عطاء دبلوماسي

الزيارات العائلية الرمضانية من ملامح سفارتنا في الكويت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحاور «البيان» سفراء وقناصل الإمارات في الدول المختلفة، ملقية الضوء على أجواء رمضان والأنشطة والفعاليات التي تنظمها بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج لإطلاع القارئ على الدور المحوري الذي تؤديه في هذه الدول.

وساهمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وبعثاتها الدبلوماسية في بناء علاقات متينة قائمة على التعاون البناء والاحترام المتبادل مع مختلف دول العالم، وبلغ عدد البعثات التمثيلية للدولة في الخارج 102 بعثة منها 80 سفارة و18 قنصلية و4 بعثات دائمة، فيما بلغ عدد بعثات الدول الأجنبية المعتمدة في الدولة 110 سفارات و73 قنصلية و16 منظمة دولية.

 

روابط تاريخية تمتد لعقود من الزمن بين الإمارات والكويت، تنعكس على الأجواء الرمضانية التي يعيشها أبناء الوطن المقيمون في الكويت، فسفارة الدولة تفتح أبوابها للاحتفاء بالشهر الكريم وإعداد ولائم رمضانية تضم المأكولات المحلية الشهيرة، حيث تجتمع الأسر الكويتية والإماراتية جنباً إلى جنب للاستمتاع بأجواء رمضانية بطابع خليجي.

السفير رحمة حسين الزعابي سفير الدولة في الكويت، تحدث لـ«البيان» عن العادات الرمضانية في الكويت قائلاً: إن سمات شهر رمضان الكريم تتشابه في الكويت والإمارات، إلا أن لكل دولة تراثها الخاص والمميز للاحتفال بهذا الشهر المبارك، فالأجواء الرمضانية والتعايش مع هذه المناسبة له خصوصية لكل بلد على حدة رغم تقارب العادات والتقاليد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأضاف: تحرص الأسر الإماراتية المقيمة في الكويت على تبادل التهاني في الشهر الفضيل خصوصاً في الأيام الأولى وأيضاً الالتزام بأداء صلاة التراويح والمشاركة بمسابقات حفظ القرآن، والتجمع في أوقات الوجبات الغذائية سواء الإفطار أو السحور، مع إعداد الأطعمة الرمضانية الإماراتية المشهورة كالثريد والهريس والعرسية والمضروبة واللقيمات والفرني، ولا تقتصر ممارسات وسلوكيات مجموعة كبيرة من الأسر المواطنة في شهر رمضان الكريم على الحرص على تناول السحور والتقيد بإعداد أصناف مأكولات شعبية في السفارة، بل تتعداها لزيارة الأقارب والأصدقاء وبالنسبة للرجال زيارات الدواوين المختلفة.

عادات كويتية

وأوضح أن هناك عادات كويتية في رمضان لا يزال الشعب يحافظ عليها منذ عقود من الزمن، فالجيران يتبادلون فيما بينهم أطباق الطعام، وهي عادة منتشرة في العالم العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، وكذلك التجمع أول أيام الشهر الفضيل في بيت كبير العائلة وإقامة موائد الإفطار على صوت المدفع، وتمضية معظم ساعات الليل في التعبد، إلى جانب بعض العادات مثل يوم قريش ( يقام في آخر أيام شعبان استعداداً لبدء الصيام بتناول وجبة آخر أيام الإفطار بطريقة رمزية، و«القرقيعان» في النصف من رمضان، والتزاور في الدواوين.

وتابع: في الكويت لا تكاد تدخل شارعاً بأي منطقة، إلا وترى أبواب الديوانيات مشرعة لاستقبال المهنئين، وفي هذه الأجواء الروحانية يتسامى الناس على ما في نفوسهم، وتصل الأرحام بين أفراد الأسرة الواحدة، والأصدقاء فيما بينهم، ويحرص المقتدرون مادياً بهذا الشهر المبارك على تجهيز موائد الإفطار والسحور للفقراء والمحتاجين، وتقوم بعض الجهات الحكومية واللجان الخيرية والشركات الخاصة وبعض الأفراد كذلك بتقديم وجبات الطعام في المساجد وفي خيام تنصب بالساحات الترابية بكافة المناطق.

العيد

ولفت إلى أنه مع انقضاء شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر فإن الأجواء لا تختلف في الكويت عن دولة الإمارات كثيراً فهي تبدأ بتأدية صلاة العيد وتبادل التهاني والزيارات للأهل والأصدقاء واستقبال الأصحاب والجيران، وتشارك الفرق الشعبية بالأهازيج المختلفة في الأسواق وبعض التجمعات.

وقال إنه في الكويت يتم تجهيز بعض الوجبات الخاصة والحلويات مثل قرص العقيلي الذي يصنع في البيت من البيض والطحين، الرهش، والحلوى والدرابيل والبقصم وهناك حلويات قديمة اشتهرت في يوم العيد مثل القبيط وكبدة الفرس وعصاة العمي والزلابية والغُريبة والخنفروش.

جذور تاريخية

وأوضح السفير رحمة حسين الزعابي أن الـمجتـمــع الكـويتــي مجـتمـع متفـاعــل منـذ بـدايــاته المبكرة، فطـبـيـعــة موقعه الجغرافي وتـركيـبـتــه السكانية، واتصاله بالصحراء من جهة، وبالبحر والأسفار البحرية من جهة أخرى، جعل لهذا المجتمع خصائص المجتمعات الحية المتحركة المنفتحة على المجتمعات والثقافات الأخرى، وتعد الثقافة الكويتية امتداداً للثقافة الإسلامية والعربية وقد بدأت الحركة الأدبية والثقافية في الكويت قديماً في فترة حكم المرحوم الشيخ مبارك الصباح التي توجت بتأسيس المدرسة المباركية والجمعية الخيرية، ثم عهد الشيخ أحمد الجابر، حيث تم افتتاح صرحين علمي وأدبي بعد المدرسة الأحمدية، وهما المكتبة الأهلية والنادي الأدبي، ويعود الفضل في ذلك إلى الأدباء والمحسنين الكويتيين الذين بدأ على أيديهم عهد النهضة الأدبية بالكويت.

وأشار إلى أن الكويت لعبت دوراً تاريخياً مهماً على مدى العصور، فقد كشفت أعمال التنقيب التي تمت في مناطق مختلفة في الكويت عن وجود آثار تاريخية في القدم، حيث وجدت في منطقة برقان أدوات حجرية كرؤوس سهام وأزاميل تعود إلى العصر الحجري الوسيط وعثر في منطقة الصليبيخات على أدوات صوانية تعود إلى العصر الحجري الحديث، كما أن بعض الآثار التي وجدت في جزيرة فيلكا وجزيرة أم النمل تعود إلى الحضارة الهلينستية، حيث تأثر سكان الكويت في تلك الفترة بالحضارة الدلمونية.

وقد تأسست مدينة الكويت سنة 1613 كمدينة تجارية على ساحل الخليج العربي. فقد استوطنها العتوب في ذلك الوقت، وازدهرت البلدة بفعل التجارة البحرية.

دور إيجابي

وأضاف: «انتهاجاً لتفعيل دور السفارة في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع دولة الكويت تقوم السفارة بالمشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية والاجتماعية والتراثية والسياحية والمعارض المختلفة التي تنظمها الجهات الثقافية والتربوية ومؤسسات التعليم العالي وجمعيات النفع العام بدولة الكويت الشقيقة، وكذلك تشارك في الاحتفالات الوطنية لدولة الكويت والمناسبات الحكومية والاجتماعية المختلفة، الأمر الذي يعكس وجه الدولة الحضاري الأصيل ويسلط الضوء على نموذج دولة الإمارات في الانفتاح والتعايش المشترك والاندماج في الثقافات من الحضارات المختلفة وما تحظى به من احترام وتقدير على الصعيدين الإقليمي والدولي وأكد أن قيادة الدولة الرشيدة عملت بجد على بناء صورة ناصعة للدولة في الخارج، حتى أصبحت دولة الإمارات عنواناً للحكمة والاعتدال والتعايش والسلام ورمزاً للإنجاز والتفوق والتميز على المستوى العالمي حسب رؤية وتطلعات حكومة دولة الإمارات لعام 2021.

وأشار إلى أن المسؤولين الكويتيين يكنون كل الإعجاب والتقدير للنهضة والتطوير في الدولة، إذ يعتبر الكويتيون تطور دولة الإمارات فخراً لهم ومحل إلهام، ويود الكويتيون الاستفادة من خبرات وتجارب الإمارات في مجالات التطوير الإداري والتطوير المهني والعمراني وفي مجالات التنمية السياحية وتنظيم المعارض والطاقة والخدمات المالية وفي المجال العسكري والأمني.

ريادة وتميز

السفير رحمة حسين الزعابي يحمل شهادة البكالوريوس في إدارة أعمال تخصص إدارة أعمال – إعلام من جامعة الإمارات العربية المتحدة، وعين بالسلك الدبلوماسي والقنصلي عام 1988، وعمل في سفارة الدولة في بروكسل ثم لندن ثم نيودلهي، ثم عين نائباً لمدير الإدارة القنصلية في عام 2001، ثم عين سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى سفارة الدولة في الأردن عام 2001، ثم سفيراً في بيروت سنة 2008، وفي عام 2014 تم تعيينه سفيراً للدولة لدى الكويت.

 

علاقات وشراكات وطيدة بين البلدين

تطرق السفير رحمة حسين الزعابي سفير الدولة في الكويت، للعلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والكويت قائلاً إنه تم افتتاح مقر سفارة الإمارات العربية المتحدة في مدينة الكويت عام 1972، وتعتبر دولة الكويت من الدول الأولى التي اعترفت بقيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة منذ اليوم الأول الذي جرى فيه الإعلان عن تأسيس الدولة، وقد مثل دولة الإمارات راشد عبدالعزيز المخاوي، كأول سفير تم اعتماده لدولة الإمارات لدى دولة الكويت بناء على مرسوم اتحادي رقم 71 لسنة 1972 منذ افتتاح السفارة حتى عام 1974، بينما مثل الشيخ بدر محمد الأحمد الصباح، كأول سفير تم اعتماده لدولة الكويت لدى الإمارات العربية المتحدة بناء على مرسوم بتاريخ 12 يناير 1972.

وأضاف الزعابي: «تعتبر دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لدولة الكويت بين دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، حيث احتلت دولة الإمارات المرتبة الثانية ضمن أهم ثلاثين دولة مصدرة للسوق الكويتي في الربع الثالث لعام 2015، بحوالي (229.4) مليون دينار كويتي، بنسبة 9.8% من إجمالي الواردات الكويتية من دول العالم».

وأكد أن دولة الكويت تنظر إلى شقيقتها الإمارات كشريك تجاري أساسي ومهم وداعم لاقتصادها وترى فيها اقتصاداً واعداً يستوعب رؤوس الأموال الفائضة لديها، كما تعتبر دولة الإمارات الكويت كأهم الشركاء التجاريين بالنسبة لها، وسوقاً واعدة تبشر بتعاون اقتصادي كبير.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين يتزايد بوتيرة مرتفعة عبر الزمن، حيث ارتفع من 433522 ألف دينار كويتي عام 2008 ليصل إلى 761146 ألف دينار عام 2013 وبزيادة مقدارها 327624 ألف دينار بما يعادل 75.6% مقارنة بعام 2008 وهو معدل مرتفع جداً بالمعايير الدولية.

ولفت إلى أنه من أهم القطاعات والأنشطة الاقتصادية المستثمر بها من قبل الشركات الإماراتية في دولة الكويت قطاع المقاولات والعقارات، صناعة الاسمنت بالإضافة إلى السياحة والفنادق.

Email