، كما أوصى المجلس، بأهمية إجراء الجهات البحثية بالدولة، المزيد من الدراسات التي تناقش أسباب الطلاق، للحد منها، وتعزيز التماسك الأسري، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل لنشر الثقافة الزوجية والتوجيه الأسري لحل المشكلات، ومناشدة أولياء الأمور متابعة أبنائهم عن كثب، ومراقبتهم ومعرفة أصدقائهم، فضلاً عن تعديل بعض التشريعات والقوانين المتعلقة بالهجر ونبذ الأبناء، وتشديد العقوبات فيها، وأن يشمل ذلك أيضاً، تغليظ العقوبات على مروجي المخدرات، لتهديدهم الأمن الأسري.

حضور

أدار الجلسة، الدكتور محمد مراد مدير مركز دعم واتخاذ القرار، أمين سر جمعية توعية ورعاية الأحداث، وحضرها الدكتور أحمد الحداد، كبير مفتين ومدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، والدكتور عزيز العنزي مدير عام الدعوة والإرشاد بدبي، وعلي الهاشمي المستشار الديني في وزارة شؤون الرئاسة، وميرزا الصايغ عضو مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث، وعدد كبير من المتخصصين والمهتمين، وتناولت الجلسة، محاور، شملت عناصر تماسك الأسرة الإماراتية، ووجوب الحفاظ عليها وتقويتها، ومهددات تماسكها، وسبل مواجهة المخاطر العصرية والمهددات الآنية، بالإضافة إلى كيفية تحقيق السعادة للأسرة الإماراتية.

الأمن الأُسري

وأوضح معالي الفريق ضاحي خلفان، أن هناك أسساً وقواعد يجب الانتباه إليها جيداً، لتعزيز مفهوم الأمن الأسري، مشيراً إلى الدور الكبير الذي رسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتعزيز دور الأسرة وحماية أركانها، من خلال إعطائه المثل والقدوة في رعاية أبنائه المواطنين، وخاصة الصغار منهم، واهتمامه بمتابعة أمورهم في كافة مناشط الحياة، بالإضافة إلى أنه خفض المهور للمقبلين على الزواج، ووضع حداً لها، وذلك بهدف مساعدة الأسر الحديثة على مواجهة أعباء الحياة، وعدم الدخول في دوامة القروض والالتزامات، وأن هذا من شأنه مساعدة هذه الأسر على بدء حياة جديدة ناجحة، تنعكس إيجاباً على تربية الأبناء.

ترسيخ التفاهم

ولفت إلى أن الشيخ زايد، رحمه الله، هدم الفجوة بين الأجيال، من خلال ترسيخ التفاهم، واقتراب فكره من أفكار الأجيال الجديدة، والتواصل المستمر معهم، وهو ما أوجد مكانة عظيمة له في نفوس الأجيال الجديدة، التي كانت تلقبه بـ «بابا زايد»، كما أنه ركز على تأصيل التراث الشعبي، كونه أداة تحمل الرمز، لما بذله الأولون لتوفير حياة كريمة ومرفهة للأجيال الجديدة.

وتطرق معاليه إلى أسس التي بنى عليها عوامل مهددات الأمن الأسري، والتي شملت ازدياد معدلات الطلاق ورفقاء السوء وانتشار الممنوعات وإهمال الرقابة، وتأخر سن الزواج، موضحاً أن هناك دراسات تشير إلى أن متوسط السن عند الزواج للذكور بلغ 40 سنة، وأن الزواج من أجنبيات يمثل 20 % من الزيجات (مواطنون يتزوجون أجنبيات)، كما أن ثلث حالات زواج المواطنين، تنتهي بالطلاق، فضلاً عن العنوسة، حيث ارتفاع نسبة الإناث ممن تخطين الـ 30 سنة ولم يتزوجن.

تأثير التربية

وأشار معاليه إلى سلبيات أخرى، مثل ترك تربية الأبناء للمربيات الأجنبيات، وتأثير العولمة على سلوك الأبناء والانبهار بالغرب، من خلال الملبس والمأكل والأنماط السلوكية، والانخراط في المجتمع الافتراضي، والابتعاد عن المجتمع الواقعي، وتقلص الوقت الذي يقضيه الآباء مع الأبناء، وعدم تطور السلطة الأبوية لتواكب التغيرات العصرية، فضلاً عن مخططات الخارج لإحداث الفرقة في الداخل، وأن ذلك كله يعتبر عوامل يجب الانتباه إليها جيداً لمواجهتها، من أجل إيجاد بيئة أسرية جيدة، تنعكس على المجتمع الإماراتي.

عماد المجتمع

من جهته، أوضح الدكتور الحداد، أن أي أساس ناجح للمجتمعات، يعتمد بشكل كبير على الأسرة، حيث إنها اللبنة الأولى لصلاح المجتمع، لافتاً إلى أن الدين الإسلامي اهتم بالأسرة، وحث على تكوين بداية صحيحة لها، من حيث اختيار الزوجة، ثم تنشئة الأبناء على التربية الدينية الصالحة، وتعزيز دور الأب، كونه الراعي والحاضن لأبنائه، لافتاً إلى أهمية الدور المجتمعي في رعاية الأسر، من خلال البرامج والتنمية الفكرية والتعليم، وغيرها من الأمور التي تساعد على تنشئة سليمة للأجيال المقبلة.

ولفت إلى 5 نقاط أساسية، يجب الاهتمام بها، والالتزام بتطبيقها، وتشمل تعزيز القيم الإسلامية في التربية الصالحة للأبناء، ثم الأمور التي تهتم بالعبادات، من صلاة وصوم وزكاة، وأثرها في الارتقاء بالروح عند النشء، فضلاً عن تعزيز القيم الأخلاقية الدينية، من أمانة وكرم وحب للآخر، وغيرها، وصولاً للوحدة الاجتماعية وتشابكها، بما يرسخ مبدأ الحماية الاجتماعية لأفراده، وأخيراً، التواصل المجتمعي الفعال مع الجار، ومعرفة حقوقه، أياً كانت ديانته، لافتاً إلى أن ذلك انعكس بقوة من خلال عدد الجنسيات الكبير الذي يعيش في الدولة.

وذكر الشيخ العنزي، أن مسؤولية الأب تجاه أولاده، تهتم بشقين، روحي وبدني، وأن الأخيرة تكون من خلال التنشئة السليمة، والالتزام بما يوجد شاباً فتياً، عقلياً وذهنياً، أما في الجانب الروحي، فيكون من خلال بداية تكوين الأسرة واختيار الزوجة الصالحة، التي ستكون محور تربية الأبناء، مركزاً على أهمية تعليم الصلاة للأطفال الصغار، وأنها تحميهم بشكل كبير من أي أخطار مستقبلية.

معاقبة الفاسدين

وشدد على أهمية تغليظ العقوبات الجنائية على كل من يعيث فساداً في المجتمع الإماراتي، ويجب معاقبتهم بأشد العقاب، حتى لو وصلت الأمور لعقابهم في ميادين عامة، ليكونوا عبرة لغيرهم، وحماية المجتمع من شرورهم، مؤكداً أن رب العالمين وهبنا نعمة العقل، التي يجب رعايتها وتوظيفها في مجالها الصحيح، وأنه يجب الابتعاد عن أي أشياء قد تدمره، موضحاً أن عناصر قوة الأسرة الإماراتية، تكون من خلال الالتزام بالتعاليم الإسلامية، والتمسك بالعادات والتقاليد، وتعزيز الإطار القبلي الذي يجمع أسر القبيلة.

وذكر ميرزا الصايغ، أنه يجب تنشئة الأجيال الجديدة على الالتزام بالدين وحب الوطن، والانتماء للعروبة، وغيرها من المفاهيم التي توجد جيلاً صالحاً قادراً على مواجهة أي أخطار قد يواجهها، لافتاً إلى أن الإمارات اختيرت الأولى عالمياً في مؤشر التماسك الاجتماعي، كما احتلت المرتبة الأولى في الأمن والأمان والتعايش السلمي بين المقيمين، مؤكداً أن شعب الإمارات ودود ومضياف، وينبذ التطرف والعنصرية، وهو ما يشكل لبنة مهمة في تكوين المجتمعات الإيجابية التي تقبل الآخر بحب واحترام، وأن هذه التعاليم رسخها الشيوخ الكرام.

وسطية ومواطنة

خلص المجلس إلى أن السبيل الأساسي لمواجهة المخاطر العصرية والمهددات الآنية، تكمن في الالتزام بوسطية الدين الإسلامي، وترسيخ قيم المواطنة، والتساوي في الحقوق، وتوعية الأسر بالمخاطر، وبسبل التعامل معها، بالإضافة إلى التصدي للتهديدات، خاصة الطلاق والزواج من أجنبيات، واستحداث يوم سنوي للأسرة، يحرص فيه الجميع، بما فيهم من يقيم في الخارج، على أن يلتم شمل الأسرة.

فضلاً عن وجود مؤشرات تقيس قدر تماسك الأسر، وتتبع حركيتها والعمل على زيادتها، وأن عناصر قوة الأسرة الإماراتية، تكون من خلال الالتزام بالتعاليم الإسلامية، والتمسك بالعادات والتقاليد، وخاصة الإطار القبلي، الذي يجمع أسر القبيلة، فضلاً عن الالتزام بنهج المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، في ما يتعلق بطبيعة الشخصية الإماراتية السمحة، حيث التجانس الإيجابي لشرائح مجتمعه، من خلال دين واحد، بعيداً عن الِملل والأعراق والصراعات.

Email