تحت شعار «حب ووفاء.. لزايد العطاء»

عبد الله بن زايد يشهد احتفالية يوم زايد للعمل الإنساني

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة مساء أمس في جامع الشيخ زايد الكبير، أمسية يوم زايد للعمل الإنساني الإماراتي، تحت شعار «حب ووفاء لزايد العطاء»، والتي أقيمت برعاية وزارة شؤون الرئاسة وبالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.

وحضر الأمسية فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وأصحاب الفضيلة العلماء، ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية وكبار المسؤولين.

وقال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: إذا كان العظماء هم من يصنع التاريخ بإنجازاتهم العسكرية والعلمية فإن أقوى العظماء هم من يصنعونه بمآثرهم الإنسانية عطاء وحكمة وريادة للسعادة أو سعادة في الريادة، فبناء الإنسانية أسمى بناء، وما خلد التاريخ الأنبياء والقادة الحكماء إلا لأنهم أسعدوا الإنسانية ولم يعذبوها بل شادوا لها قيم السعادة والتسامح والسلام وهي أقل كلفة لكنها أعمق فائدة وتأثيرا في موازين بناء الأوطان والإنسان، والقائد المؤسس الراحل هو من هذا الرعيل الفريد من العظماء.

وأضاف: لم تغب شمس زايد عن أهل الإمارات يوم وفاته في التاسع عشر من رمضان 1425هـ الموافق 2نوفمبر2004 فمآثر القائد الراحل ما تزال حية في الذاكرة الشعبية زاهية السطوع في التراث الشفهي أكثر مما كتِب ومن حق الأجيال علينا نحن الذين عاصروا عبقرية زايد أو سمع منه أو حظي بمجالسته أن ننقل إليهم ما اختزنته الذاكرة الحية من مواقفه الإنسانية والدينية والسياسية لتعرف الأجيال كيف خط عظماؤهم التاريخ الوطني والإنساني لهم بأحرف من بهاء وثراء.

وأكد فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في كلمته تحت عنوان «زايد والسلم»، أن ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تهتز لها القلوب والنفوس وتستخلص منها العبر والدروس، مشيراً إلى أن السلم ورمزيته كانا عنوان قائد البلد ومؤسسه، الذي بذل جهوداً كبيرة من نوع صدقة السلم التي لا يعرفها أكثر الناس، كما قام بإطفاء نار الحرب في العراق قبل أن يش ضرامها، كما أنه في المناسبات الكثيرة حين كان يحضر الشيخ زايد تنشرح النفوس وتتسع الصدور لأنها سوف تسمع كلمة خير وسوف تنتفع بفعل الخير.

واستعرض مثالاً عن أعمال المغفور له الشيخ زايد الإنسانية، وهي مساعدته لبطل الملاكمة محمد علي كلاي ليؤسس مؤسسته الإنسانية التي امتد عطاءها للمسلمين وغير المسلمين، فكانت مثالاً رائعاً للدعوة ضد الإسلاموفوبيا، وهو ما ليس بعيداً عن منهج الشيخ زايد، منهج الإنسان الذي يستنبط في حقيقته منهجاً إسلامياً صحيحاً، وإن أعماله الإنسانية شملت المسلمين وغير المسلمين وظلت باقية لم تنس على امتداد العالم.

من جانبه، تحدث سماحة الشيخ عبد الكريم سليم الخصاونة مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية رئيس مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية حول «زايد وروح الاتحاد» أن من نعمة الله تعالى على دولة الإمارات أن منّ عليهم بقيادة حكيمة واتحاد، فأولفت القلوب والمشاعر، واتحدت الغايات والمناهج، ومما لا ريب فيه أن الاتحاد قوة وهو الدعامة الوطيدة لتقدم هذا البلد الطيب، وسر نهضته ونجاح رسالته فأصبحوا بنعمة إخواناً.

أسس متينة

وأشار سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة إلى أن تلك الأسس المتينة التي قامت عليها القيادة الرشيدة الاتحاد، دفعت المواطنين والوافدين إلى البذل والعطاء والوفاء فأنتجت سماحة راقية، ومساواة وعدل، فانتشر الفضل والاحترام وإسداء المعروف ونشر الأمن والسلم عن رغبة فيهم لا عن تكليف أو إكراه.

وتحدث الدكتور عبدالله سرحان أستاذ البلاغة والنقد وعميد كلية الدراسات العليا في الأزهر الشريف حول «زايد وقيم العطاء» وقال إن الحضارة التي نشاهدها في هذه البلاد والتي حول فيها الشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ الصحراء الجرداء إلى واحة خضراء راجعة إلى أن العطاء كان صفة فطرية عند زايد فسخا على بلده ووطنه وشعبه.

وحقق على أرض هذا الوطن من المنجزات الحضارية الحديثة ما لا يضارع في هذا الزمان حتى صارت الإمارات في مصاف أهم الدول العالمية من حيث قوة اقتصادها وارتفاع مستوى المعيشة والرخاء الذي ينعم به مواطنوها.

 وقال الدكتور قطب موسى سانو، وزير المستشار الدبلوماسي لرئيس جمهورية غينيا في كلمته «زايد العلم والسعادة»: «إن الأمة الإسلامية رزئت بوفاة حكيمها الفذ الذي سخر عمره للأمة الإسلامية والعربية ونذر حياته من أجل السلام ورفض الشقاق بين الأمم.

وأسس دولة حديثة متماسكة بتراثها ونسيجها الوطني، وإن التاريخ يذكر صفاته من صدقه وعدله وحيائه وشجاعته وكان يقدر العلم وأهله وكان يدرك أهمية العلم ورصيد الأمة أبناؤها المتعلمين، ووفر الإمكانيات للعلم ولولا العلم لضاع المال وأفضل استثمار هو الإنسان.

فالعلم يبني الأمم وينهض بها فأنفق على أبنائه ورعايتهم إناثاً وذكوراً واهتم بتعليم المرأة، جعل سعادة المواطن همه وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين من صحة وسكن وتعليم حتى يستطيع المواطن الشعور بالأمن والاستقرار، والشيخ زايد ترك إرثاً من الأعمال تجهد من خلفه.. ولكنه غرس في أبنائه حب الخير وصناعة المعروف»، داعياً بأن يمن الله على البلاد بنعمة الاستقرار والأمان.

قيم إسلامية

تحدث الدكتور عبد الحكيم جاكسون، صاحب كرسي الملك فيصل للثقافة الإسلامية في جامعة كاليفورنيا، عن زايد والكرامة الإنسانية مثمناً جهود المغفور له وإنجازاته الباهرة في خدمة شعبه ودينه والبشرية، من خلال تمسكه بالقيم الإسلامية وبعاداته وتقاليده، مستعرضاً بعض أعماله الخيرية التي شملت الإنسان في كل مكان.

Email